مستشفيات الأمراض النفسية في المغرب تفتقد الرعاية وتغط بالإهمال الشديد
آخر تحديث 21:59:02 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بينما يعاني أكثر من 10مليون مواطن من مرض الاكتئاب

مستشفيات الأمراض النفسية في المغرب تفتقد الرعاية وتغط بالإهمال الشديد

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مستشفيات الأمراض النفسية في المغرب تفتقد الرعاية وتغط بالإهمال الشديد

مستشفي للأمراض العصبية و النفسية في المغرب
الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

تعاني مستشفيات الأمراض العصبية و النفسية في المغرب من إهمال شديد، فبدلا من أن توفر لمرضاها الجو الملائم للشفاء تجد أنها تحولت إلى أماكن رثة مليئة بالقمامة و عدم الاهتمام، حيث يقضي مرضاها ساعات من الحرمان الصحي و هم يتجولون بين أكوام القمامة و استجداء العابرين و ترهيب بعضهم، في حين يقضي موظفو تلك المستشفيات ساعات عملهم بين مكاتبهم  الوثيرة و بين الجلوس إلى موائد الغذاء في مطاعم فاخرة .
 هذا و لم يكن عبد الرزاق حاميل الحاصل على "ماستر" في العلوم الاقتصادية والأستاذ في معهد خاص يعتقد أن مستشفيات المرضى نفسيًا تشبه السجون، وأن أبوابها موصدة دائمًا، ونوافذها مغلقة بالقضبان، وأن ولوجها يشترط "تصريحا" من مدير المستشفى، فعبد الرزاق الذي قضى سنوات في باريس حمل باقة ورد واتجه إلى  مستشفى "تيط مليل" للسؤال عن ابن عمه عمر ورفيقه في الدراسة الذي فقد عقله" على حد قول والدته، وأصيب بمرض عقلي حسب تقرير الطبيب..
 هذا و قد فوجئ  بالأحجار والقاذورات الفاصلة بين الطريق الرئيسية ومكان إخفاء المستشفى  أذبلت الزهور التي حملها معه، وانتابه شعور وهو يرمق الصمت المحيط بالمستشفى أنه في زيارة لمعتقل سري، وكانت الصدمة الكبرى أن صديقه أول من صادفه قبل الوصول إلى الباب، إذ مد يده إليه طالبا سيجارة، وكان المشهد مؤثرًا أدمع عيني عبد الرزاق، وجعله يجلس لساعات يستمع إلى معاناة مرضى مع المجتمع ومع العلاج.
 هذا و يعد عمر واحد من مئات المرضى الذين عجزت مستشفيات المغرب عن احتوائهم، وتركتهم يبحثون عن قوتهم ومأواهم في الشوارع، يعرضون حياتهم وحياة غيرهم للخطر، وهي الحقيقة التي أكدتها نديرة برقيل (رئيسة جمعية البلسم لعائلات وأصدقاء المرضى العقليين)، والتي قالت إن أزيد من 3ملايين مريض نفسي في المغرب لم يسبق لهم أن خضعوا للتشخيص الطبي، وأشارت إلى أن المغرب لا يوفر إلا مستشفى واحد لأزيد من 250 ألف مصاب وطبيب واحد لأكثر من 200 ألف مريض.
 فبينما  تعلن وزارة الصحة معطيات وأرقام، إلا أنها  لم تفندها و التي  سبق أن نشرت إحصائيات تؤكد فيها أن 26 % من المغاربة يعانون من مرض الاكتئاب، أي ما يقرب من من 10 ملايين مغربي يعانون جراء هذا المرض، إلى جانب 5.6 % يعانون من الأمراض الذهانية، و6.3 % يعانون من مرض آخر يسمى الرهاب الاجتماعي، و6.6 % من المغاربة يعانون من الوسواس القهري، و9 في المائة يعانون من مرض نفسي آخر يطلق عليه الخوف الداخلي العام.  وتجد الحكومة صعوبة في تطبيق "الخطة الوطنية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان"، وهو ما أكده الدكتور جلال توفيق رئيس مستشفى الرازي، الذي قال "إن المغرب يحتاج إلى مزيد من المتخصصين في الطب النفسي ومحتاج أكثر إلى رعاية المرضى اجتماعيا".
 و من جانبه علق الدكتور اسماعيل اليموني على الإحصائيات بالإشارة إلى أنها مخيفة، وأنها نتاج سوء فهم وعدم القدرة على مواجهة أعباء الحياة، ونبه إلى أن الكثير من الأسر باتت تفضل العلاج ب"الشعوذة" عن طريق زيارة أضرحة الأولياء.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشفيات الأمراض النفسية في المغرب تفتقد الرعاية وتغط بالإهمال الشديد مستشفيات الأمراض النفسية في المغرب تفتقد الرعاية وتغط بالإهمال الشديد



GMT 09:05 2013 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتمال أكثر من 80 % من مشروع برزان للغاز في قطر

GMT 17:32 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تظهر في قمة رشاقتها خلال تواجدها في "الجيم"

GMT 12:27 2013 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة أبوظبي الوطنية للطاقة تطور حقلاً في بحر الشمال

GMT 11:22 2013 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا والصين توقعان اتفاق على شروط شراء وبيع الغاز الطبيعي

GMT 00:58 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

منصة " 360"eLearn تطلق البث التجريبي لقسم المدرسين

GMT 11:24 2013 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية للكهرباء توقع 8 عقود بقيمة 3.1 مليار ريال

GMT 12:50 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

عبير منير تكشّف عن طبيعة دورها في مسلسل "كارمن"

GMT 17:29 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مضاد حيوي قادر على قتل خلايا سرطان الثدي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates