عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة
آخر تحديث 21:55:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يصنعن الجمال لنساء المجتمعات المخملية ونجمات الفن بأياد بائسة

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة

زيوت الأركان في المغرب
حاحا - سعيد بونوار

تعاني عاملات زيوت الأركان في المغرب من الفقر وسوء أحوال المعيشة، رغم أن أميرات ونساء المجتمعات المخملية ونجمات الفن والتلفزيون وعارضات أزياء وملكات جمال يُسارعن إلى الاستفادة من زيوت الأركان التي باتت من أهم مكونات صناعة الجمال والنضارة. ولا تملك هذه الفئة ذهبًا، ولا تخفي أراضيهن بترولاً، ومع ذلك هن نساء ثريات بمنطق الاستغلال وفقيرات بسلطة الاحتكار، يصنعن بأناملهن عروش الجمال والصحة، ويقدمن على أطباق خشبية أكاليل الثروة لمؤسسات عالمية لا ترى غير رميهن بالقليل من المال نظير ساعات شقاء في أرض جرداء تمنح ثمار الأركان التي باتت أغلى منتج طبيعي للجمال والصحة في العالم.
وتلهث نساء الطبقة الراقية، وراء حلم الصحة والجمال التي توفرها زيوت الأركان، ويدفعن الأموال الطائلة نظير التمتع بصحة طبيعية تنأى عن المكونات الكيميائية، ولا يعرفن أن وراء زيوت الأركان ومستخلصاتها نساء بئيسات يعانين في صمت، وغير مدركات أن ما تنتجه أياديهن يُباع بالملايين.
وفور أن تغادر مدينة آسفي في اتجاه أغادير، وهي المنطقة المسماة بـ"حاحا"، تتراءى أمامك أشجار تبدو كما لو أنها غريبة في الشكل، وإذا كانت ظروف الحياة قد دفعتك إلى أن تتعرف على طبيعة بلدان في القارات الخمس، فإنك لن تجد مثيلاً لهذه الأشجار إلا في أرض المغرب، إنها شجرة الأركان التي شاءت الأقدار الربانية ألا تنبت إلا في المغرب، وهي نبات اسمه العلمي Argania spinosa، وتستعمل زيوته بطريقة خاصة في أغراض التغذية والتجميل وبعض العلاجات الطبية، وتصنف كأغلى الزيوت في العالم.
وقد سارعت كبريات الشركات إلى بناء وحدات صناعية مصغرة لشراء الزيوت المستخلصة وتصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وإعادة وضعها في قارورات مزينة وطرحها للبيع، حيث تحقق مداخيل خيالية بالنظر إلى غناها، فمنها ما يقدم على أساس زيوت عطرية للنضارة ومحاربة التجاعيد وتقوية الشعر، وأخرى للصحة وامتلاك أوزان، والغريب أن بقايا ثمار النبتة تذهب إلى صناعة الأعلاف للماشية، ذلك أن أكبر المختبرات الطبية في العالم لا تكف عن طرح دراسات موثقة تؤكد غنى هذا المنتج الطبيعي.
ودفعت الأقدار نساء الأركان الأميات إلى دخول هذه الوحدات لإعالة أسرهن، والعمل لساعات على تكسير نوى شجرة الأركان لفصل النواة عن القشور، وقليها بطرق تقليدية، ثم طحنها باعتماد رحى عتيقة لاستخلاص الزيوت، تأتي العملية بعد ساعات أخرى يمضينها في جني ثمار الأركان، فيما تتطلب الدورة العملية قوة بدنية وتركيزًا والجلوس على الأرض لساعات، والنتيجة أجرة يومية لا تتعدى الـ20درهمًا مغربيًا يوميًا ( ما يعادل حوالي دولارين).
وتروي المغربية عائشة، لـ"العرب اليوم" معاناتها قائلة، "لنتمكن من مواجهة أعباء الحياة، نعمل في إطار أسرة، إذ نتولى القيام بكل محطات استخراج الزيوت، فالأم تتولى طحن الرحى لإكتسابها التجربة منذ عقود، وأخواتي الصغيرات يقمن بفصل النواة عن القشرة، وأنا أتولى قلي النواة في الفرن التقليدي، مسار شاق يبدأ من طلوع الفجر وحتى المغرب، وعلينا الانتهاء من الكميات المرصودة لنا في الوقت المحدد".
وتقول فاطنة (متزوجة وأم لأربعة أطفال)، "نحن في منطقة لا زرع فيها، وزوجي عاطل عن العمل، وبالكاد يتولى رعي الماعز الذي نملكه، وأجد نفسي في هذه الظروف المعيشية الصعبة مدعوة إلى التكفل بأمور البيت، وأنا أعمل يوميًا في وحدات إنتاج زيوت الأركان، أعاني من آلام الظهر ومن الروماتيزم بفعل الجلوس لمدة طويلة على الأرض الباردة"، في حين تضيف امباركة، "نحن ممنوعات من العطلات، ومن أي حقوق تشغيل يمكن أن تتصورها، ومحرومات أيضًا من طلب يوم إجازة، فعدم العمل معناه فقدان المهنة".
وتدرك نساء الأركان أنهن يقدمن منتجًا طبيعيًا يزداد الإقبال عليه يومًا بعد يوم، ويجهلن أن غالي الثمن، ومع ذلك فلا يصل إليهن إلا فتات، أشبه بقطعة خبز جاف

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة عاملات زيوت الأركان في المغرب يعانين من سوء أحوال المعيشة



GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates