زواج المحارم عند المصريين القدماء يُثير الجدل بين الحقيقة والأسطورة
آخر تحديث 22:58:45 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

كشفت تفاصيله ما بقى من أنسـاب الأزواج فى النصوص القديمة

زواج المحارم عند المصريين القدماء يُثير الجدل بين الحقيقة والأسطورة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - زواج المحارم عند المصريين القدماء يُثير الجدل بين الحقيقة والأسطورة

مجدي شاكر الخبير الأثري المصري
القاهرة ـ صوت الامارت

يثار الجدل بين حين وآخر، حول زواج الأخوة الأشقاء وشيوعها فى مصر القديمة، فإلى أي شيء أو دليل يستند أولئك الذين يروجون ذلك، وهل هناك خلط تسبب في فهم خطأ؟وقال مجدي شاكر الخبير الأثري المصري، على عكس رواية "ديودور الصقلي "بشأن زواج الأخوة الأشقاء وشيوعها فى مصر القديمة، فلم يرد حتى الآن فى النصوص المصرية القديمة ما يثبت زواج الأخوة الأشقاء ربما جاء هذا الخلط نتيجة إطلاق المصرى القديم على زوجته لفظ "snt" بمعنى أخت وهو لفظ أطلق أيضا على الحبيبة فى النصوص المعروفة بأغاني الحب، حيث يتعدى هذا اللفظ في الحالتين السابقتين مفهومه اللفظي إلى مفهوم معنى يدل على الرابطة القوية بين الزوج وزوجته والحبيب وحبيبته كرابطة الأخوة التي لا يمكن فصلها أو التنصل منها.

وتابع الخبير الأثري "ويتطلب تعـريف الزوج بالأخ والزوجة بالأخت فى التعريفات المصرية القديمة، تعقيبا موجزا لتصويب فكرة مغلوطة أشاعت الظن لدى بعض الكتاب من القدامى والمحدثين للأسف بشيوع زواج الأخ بأخته فى المجتمع المصرى القديم، وهذا الأمر مشكوك فى صحته إلى حد بعيد على الرغم من أنه لم ينسب لقدامى المصريين وحدهم وإنما نسبه بعض المؤرخين كذلك إلى عدد من الشعوب الشرقية والغربية كأسلاف العبرانيين وأهل نباتا السودانيين والإغريق والمقدونيين والأنباط".وأشار شاكر إلى أن الثابت أن تقاليد الـزواج المصرية القديمة قد تجنبت زواج "المحارم" بفطرتها أو تشريعاتها منذ فترة مبكرة من تاريخها البعيد، وكثيرا دل ما بقى من أنسـاب الأزواج والزوجات فى النصوص المصرية القديمة على انتماءاتهم إلى أسر متنوعه وفروع مختلفة بالرغم من الإستمرار فى تلقــيب الزوج والأم والزوجة والأخ.
 
350 زيجة مصرية

ولفت الخبير الأثري إلى أنه في أحد الأبحاث تم تقصي نحو 350 زيجة مصرية تبين أنه لايكاد يوجد بينها غير مثال واحـد فقط مؤكد لزواج شقيقين من بعضهما، والمدهش أنهما كانا من أصل ليبي مهجن فى عصر الأسرة 22، وما يعتريه الشك من حالات أخرى معدودة يحتمل أن يكون قد تم فى اسوأ حالاته بين غير الأشقاء، وهذا لاينفى وجود حالات فردية شاذة أباح أصحابها لأنفسهم زواج المحارم، وهو شذوذ لم تنج منه كبرى الحضارات حتى عصرنا الحاضر  ولم يكن لمجتمعاتها شأن بإباحته.وقال شاكر، لا ريب أن هذا الفهم الخاطئ لثقافة ذاك العصر من حيث الرمزية والإسقاطات، جعل البعض يروج لهذه المفاهيم السطحية، لأن ذلك لا يعني بالضرورة زواجا حقيقيا بين الأب وابنته، خاصة وأن العديد منهن قد أخذن هذا اللقب في حياة والداتهن، ومن غير المنطقي أن يتـزوج الملك بابنته ويرقيها إلى مرتبة الزوجة الأولى بينما لا تزال والدتها على قـيد الحياة تؤدي دورها في حكم مصر كزوجة للملك.

