حثَّت جمهورية المالديف، العالم على التكاتف معا لمكافحة ظاهرة تغير المناخ، مشيرة إلى أن بقاء شعبها ذاته على قيد الحياة يتوقف على العمل العالمي للتصدي للأزمة الرهيبة التي نواجهها.
وقال محمد نشيد، رئيس وفد دول المحيط الهندي في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، في بولندا، الخميس الماضي، إن جزر المالديف ستفعل كل ما في وسعها للمساعدة في حل تلك الأزمة، حسب ما أوردت "رويترز".
يذكر أنه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسرعة يرتفع منسوب البحار في العالم، وهو ما يؤدي إلى انعمار عدد كبير من المدن البحرية والجزر، مما يعني أن الجزر مثل تلك التي تضم جزر المالديف يمكن أن تختفي.
وأضاف نشيد في المؤتمر الدولي: "نحن لسنا مستعدين للموت.. لن نصبح أول ضحايا أزمة المناخ"، مشير إلى أن "تغيّر المُناخ هو قضية أمن قومي وتهديد وجودي"، ولا يزال من الممكن تجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية إذا توحدت الدول لمواجهة هذا التحدي.
وتحدّث الزعيم المالديفي في وقت سابق في قمة الأمم المتحدة للمناخ في عام 2009، ومع ذلك، قال إنه لم يشهد تغيرا طفيفا في الاستجابة العالمية منذ ذلك الحين.
وأوضح نشيد قائلا: "ما يقرب من 10 أعوام منذ آخر مرة تحدثنا في مفاوضات المناخ هذه، لكن لا يبدو أن الكثير قد تغير"، وأضاف أن "انبعاثات الكربون آخذة في الارتفاع، وكل ما يبدو أننا نفعله هو التحدث فقط".
وبدلا من التصدي لمشكلة تغير المناخ، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستمرار تحذير العلماء والتنبؤ الراسخ من حدوث كارثة وشيكة إذا لم تقم الولايات المتحدة ودول أخرى بخفض الانبعاثات بشكل خطير، وفي بداية مؤتمر بولندا تحالفت إدارة ترامب مع روسيا والمملكة العربية السعودية والكويت لرفض الترحيب بتقرير تاريخي قدمه الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ التابع إلى الأمم المتحدة بشأن الحاجة إلى الحفاظ على الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية.
وحذر التقرير من أنه إذا لم تكثف الحكومات جهودها لإنقاذ الأرض حتى عام 2030 قبل أن يصل الاحترار إلى أعلى مستوى، سيؤدي إلى نقص كبير في الغذاء ومشاكل أخرى كارثية، وهو ما لم يتم تنفيذ إصلاحات كبيرة.
وقال ترامب للصحافيين في الشهر الماضي، إنه لم "يصدق" النتائج التي وردت في تقرير مناخي وضعته إدارته، وحذر هذا البحث من أن التغيرات البيئية قد تكلف الاقتصاد الأميركي مئات المليارات من الدولارات بحلول نهاية هذا القرن، بينما ستخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 10 في المائة.
وأعلن الرئيس أيضا العام الماضي، أنه سينسحب من اتفاقية باريس المناخية البارزة التي وقعتها كل دول العالم، تاركة واشنطن معزولة تماما على المستوى الدولي.
ورغم أن البيت الأبيض قد لا يهتم بجزر المالديف أو التأثير الاقتصادي لتغير المناخ على الولايات المتحدة في غضون العقود المقبلة فإن العلماء والنشطاء يستمرون في ردع الحقائق والمعلومات، لكن هناك مجموعة من جماعات الضغط في الشركات وإدارة ترامب، يواجهون معركة شاقة.
قال الدكتور ستيفان سينغر، وهو مستشار كبير لسياسات الطاقة العالمية في شبكة العمل المناخي الدولية، لصحيفة "نيوز ويك": "مع الأسف، لدى العلماء قوة أخلاقية فقط، بينما ترامب والبيت الأبيض، وأغلبية الجمهوريين هم من لديهم السلطة لادارة صناعة الوقود الأحفوري العظيمة في الولايات المتحدة".
وأعرب سينغر عن أمله في أن ينتخب الأميركيون رئيسا مختلفا خلال عامين للتصدي بفعالية للأزمة المتنامية، وقال إن واشنطن يجب أن "تتخذ الخطوات الفورية والمناسبة في الداخل لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والفحم"، مع الاعتراف "بالمسؤولية الخاصة للولايات المتحدة باعتبارها أكبر ملوث للكربون في الغلاف الجوي تاريخيا"
أرسل تعليقك