أسيوط - سعاد أحمد ومحمود مالك
يعتبر المقربون عشيرة البداري بأنها جماعة شيكاغو مصر، فإذا ذكرت البداري فالكل يصمت، حيث أكبر عدد من الأسلحة وأحدثها فى ظل غياب تام من قوى الأمن الشرعية أو وجود ضعيف جدا، حتى وأن الأهالي باتوا يمرون من أمام قسم الشرطة وهم يحملون الأسلحة غيرمهتمين بالشرطة الذين لا يتحركون إلا بعد قوع الجريمة للمعاينة وتحرير المحضر والذي غالبا ما يكون فى مركز الشرطة، وباتت الأحوال بالمركزأكثر سوءا
حتى وصل الأمر إلى محاصرة المستشفيات والتعدي على الأطباء والعاملين.
فى شارع طويل ينقسم الى نصفين مدخل الشارع الشرقي للعواشير والغربي للشعايبة، وصل الحد إلى إقامة حائط سد يقسم الشارع سوى فتحة لاتسمح إلا بمرور سيارة على الأكثر,لم يسمح العواشير فى البداية السماح لسيارة الإسعاف الدخول لنقل المصابين والقتلى من الشعايبة فإضطرت القوات بالإستعانة بالجيش .
دخلت "مصر اليوم" الشارع الذى تسكنه العائلتان، ولايخلو منزل من النحيب , الرجال مدججون بالسلاح الآلي و"الغرينوف" على مرآى من الجميع، مدرسة البداري الإبتدائية تتوسط الشارع ,الدراسة متوقفة بها بسبب الأحداث وكذلك التأمين الصحي والإدارة الزراعية .
ويذكرأحد موظفى الإسعاف الطائر بالبداري للوطن، أنهم أثناء نقلهم لمتوفٍ جراء إصابته بطلق ناري إلى المشرحه، أجبروهم أهله بالقوه وتحت تهديد السلاح أن يذهب به الى منزله وليس للمشرحه وبالفعل كان ذلك.
ولعل كثرة الخصومات الثآرية كانت سببا رئيسيا دعي أهل البداري على التسلح والإسراع بشراء وتخزين أخطر الأسلحة ، حتى أصبحت بعض العائلات تمتلك الغرينوف والأر بي جي وهذه الاسلحة زادت حيازتها في ظل الإنفلات الأمني الذي شهده المركز عقب ثورة 25 يناير. وحسب مصدر أمني أن البداري فيها أكثر من 100ألف قطعة سلاح أغلبها سلاح حديث لايمتلكه جهاز الشرطة نفسه منهم 14ألف قطعة سلاح تم سرقتهم من مخزن مضبوطات المركز خلال ثورة 25يناير بالإضافة إلى ما تمت سرقته من المحكمة وما تم تهريبه من ليبيا والسودان كل هذه الأسلحة بالبدارى.
لقد أودت نيران الثأر بالعديد من الضحايا الذين فى أغلب الأحيان ما يكونوا ممن لايحملون السلاح كالذين وقعوا ضحايا الثأر من عائلتى الشعايبة والعواشيربالأمس
ويقول أحد أبناء البداري ان الخصومة الثأرية بين عائلتي الشعايبة والعواشير تعود إلى شهر مايو من العام الجارى عندما وقعت مشادة كلامية بين أحد أبناء عائلة الشعايبة وأحد أبناء عائلة العواشير لخلاف على أولوية شراء الخبزمن مخبز ملك لعائلة الشعايبة ,تطورت إلى مشاجرة بالأسلحة النارية قتل فيها محمد نور عبدالحليم، من عائلة الشعايبة، بطلق ناري، وإصابة خالد محمد غضبان، من عائلة العواشير, ومنذ ذلك التاريخ وتعدعائلة الشعايبة العدة للثأر لقتيلها . وإستغلت أمس خروج عميد عائلة العواشير وإبن عمه لإنتظار أحد أبناء العائلة على مدخل البداري، فقام ثلاثة افراد من عائلة الشعايبة بالتربص لعميد عائلة العواشير "عبدالرحيم غضبان (65 سنة ) وإبن عمه أبوعاشورعلى" أثناء وجودهما على كوبرى المرور بمدينة البدارى منتظرين أحد أقربائهما، وأمطروهما بالرصاص فلقيا مصرعهما فى الحال وقثل شخص ثالث قبطى كان متواجدا معمهما يدعى إسحق نبيل سائق
و فور سماع أخوة عبد الرحمن غضبان خبر مقتل شقيقهما الأكبر أصيبوا بهستيريا، فقاموا بمهاجمة منازل عائلة الشعايبة باطلاق الرصاص الكثيف والعشوائى على من كان بمندرة العائلة، مما أدى الى مصرع سبعة أغلبهم من الشباب هم أحمد نبيل طالب بالصف الاول الثانوى )ومصطفى محمد محمد حسين واحمد بسيوني ووالده بسيوني عاشور ومحسن محمد حسين ومظهر حلمي ومحمد حامد .واصيب آخرون بينهم 3 فى حالة خطيرة وتم نقلهم الى المستشفى الجامعي.