وتابع الخبير الأثري، من المعروف أن ملكة مصر التي حملت لقب "حمت نسو ورت" وفي الدولة الحـــديثة كان لها العديد من الأدوار سواء أكانت دينية، أم سياسية، أم اجتماعية سيدة مصر الأولى وأغلب الأميرات اللواتي يتخذن هذا اللقب قد اتخذته في وقت متأخر في عهود آبائهن وفي ظروف خاصة لذا فهناك احتمال مؤكد أن دور "الزوجة الملكية الكبرى" قد تم توزيع أعبائه بين الأم والابنة، فأغلب الظن أن الملكات الأمهات كن إذا تقدمن في السن، ولم يعد باستطاعتهم القيام بجميع أدوارهن العامة، فإن الابنة تعد حينئذ نائبة عن أمها في القيام بدورها في الشئون العامة، التي لا تستطيع القيام بها سوى من تحـمل لقب "حمت نسو ورت"، لذلك كان إعطاء اللقب للابنة ضروريًا للإنابة عن والدتها.

الآباء والبنات

وأوضح شاكر أن هناك احتمال آخر لما تتحدث عنه بعض الروايات حول زواج الأب بإبنته، في أن الملكات الأمهات قد سمحت بإعطاء هذا اللقب لبناتهن كنوع من التجهيز للمستقبل، والتوقع بأنهن سيصبحن ملكات في القريب، ويحتمل أيضا أن الملك كان يعد ذلك الأمر تشـبها بالإله، وهو مجرد لقب شرفي يمنح للأميرة، والواقع أنه ليس هناك من دليل مؤكد على فكرة زواج الأب من ابنته زواجا حقيقيا في مصر القديمة، إذ يعتبره الكثيرون مجرد لقب شرفي لإضفاء نوعٍ من التكريم أو القداسـة على البنات الملكيات.

وذكر شاكر أنه لم تصلنا تفصيلات كافية عن الطقوس التي كانت تمارس، ولكن يبدو أن مراسم الزواج كانت تتم في المعبد بحضور أقرباء الزوجين، أي أن الزواج كان يصطبغ بالصبغة الدينية، فكان الكهنة هم الذين يجرون طقوسه، وخاصة كهنة "آمون" في عصر الدولة الحديثة، مما أسبغ عليه نوعا من القدسية والشرعية، وكانت ليلة للزفاف تحدد، فتنحر فيها الذبائح، وتولـمَ فيها الولائم، وتعزف الموسيقى ويفرح القوم ويلهون.وأشار الخبير الأثري إلى أن أقـدم عقد زواج مصري وصل إلينا يرجع إلى عام 590 ق.م "الأسرة السادسة والعشرين فربما كان العقد في البداية يتم مشافهةً بين كبار أفراد الأسرتين، ثم تطور فيما بعد إلى نص مكتوب وكان ولي الأمر ينوب عن العروس في كتابة العقد، وذلك حتى القرن السابع ق.م، ثم أباح المجتمع للعروس أن تحضر كتابة العقد بنفسها.

الزواج والطلاق

 وتابع شاكر، كان الزواج والطلاق من الأمور المدنية التي كان يحكمها العرف، وكان على الرجال أن يقدموا لزوجاتهم الهدايا والأثاث والمنزل وبعد الزواج كان الزوج يعطي زوجته ثلثي ممتلكاته، وكان من حقها الاحتفاظ بنصيبها التي جلبته معها من بيت أسرتها وكان الطلاق مسموح لعدة أسباب مثل الكراهية، أو إذا وقع أحد الزوجين في الزنا أو لم يكن قادرا على الإنجاب وفي هذه الظروف كان من حق الزوجة الحصول على تعويض.

اتحاد شكلي

ومن جانبها قالت آيات الجارحي الباحثة في الشأن الأفريقي عضو الرابطة الأوروبة لعلماء الانثروبولوچيا لـ"سبوتنيك"، قسم علماء الانثروبولوچيا بين شكلين من الزواج وهما الزواج الداخلي "الاندوجامي" أي أنهم من داخل الجماعة القرابية التي ينتمي إليها الزوجين، والزواج الخارجي"الاكسوجامي" أي من خارج الجماعة القرابية.وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، الزواج من الناحية البيولوچية اتحاد شكلي ودائم بين رجل بأمرأة أو أكثر في نطاق مجموعة محددة من الحقوق والواجبات، أما عن الزواج من الجانب القانوني، هو عقد شرعي بين شخصين ذكر أو أنثى بالشكل الذي تنص علية قوانين المجتمع وبترتب من خلاله مجموعة من الحقوق والواجبات بين طرفي العقد

قد يهمك ايضا:

أرملة كوبي براينت تشكر الملايين وتصف "مأساتها"

تفاصيل عن اللبنانية زينة عكر عدرا أول وزيرة دفاع عربية وقرينة رجل أعمال معروف

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زواج المحارم عند المصريين القدماء يُثير الجدل بين الحقيقة والأسطورة زواج المحارم عند المصريين القدماء يُثير الجدل بين الحقيقة والأسطورة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates