الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة

دمشق - وكالات

حملت العدسة وقائع الثورة السورية وهمومها، ووثقتها على شكل صور رقمية حملت اعترافات شهود وضعوا بصمتهم على حوادث وانعطافات خلال سني الثورة ومراحلها، فالمستجدّات والظروف الراهنة فرضت على الفنون ووسائل الإعلام صيغا جديدة للتعاطي معها، بالتقاط اللحظات الفارقة التي تنقل الصورة إلى الآخر. وتبرز الوقائع أن الثورة السورية حملت في طياتها ومراحلها ثورة سينما وثائقية وتسجيلية أيضا وذلك بدخول الإنترنت وكاميرا الهاتف المحمول على صعيد الصورة الموثقة، وقدمت مخرجين من قلب الحدث، خاضوا  تجارب فنية وسينمائية مهمة لتوثيق بعض أحداث من الثورة. يقول المخرج والسيناريست السوري محمد منصور إنه أنجز عن الثورة السورية حوالي ثلاثين فيلما وثائقيا بين عامي (2011-2013)، ويمثل الفيلم الوثائقي بالنسبة له أرقى أنواع العمل التلفزيوني أو البصري، وحالة بحث تاريخي عن الحقيقة، حتى لو كان هذا التاريخ هو مجرد لحظة. وحول مرجعيّة الأفلام التي أنجزها عن الثورة السورية يقول منصور: "مرجعياتها الأساسية مرتبطة بواقع الثورة الإعلامي واللوجستي. فلأول مرة يمنع نظام كل وسائل الإعلام من تغطية أحداث عاصفة تمرّ بها بلاده على هذا النحو". والحصار الإعلامي غير المسبوق -كما يقول منصور- خلق مرجعية أساسية هي استخدام فن الشارع، كاميرا رجل الشارع، وتصوير رجل الشارع، والتعبير عن إحساس رجل الشارع". ويقول منصور "صوّرت بعد عامين من الثورة فيلما بعنوان "الخوف من الثورة" في منطقة سلقين بريف إدلب. أردت أن أقول خلاله إنه حتى في هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية سنّية وليس فيها تنوع طائفي، وهي في قلب منطقة محرّرة وتحت سيطرة الجيش الحرّ، هناك من لا يزال يخاف من الثورة، ولم يفهم معنى أن التغيير له ضريبة باهظة الثمن". وفي فيلم "مَن قتل الحسين" يروي منصور العلاقة بين قرية سنية "بنّش" وقرية شيعية "الفوعة"، ويناقش "كيف اتّخذت هذه العلاقة منحى حادّا بعد الثورة دون أن أجمّل الأشياء". أما المخرج والصحفي السوري عامر مطر، وصاحب عدة وثائقيات عن الثورة، فيؤكد أن العجز هو الكلمة الأنسب لوصف السينما في وقت الحرب، ولوصف الحياة أيضا، وكل الصور -بالنسبة له-تبقى مبتورة بفعل الخوف والقلق والموت الذي يعيشه مجتمع كامل. يقول مطر إن "كل ما صنعناه من أفلام لا يرتقي حتى ليوصف بالقزم، أمام غنى الواقع السوري الذي نحاول العمل في دائرته. لا زلنا في السطح الباهت، ولا توجد أفلام حقيقية عن الثورة أو عن سوريا مؤخرا، وكل ما تمّ صنعه مأسور في المقابلة الصحفية والتقرير الصحفيّ الطويل". ومع ضعف الإمكانيات الإنتاجية، ظهرت مؤسّسة "بدايات" لتدعم عددا من الأعمال وتنتجها. ويعلل القائمون على المؤسسة توجهها بضرورة إنتاج صورة تقارب حجم التضحيات وتصور الواقع وتوثق له وللتاريخ، وتدعم البحث عن لغة سينمائية لطرح الأسئلة الصعبة التي تبدأ بالفن ولا تنتهي بالسياسة. وتطمح "المؤسسة إلى أن تكون جزءا من تيار سينمائي سوري يعبّر عن التجارب الجديدة والمخاضات الفنية التي تشهدها الساحة الثقافية في ظل التغيرات الكبرى التي تعيشها المنطقة من خلال لغة سينمائية وثائقية، تُسائل الواقع بقدر ما توثقه، وتنحاز للفن في مواجهة البروباغندا، وللناس في مواجهة الحكام، وللثورة في مواجهة العطالة". ومع ازدياد نتاجات الأفلام الوثائقية قرر عدد من المشتغلين في هذا المجال إطلاق "مهرجان سوريا الحرة السينمائيّ". ويقول حسين مرعي -وهو أحد المشرفين على المهرجان- إن "منع وسائل الإعلام العالمية من دخول سوريا حتّم على الشباب السوري الثائر إيجاد بديل غير رسمي ينقل صوته وصورته إلى خارج الحدود. وأنتج الشباب السوري خلال سنتين ونصف من عمر الثورة العشرات، بل المئات من هذه المواد التي تصلح بمجملها كوثائق على لحظة فارقة في حياة سوريا، تؤسّس فيما بعد لمشروع فنّيّ ثقافيّ مغاير، فيما لو جُمعت هذه الموادّ وحُفظت على اعتبار أنها نتاج فنّي ثقافي إنساني يوثّق حقبة ثورة كرامة عُمدت بالدم. من خلال استعراض بعض التجارب، سواء الإخراجية أو الإنتاجية، يدرك المتابع أن الأفلام الوثائقيّة السورية تظل أمام امتحانين عسيرين، امتحان الواقع والفن معا، وإلى أي درجة يمكن أن تخلص لهما وتمنح متلقّيها المتعة في واقع ينضح بالأسى والإيلام، والإجابة عن ذلك في طور التهيئة والتبلور لأن الامتحان مستمر ومتجدد ولم ينته بعد.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة الأفلام الوثائقية السورية ذاكرة الثورة



GMT 00:48 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن جهل ترامب بالمعلومات التاريخية والجغرافية

GMT 19:26 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

الجمهور يفضّل الأفلام المقتبسة عن روايات

GMT 07:05 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مرصد مناهضة التطبيع هشكار يروّج للصهيونية

GMT 22:03 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"القاهرة السينمائي" يناقش فيلم أمومي في ندوة

GMT 16:38 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

7 أفلام إيطالية في الدورة 12 من بانوراما الفيلم الأوروبي

GMT 21:10 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "معجزة البقاء" في الإسكندرية الأربعاء

GMT 16:53 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

كتاب يحتفي بـ"طعام الشارع" في جهات المملكة المغربية

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates