اكتشاف آثار في البحرين تزيل الغموض عن جنة دلمون المفقودة
آخر تحديث 22:08:04 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

حفريات تظهر ازدهار المسيحية في الخليج خلال القرنين الـ5 و7

اكتشاف آثار في البحرين تزيل الغموض عن "جنة دلمون" المفقودة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - اكتشاف آثار في البحرين تزيل الغموض عن "جنة دلمون" المفقودة

اكتشاف آثار في البحرين
المنامة ـ صوت الامارات

أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار في البحرين خلال مؤتمر صحافي بثّته عبر الإنترنت أمس، عن العديد من الاكتشافات الأثرية الجديدة في البحرين تعود لآلاف السنين، بينها مكتشفات يعتقد أنها تمثل دليلًا على "حديقة دلمونية" الشهيرة، ظهرت نتائج أعمال التنقيبات الأثرية المستمرة في البحرين التي تمّت بالتعاون مع عدد من بعثات التنقيب الدولية اليابانية، والبريطانية، والدنماركية والفرنسية.

وتحدث في المؤتمر الصحافي كل من الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف والآثار بهيئة الثقافة. وجاء الكشف عن هذه الآثار بالتزامن مع اليوم العالمي للمواقع الأثرية الذي يوافق 18 أبريل (نيسان) من كل عام.

وعن آخر المكتشفات الأثرية لأعمال التنقيب في مملكة البحرين، قالت الشيخة مي آل خليفة إنّ أحد أكثر الاكتشافات أهمية لهذا العام هو ما يعتقد أنّه دليل على "حديقة دلمونية". وأوضحت أنّ هذا الاكتشاف يتماشى مع ما يُتداول من أساطير بأنّ دلمون "جنة مفقودة" ومع النظريات التي تطرح بشكل علمي تميز دلمون بالخضرة والزرع ومياه الينابيع الوفيرة، مشيرة إلى أنّ الدراسات القادمة ستؤكد ما اكتشفه المنقبون حول هذه الفترة من تاريخ مملكة البحرين.

ونوّهت الشيخة مي بأنّ اكتشافًا أثريًا هامًا آخر هذا العام نُقّب عنه في منطقة سماهيج في المحرّق، حيث كُشف عن مبنى يعود إلى القرن السابع الميلادي، وقالت إنّ هذا المبنى "ربما يكون ديرًا أو كنسية، كانت سماهيج مركزًا للمسيحية قبل ظهور الإسلام وبعده، ومن هنا نستدل على التاريخ الطويل للتسامح الديني الذي تتمتع به مملكة البحرين".

وتابعت الشيخة مي آل خليفة القول إنّ هناك الكثير من المكتشفات الجديدة، موضحة أنّها المرة الأولى التي يقوم فيها الفريق الدنماركي بأعمال تنقيب أثرية في موقع قلعة البحرين منذ عام 1978 في محاولة لإماطة اللثام عن بقايا أثرية لم يُكشف عنها مسبقًا، إضافة إلى كشوفات أثرية في منطقة مقابة التي أثمرت الكشف عن مدافن من فترة تايلوس (نحو القرن الأول إلى الثاني قبل الميلاد) ومن فترة دلمون المبكرة (الألفية الثانية قبل الميلاد)، إضافة إلى بقايا مسجد ومقبرة.

 

كما تحدث الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة خلال المؤتمر، مشيرًا إلى ما قام به الفريق البريطاني - البحريني من مركز الآثار الإسلامية بجامعة أكسيتر في المملكة المتحدة وهيئة البحرين للثقافة والآثار بأعمال تنقيب في موقعين بالمحرق لهذا العام، وذلك برئاسة البروفسور تيموثي أنسول، مشيرًا على أنّ الموقع الأول يوجد بمدينة المحرق القديمة وقد أظهرت نتائج التنقيب وجود بقايا لاستيطان يعود للفترة الإسلامية المبكرة، نحو القرن الثامن الميلادي والفترة المتأخرة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي.

وأوضح أنّ الموقع الثاني يقع على تل مسجد الشيخ مالك في مقبرة سماهيج. وأشار إلى أنّ العمل في الموقع بُوشر بناء على طلب من قبل أهالي سماهيج والأوقاف الجعفرية لاستكشاف بقايا مسجد قديم يعرف باسم مسجد الشيخ مالك؛ وذلك بهدف بحث إمكانية ترميمه أو إعادة بنائه. واستطرد قائلًا إن نتائج التنقيب أدت إلى استيضاح معالم وجدران المسجد الذي تبين أنّه يتكون من غرفة الصلاة والفناء المكشوف، إلّا أنّ أعمال التنقيب كشفت وجود جدار أسفل جدار القبلة يعود لبناء آخر أقدم من المسجد ويوجد به انحراف عن اتجاه القبلة.

