تتواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية في المنطقة التراثية بخورفكان والتي ستبقى عالقة في الأذهان لدى كل من حضرها خاصة من أبناء الأجيال الجديدة لأنها وثقت لهم تاريخ الآباء والأجداد فهم جيل لم يعيشوا تلك الأيام إنما رأوها تتجلى هنا في المنطقة التراثية بمدينة خورفكان التي قدمت لهم الماضي على طبق من فضة لتشكل هذه الأيام خريطة طريق في أذهانهم وتمدهم بالعزيمة والإرادة.
وتميزت فعاليات اليوم الرابع بمجموعة من العروض والرقصات الشعبية التي لاقت إقبالاً جماهيرياً لافتاً في ظل الالتزام بكافة الإجراءات الوقائية والاحترازية من أجل الحفاظ على سلامة وصحة الجميع.وشهدت الفعاليات لوحات استعراضية فنية لـ "فن الروح" وفن الندبة قدمتها فرقة الشحوح إذ شكلت الرقصات والعروض الفنية للفرقة لوحة إبداعية جميلة باستخدام الطبول والإيقاعات المميزة ترحيباً بضيوف أيام الشارقة التراثية كما قدمت فرقة "بركونا" الفلسطينية على مسرح المنطقة التراثية فن "الدبكة" ومجموعة من الأغاني الفلسطينية الحماسية.
وشهدت الأيام زيارة أبطال فيلم "خورفكان" الملحمة التاريخية المقتبسة عن المؤلف التاريخي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وهو الفيلم الذي سلط الضوء على بطولات أهل خورفكان من خلال سلسلة من الأحداث البطولية التي جسّدها أهل المدينة من أبناء الساحل الشرقي لدولة الإمارات خلال الفترة من 1507 وحتى 1534 في صدّ الغزو البرتغالي.
وفي جلسة ثقافية تحدث الدكتور مني بونعامة رئيس اللجنة الثقافية في أيام الشارقة التراثية حول إنجازات معهد الشارقة للتراث الذي تأسس في العام 2014 في بيت الشباب في المنطقة التراثية بعنوان "إنجازات معهد الشارقة للتراث" بحضور الدكتور راشد النقبي رئيس المجلس البلدي بمدينة خورفكان وعيسى هلال الحزامي رئيس مجلس الشارقة الرياضي وخالد الشحي مدير معهد الشارقة للتراث فرع خورفكان وعدد من المهتمين ومحبي التراث.
وقال الدكتور بونعامة: "لقد إرتكزت إنجازات معهد الشارقة للتراث على عدة مرتكزات يقوم عليها عمل المعهد وهي المسار الأكاديمي ودوره في ترسيخ قيم تدريس التراث الإماراتي وتعليمه وإيصاله من خلال الدبلومات المهنية التي أطلقها المعهد منذ عام 2016 بالإضافة إلى الدورات التدريبية والورش التكوينية التي يقوم المعهد بتنظيمها تباعاً وموسمياً و البرامج والفعاليات والأنشطة التي أطلقها المعهد فهناك 4 فعاليات رئيسية يقوم المعهد بتنظيمها سنوياً هي ملتقى الشارقة الدولي للراوي وملتقى الشارقة للحرف التقليدية وأيام الشارقة التراثية وبرنامج أسابيع التراث العالمي في الشارقة بالإضافة الى الفعاليات الشعبية مثل بشارة القيظ و ليلة النصف من شعبان الى جانب الفعاليات الرسمية التي يحتفي فيها المعهد بالمنجزات الكبرى لدولة الإمارات".
وتابع أن المرتكز الآخر هو النشر الذي يسعى المعهد من خلاله إلى نشر الأعمال الموسوعية والمعجمية والكتب والكتيبات والمجلات سواء المحكمة أو غير المحكمة من أجل رفد المكتبة الإماراتية والعربية بالعديد من الكتب والإنتاجات القيمة التي تشكل بصمة مهمة وإضافة نوعية لهذه المكتبة.
وأكد أن المعهد حقق نجاحاً كبيراً عبر السنوات الماضية حيث تحقق له إصدار أكثر من 300 عنوان في شتى ميادين التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي بالإضافة إلى الأنثروبولوجيا والثقافة والأدب والتاريخ وغيرها من الموضوعات الحيوية التي كانت حاضرة بقوة على صفحات إصدارات معهد الشارقة للتراث.
وأشار إلى أهمية المشروع الثقافي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يعتبر الأساس الذي تفرع منه هذا الاهتمام بالتراث فهو الأساس في تنظيم أو إنشاء معهد الشارقة للتراث وهو الأساس كذلك في إيلاء التراث مكانة معتبرة حتى أصبح حاضراً بقوة في المحافل الدولية بفضل جهود سموه ودعمه ورعايته المستمرين للثقافة والتراث بإمارة الشارقة.
ومن بين فعاليات الأيام في خورفكان عقد محاضرة بعنوان "ترميم المخطوطات وصيانتها" نظمتها اللجنة الأكاديمية في معهد الشارقة للتراث إذ يسعى المعهد للعمل على توفير عدد من الخريجين في مجال ترميم المخطوطات من خلال برنامج الدبلومات المهنية.وقالت شيخة علي عبيد مسؤولة ركن الأقمشة في أيام الشارقة التراثية بالمنطقة التراثية بمدينة خورفكان إن مسميات وأنواع الأقمشة مستوحاة من البيئة الإماراتية المحلية ومن الأشكال والزخارف ولكل عصر أدواته وتقنياته ولكل جيل أدواته وآلياته وتختلف الحياة وصورها حتى في مجال الأقمشة كما أن أنواع الأقمشة تختلف من جيل إلى جيل ومن زمن إلى آخر.
وقـــــــــد يهمك أيــــــــــــــــضًأ :
"أيام الشارقة التراثية" تحط رحالها في خورفكان السبت
العملات النقدية في أيام الشارقة التراثية لوحات توثق تاريخ الأوطان
أرسل تعليقك