الدقهلية ـ رامي القناوي
استقبل المصريون شهر رمضان الكريم في ظل أزمات سياسية واقتصادية لاحقتهم خلال حكم جماعة "الإخوان المسلمين"، الأمر الذي أثر سلبًا على حياتهم، فيما شهدت محافظة الدقهلية انتشار أعداد كبيرة من موائد الرحمن وقد حاولت جماعة "الإخوان" والأحزاب الإسلامية استمالة المواطنين، بتوزيع الحقائب الرمضانية والزيت والسكر لكسب ودهم قبيل كل انتخابات يتم إجراؤها، إلا أن الوضع تغير
تمامًا في ظل اتجاه قبلة الإسلاميين إلى استغلال أموالهم في ميدان رابعة العدوية، لحشد انصارهم من أنحاء الجمهورية كافة ومن خارجها، بحجة "دعم الشرعية"، على حد وصفهم، وتناسوا ما كانو يصفونه بأنه "أعمال خيرية" ولكن ظهر للمصرين أنها ما هي إلا محاولات كانوا يستغلون بها فقر البسطاء وتعاني الأسواق المصرية حالة من الركود، حتى بعد مرور أيام من حلول شهر رمضان، في ظل معاناة المصرين من الأزمات الاقتصادية، نتيجة ارتفاع أسعار ياميش رمضان، وتوتر العلاقات المصرية السورية بعد قيام الرئيس المعزول بمهاجمة النظام السوري ووصفه بـ"القاتل"، وإعلانه قطع العلاقات، الأمر الذي أثر سلبًا على أسعار الياميش التي يتم استيرادها من سورية، فضلاً عن أسعار التمور التي ارتفعت عن العام الماضي يقول محمد حسن، صاحب وكالة للسلع الغذائية، إن الأسعار ارتفعت هذا العام بنسبة كبيرة تجاوزت النصف عن السنوات الأخيرة مثل الياميش وقمر الدين والمكسرات، وكل ذلك ترتب علية عدم إقبال الناس على الشراء، لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي الذي جعل الكل يفكر قبل أن يقوم بالشراء، بالإضافة إلى أن المواطن الذي يقبل على الشراء لا يشتري غير كميات قليلة جدًا، لا تناسب الكميات الموجودة في الأسواق، مما يؤدي إلى وجود فائض، وبالتالي تحل علينا الخسارة ويوضح أحد أصحاب محلات الدواجن، أن أسعارها مرتفعة نتيجة شرائها من المزارع بأسعار عالية، ولكن الجميع لا يبالون بذلك، فالارتفاع ليس كبيرًا، معربًا عن سعادته بحلول شهر رمضان الكريم، فيما تؤكد إحدى السيدات، أن الأسعار في الأسواق جيدة جدًا، عدا الدواجن، التي ارتفع سعرها بعض الشئ، لكنهم يشترونها برضا وسعادة، مساندة لبلدهم التي مرت بظروف حرجة منذ 30 حزيران/يونيو الماضي وعزل الرئيس محمد مرسي، مضيفة أن "القوات المسلحة هي الأمل لمصر، وعلينا مساندتها في كل شيء، فهم حماة مصر الحقيقيون والمدافعون عنها" وشهدت محافظة الدقهلية انتشار أعداد كبيرة من موائد الرحمن، التي تم إقامتها في عدد من الاماكن العامة والطرق السريعة من قبل رجال الأعمال وأصحاب الأعمال الخيرية، بجانب قيام عدد من الشباب والأطفال بتوزيع التمور والعصائر والمياه الباردة على الصائمين، كنوع من المشاركة في الأعمال الخيرية، فيما تحولت احتفالات الأهالي بالشهر المبارك إلى نوع جديد، بعد استخدامهم لافتات "لا لحكم الإخوان"، وعبارات "ارحل"، وصور مرشد الجماعة محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، ومحمد مرسي كنوع من الزينة، في إشارة واضحة للسخرية من حكم "الإخوان المسلمين" وتحرر المصريين منه، حيث انتشرت تلك الزينات التي قام أصحاب المنازل والمحلات بتعليقها، وقيام أحد التجار في منطقة العباسي في المنصورة بوضع فانوس كبير بعرض الشارع، تضمن أسفله صورة للرئيس المعزول محمد مرسي، مدوّن عليها "ورحل الفاشل الخائن".
أرسل تعليقك