وخلال آخر مراحل مشروع التنقيب نهاية العام الماضي، اتضح وجود بقايا مبنيين، المتأخر عبارة عن مسجد يعود حسب رواية الأهالي إلى القرن السابع عشر الميلادي. والمبنى المبكّر عبارة عن مبنى كبير ربما كان جزءًا من دير أو منزل كبير أو كنيسة.

وبناء على دراسة الفخار المكتشف في الموقع بواسطة البروفسور روبرت كارتر، تبيّن أنّ تاريخه يعود إلى القرن السابع الميلادي ومن المحتمل أن يكون المبنى مشغولًا ومأهولًا في القرن السابع الميلادي قبل اعتناق أهالي هذه المنطقة للإسلام. ويتكون المبنى من عدة غرف مزينة بالجص المنحوت أو المزخرف، حيث عُثر على قطعة حجرية تالفة عليها نقش صليب. فيما عُثر على صليب آخر ملون على كسرة وعاء فخاري مزجج.

وتشير المكتشفات الأثرية في الموقع إلى أنّه من المحتمل أنّ هؤلاء المسيحيين كانوا جزءًا من الكنيسة النسطورية التي ازدهرت في الخليج على الأرجح بين القرنين الخامس والسابع الميلادي.

وحول مشروع التنقيب في مزرعة جمعة الواقعة في منطقة مقابة، قال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إنّ الموقع يتكوّن من ثلاثة عناصر أساسية هي تلة تايلوس، الجامع والمقبرة والمناطق الصخرية.

وأشار إلى أنّه وللمرة الأولى في مملكة البحرين يُعثر على مزرعة أو "حديقة دلمونية"، وجدت أسفل تلة تايلوس. وتتكون هذه الحديقة من أحواض مربعة تتصّل ببعضها بعضًا بواسطة مجار ضيقة لنقل المياه ويبلغ عددها 335 حوضًا، وقد تم أخذ عينات من تربة الأحواض لمعرفة نوعية النباتات التي كانت تزرع في هذه الأحواض.

أمّا في التلة التي تضمّ مدفنًا من فترة تايلوس، فعُثر على 16 قبرًا مبنية بالحجارة والجص فوق سطح الأرض بمستويات مختلفة، كما عثر على جرّتي دفن صغيرتين استخدمتا لدفن الأطفال.

أمّا بالنسبة لمشروع توثيق خرائط تلال مدافن دلمون ورسمها، فقال الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة إنّه يهدف إلى توفير مجموعة بيانات شاملة لتلال المدافن في فترة دلمون المبكرة. فبينما تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 80 ألف تلة دفن في تلك الفترة، فإنّ أعمال التوسع العمراني الكبيرة والواسعة النطاق منذ الستينات والسبعينات أدّت إلى تدمير العديد منها. ورغم الجهود الهائلة التي بذلتها إدارة المتاحف والأثار بالتعاون مع العديد من علماء الآثار إلّا أنّ هناك الكثير من الحقائق لم يُكشف عنها بشكل كامل، مثل البيانات الطبوغرافية، والأعداد الدقيقة لتلك المدافن، وأنماط توزيعها والعلاقة بين تلال الدّفن والتضاريس.

ونوّه الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، بأنّ هيئة البحرين للثقافة والآثار مع الفريق الياباني للآثار نفّذت مشروعًا مدّته خمس سنوات باسم (توثيق ورسم خرائط تلال مدافن دلمون). وسيتم خلال مدة المشروع تنفيذ سلسلة من المسوحات الطبوغرافية الشاملة في مدافن دلمون المبكرة باستخدام الطائرات من دون طيار (الدرون) وتقنية النمذجة ثلاثية الأبعاد لتوثيق تلال المدافن. وقد غطى الموسم الأول من هذا المشروع في يناير (كانون الثاني) 2020. التلال الملكية في عالي وحقل تلال مدافن عالي الشرقي، حيث تم الحصول على العدد الدقيق لحقل تلال مدافن عالي الشرقي وهو 3890 تل.

قد يهمك ايضا:

تجول بين أروقة أجمل المساجد في العالم وأنت جالس في منزلك

كلمات أغنية "هاي جود" للبيتلز بخط يد ماكارتني تباع بـ910 ألف دولار

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف آثار في البحرين تزيل الغموض عن جنة دلمون المفقودة اكتشاف آثار في البحرين تزيل الغموض عن جنة دلمون المفقودة



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates