كناوة أولاد جرار إرث ثقافي يواجه عوادي الزمن بعد مئات السنين في إقليم تزنيت
آخر تحديث 04:04:54 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

شهد على حقب زمنية متفرقة عاشت خلالها المنطقة تحولات سياسية وتاريخية

"كناوة أولاد جرار" إرث ثقافي يواجه عوادي الزمن بعد مئات السنين في إقليم تزنيت

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "كناوة أولاد جرار" إرث ثقافي يواجه عوادي الزمن بعد مئات السنين في إقليم تزنيت

فن كناوة أولاد جرار
القاهرة - صوت الإمارات

يعتبر فن كناوة أولاد جرار، أو "لعبيد" كما يطلق عليه محليا، من الفنون العريقة بإقليم تزنيت، حيث ظهر بجماعة الركادة، وتحديدا بدوار الملعب، قبل مئات السنين، وبقي صامدا أمام جميع التحديات كتراث محلي يتناقله جيل عن جيل.

ويشهد هذا الفن على حقب زمنية متفرقة عاشت خلالها منطقة أولاد جرار تحولات سياسية وتاريخية مهمة، خصوصا في الجانب المتعلق بالتصدي للمد الاستعماري بجنوب المغرب، مما جعله يشكل تعبيرا دقيقا عن الحياة اليومية للساكنة.

وتأسس فن كناوة أولاد جرار من حاشية وخدم القياد، الذين تناوبوا على حكم المنطقة خلال فترات متنوعة، وأغلبهم يتحدرون من قبائل صحراوية مختلفة، الشيء الذي مكن هذا الفن من لعب دور النموذج الفني، الذي انبثقت منه العديد من المجموعات الفنية المماثلة التي أطلق عليها فيما بعد "إسمكان".

يقول الرايس سليمان جابون، وهو مقدم مجموعة كناوة عين أولاد جرار، إن "فن كناوة أولاد جرار ظهر بالمنطقة في عهد حكم القائدين عبد السلام وعياد، وهي فكرة محلية أصيلة من تأسيس أجدادنا قبل أن يعملوا على نقلها إلى آبائنا الذين توارثناها عنهم، وها نحن بدورنا نعمل على تلقينها لأبنائنا حتى نحفظها من الضياع والاندثار".

"وسيرا على نهج أجدادنا نعمل سنويا بجولة فنية واسعة نزور خلالها جميع دواوير جماعة الركادة، تبتدئ منتصف شهر يوليوز وتختتم في النصف الأخير من غشت، نجمع خلالها مساهمات مادية وعينية تنتهي بشراء "الذبيحة" يوم الخميس، ونحرها وتوزيعها على الساكنة، التي تقوم بإعداد وجبات "المعروف" كصدقة وترحم على سلفنا الصالح، وتكريسا لقيم التضامن والتآخي بشكل عام، قبل أن تختتم الأيام الثلاثة من الأسبوع بمهرجان كناوة، الذي يحج إليه عشاق هذا الفن من مختلف ربوع المملكة "، يقول الرايس سليمان في تصريح لجريدة هسبريس.

ويتابع سليمان جابون قائلا: "أهدافنا من هذا الفن دينية روحية محضة، وهو ما يمكن استنباطه من الكلمات والعبارات التي نعمل على ترديدها، والمقتصرة على الصلاة والسلام على رسول الله، وطلب العفو والاستغفار وغير ذلك".

وعن شروط الانضمام إلى مجموعة كناوة أوضح الرايس سليمان أن "الانضباط والاحترام والعمل بأوامر رئيسها أمور أساسية للراغب في الالتحاق بالمجموعة ومشاركتها في الأعمال الفنية التي تحييها، سواء بجماعة الركادة أو بالجماعات والمدن المجاورة".

 وأضاف أن "هذا الفن بالرغم مما يقوم به من دور كبير في الحفاظ على الموروث التاريخي وإحياء أواصر التعاون والتآخي، فقد ظل يعاني كافة مظاهر الإقصاء من طرف الجهات الوصية، التي لم تعمل إلى حدود الآن على تصنيفه إسوة ببقية الفنون الأخرى".

قدي يهمك أيضًا:

النادي الأدبي الثقافي ينظم محاضرة عن ثقافة النقد الأدبي

ندوة ثقافية حول مناهج النقد الأدبي الحديث في قصر ثقافة أسيوط

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كناوة أولاد جرار إرث ثقافي يواجه عوادي الزمن بعد مئات السنين في إقليم تزنيت كناوة أولاد جرار إرث ثقافي يواجه عوادي الزمن بعد مئات السنين في إقليم تزنيت



GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates