دبي - صوت الإمارات
من بياض اللوحة إلى دفء السجاد؛ نقلة جديدة يختبرها الفنان الإماراتي محمد المزروعي في معرضه الجديد "النيئ المطبوخ"، الذي يقام في زيوريخ في الفترة من 1 نيسان/أبريل إلى 13 أيار/مايو المقبلين، ويعرض مجموعة من أعمال الفنان التي تركز على الوجوه التي طالما شكلت موضوعاً بارزاً في أعمال المزروعي الفنية، حيث يرى أن الوجه هو الوسيلة للتعرف إلى الذات المدمجة به، "وأن تاريخ الوجه هو تاريخ التعامل ضمن تعاقدات يضمنها التعبير بأغلب أعضاء الحواس: سمع، بصر، شم، تفوه، وما يسمى بحاوية التفكير: المخ وجهاً، والعقل جسداً".
وعن تحويل أعماله من لوحات إلى قطع من السجاد اليدوي، أوضح المزروعي أن البداية تعود إلى عام ١٩٩٧، خلال فترة عمله كمُنشط ثقافي بالمجمع الثقافي – أبوظبي، حيث نشأت فكرة لدى أمينه العام محمد أحمد السويدي، لتتبع خط سير "ابن بطوطة" في رحلته المعروفة، للوقوف على المتغيرات التي حدثت لتلك الأماكن، ما هو موجود منها وما اندثر، لإقامة تحقيق جغرافي ومعلوماتيّ.
وأضاف: "قمت بزيارة مبدئية للجزء المصري من الرحلة، لمعرفة الاحتياجات اللازمة للمجموعة التي ستقوم بأفلمة التحقيق ورصد وكتابة الرحلة من جديد، (لكن الفكرة لم تستكمل في ما بعد)، بدأتُ من الإسكندرية حيث بدأ (ابن بطوطة) وانتهيت في وادي حميثرة، صحراء عيذاب، محظوظاً بالوصول في الوقت نفسه الذي يقام فيه مولد (أبوالحسن الشاذلي)، المتصوف المعروف، ٥٧١ – ٦٥٦ هجرية، فقد مر ابن بطوطة خلال رحلته بمدن أساسية وأخرى أصغر وقرى ونواح، ٣٨ مكاناً محددة في الرحلة".
وخلال رحلته، انتقل المزروعي بحسب ما أوضح، من الإسكندرية إلى مدينة "فُوَّا" أو "فُوَّه"، التي تقع في أقصى شمال مصر، وتتبع محافظة "كفر الشيخ"، وتلقب بـ"مدينة المساجد"، والمدينة التي تصبغ فيها الثياب الحمر، ويقال إن اسمها يرجع لأحد أحفاد النبي "يعقوب"، وهو مدون في الكتاب المقدس، مشيراً إلى أن "فوه" كانت تمتلك شهرة تاريخية وكبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان والطوبس، وأيضاً الكتان والطرابيش والنحاس أيام "محمد علي باشا"، أما في الوقت الحالي فالأمر منحصر في السجاد وتنويعاته السياحية.
وأضاف: "ببساطة وأثناء زيارتي للمدينة شدتني فكرة تحويل بعض أعمالي الفنية إلى سجاد، وهي هنا بحسب المعرض مأخوذة عن تخطيطات، ولوحات، وأحجام مختلفة عن أحجام السجاد، وقد تم صناعة السجاد على النول التقليدي بطريقة التمويج، بأيدي أكثر من صانع سجاد على مدى عشر سنوات".
أرسل تعليقك