أبوظبي - صوت الامارت
يعكس الوعاء المزين بالزخارف والنقوش، ضمن المجموعة الدائمة في متحف اللوفر أبوظبي، جمالية الفن الآسيوي (الصيني بشكل خاص)، وبراعة الحرفيين خلال الفترة الممتدة من النصف الثاني من القرن الثامن إلى أوائل القرن التاسع الميلادي، أثناء حكم أسرة «تانغ».وتوجد هذه التحفة في الجناح الثاني من قاعة العرض 5 في المتحف.
فن المعادن
قال د. غيلهم أندريه- أمين متحف رئيسي- : توضح هذه القطعة الاستثنائية براعة الأعمال المعدنية الثمينة الصينية خلال واحدة من أكثر الفترات المثمرة في الفن الآسيوي. وأضاف: إنها تحفة من فنون المعادن الثمينة في عهد أسرة تانغ (618-907) في أوجها.وأوضح أندريه: إن الأجزاء الخمسة التي تقسم الوعاء زخرفياً تحمل نقوشاً تمتد من قاعدة الوعاء وحتى غطائه، على الأسطح المعدنية الداخلية والخارجية خمسة تركيبات نباتية من الفواكه والزهور تم نحتها بخيال كبير وحساسية مرهفة. وذكر: كانت الأوعية المصنوعة من الذهب والفضة موجودة في الصين منذ العصور القديمة، ومع ذلك، فإن المواد المثمنة لقرون عديدة في الصين كانت في الحقيقة البرونز والخشب المطلي بـ «اللك». وتابع: في حين كان الذهب والفضة في الغالب يستخدمان في صناعة القطع المحمولة الصغيرة أو المجوهرات. واستطرد: كذلك كان الحال حتى القرون الوسطى وخاصة خلال عهد أسرة «تانغ» حين حظيت الأوعية الذهبية والفضية بتقدير كبير.
تبادل تجاري
قال أندريه: كانت هذه الظاهرة بسبب التأثير الأجنبي وكثافة التجارة مع الإمبراطورية الساسانية على وجه الخصوص. وكان «فيروز» كآخر أمير، لجأ إلى الصين في عهد أسرة «تانغ» القوية، برفقة العديد من الحرفيين البارزين، وهو ما مكن حرفيو المعادن الصينيين من التعلم والإستلهام من التقنيات والمخزون الزخرفي من غرب آسيا.
وكان قد تزامن حكم أسرة «تانغ» مع بداية عصر من الوحدة الذي دام قروناً عدة وتميز بعلاقات متبادلة خاصة مع آسيا الوسطى، وعززت الطرق البرية والبحرية من هذه العلاقات. وفي القرن السابع الميلادي امتلكت جيوش الإمبراطورية فرقة قوية من الفرسان لتضمن حماية الإمبراطورية، وبفضلها فرضت الإمبراطورية سيطرتها على طرق القوافل وخاصة الحرير، وتوطدت حينها في ظل حكم أسرة «تانغ» العلاقات بين الصين والعالم العربي الإسلامي، وكان التبادل التجاري يتم عن طريق البر والبحر وشمل مجموعة كبيرة ومتنوعة من البضائع والمنتجات الغربية التي وصلت إلى الصين مثل الزجاج والعاج واللؤلؤ والمرجان والتمر والمنتجات الطيبية والعطرية. وتأثرت الفنون حينها بالأساليب القادمة من آسيا الوسطى والهند وإيران ومن ثم العالم العربي.
800
يعد الوعاء المزين بالزخارف النباتية من مقتنيات اللوفر أبوظبي، ويعود إلى نحو 800 سنة ميلادية من الصين ويبلغ قطره نحو 245 سم
قد يهمك ايضا
الشيخ سلطان القاسمي يؤكد أن هدفه تحقيق طموحات أبنائه
حاكم الشارقة يفتتح مشروع شاطئ خورفكان الأول من نوعه بالساحل الشرقي في الإمارات
أرسل تعليقك