ومن جانبها لم تستطع قوات الأمن دخول المنطقة لكثافة اطلاق الرصاص بين العائلتين حيث واصلت العائلتان اطلاق الرصاص بكثافة ،وإستمر ذلك قرابة الثلاث ساعات فقامت القوات بالإستعانة بقوات من الأمن المركزىى والقوات المسلحة التى فرضت كردونا امنيا على المنطقة وسيطرت على الموقف مع حلول الظلام
ومن جانب آخر إستنكر أهالى البداري حالة الإنفلات الأمنى التى يعيشها المركز
وإشتكى العاملون بفرع التأمين الصحى والإدارة الزراعية بالبدارى وهددوا بالإضراب عن العمل لشعورهم بصعوبة تأدية عملهم وذلك بعد تردي الوضع الامني بالمنطقة المحيطة بالتأمين الصحي حيث طلقات النيران من العائلتين تحيط بهم من كل جانب.
ووصف عادل عبد الحافظ عضو اللجنة العامة لحزب "الوفد" ما حدث بأنه مجزرة، وكنا قد طالبنا فى رمضان الماضي القوات المسلحة بالاشتراك مع مديرية امن اسيوط لوضع حد لنزيف الدماء فى البداري ولكن لامجيب حتى حدث ما كنا حذرنا منه، وها هو اليوم البداري تسبح في بحيرة من دماء شبابها ،
وأكد عادل عبد الحافظ على ان البدارى تدفع فاتورة غياب الدولة ومؤسساتها ، والتقصير الشديد من الامن ، وأن شباب الوفد قد اقترحوا مبادرة " ترابط "على محافظ اسيوط فى مؤتمر الشراكة من أجل الحفاظ على السلام المجتمعى منذ شهر 9 الماضى ، وهكذا تدفع البدارى ثمن التخاذل من الجميع .
يقول ’’مصطفى محمود نصحى’’ اننا منذ المغرب لا يستطيع أحد الخروج من منزله لأن هذا الوقت يبدأ فيه تبادل إطلاق النار بين العائلات ووصل الحد من شدة ضرب الرصاص لدرجة أن الأطفال أصابها الفزع الأمر الذى جعلهم يتبولون على أنفسهم
وكان أبناء عائلة الشعايبة بمركز البداري شيعوا مساء أمس السبت جثامين 7من أبنائهم ,والذين قتلوا بطلقات نارية على أيدى أبناء عائلة العواشير,كما شيع أبناء عائلة العواشير جثامين 2من عائلتهم بينهم عميد العائلة عبد الرحمن غضبان إبن عمه الذان لقيا مصرعهما على يد أبناء عائلة الشعايبة,وأقيم قداس الجنازة على جثمان نبيل إسحق سائق والذى قتل فى إطلاق نيران على ابناء العواشيروسط تواجد أمنى مكثف وحمل أفراد العائلتين أسلحتهم على مرأى من قوات الشرطة التى فشلت فى أن تسيطر على الوضع فإستعانت بالجيش والأمن المركزى
كان قد تلقى اللواء أبو القاسم أبو ضيف مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمورمركز شرطة البدارى يفيد وصول بلاغ من مستشفى البدارى المركزى يفيد وصول كلا من عبد الرحمن غضبان ,وأبو عاشور محمد "ينتميان لعائلة العواشير وإسحق نبيل سائق جثث هامدة تم التحفظ عليهم بمشرحة المستشفى
كما ورد بلاغ من غرفة عمليات النجدة يفيد بلاغ من الأهالى بهجوم أفراد من عائلة العواشير وإطلاقهم النيران على عائلة الشعايبة ووجود متوفيين وإصابات
وبالإنتقال تبين مقتل كلا من مصطفى مظهر,وأسامة عبدالله ,ومصطفى جمال, محسن محمود حسن ,مصطفى نبيل أحمد وبسيوني شعيب وأحمد بسيوني ينتمون لعائلة الشعايبة تم توزيع الجثث على مشارح مستشفيات المحافظة
أرسل تعليقك