برلين - صوت الإمارات
تلبية لحاجة القارئ المغترب، أخذت دار «النايا» للدراسات والنشر، منذ سنوات عدة، على عاتقها مهمة توزيع ونشر الكتاب العربي في برلين في ألمانيا، عبر مبادرات متنوعة تنظمها في الصدد، أثمرت رواجاً كبيراً للكتاب العربي هناك.أجرت «البيان» لقاءً مع مدير الدار صافي علاء الدين، للحديث عن جوانب عدة في هذا الشأن، من بينها نسبة الطلب على الكتب هناك، والكتب الأكثر إقبالاً عليها، وقضايا أخرى حساسة كالترجمة من وإلى العربية، بل وعلاقة المؤسسات الثقافية والإعلامية الألمانية بما ينتجه الكاتب العربي.
إقبال كبير
يفسر علاء الدين سبب نشاط حركة الكتاب الورقي العربي في أوروبا، بأنه مهما تعددت وتنوعت أشكال الكتاب الإلكتروني، فإنه تبقى للكتاب الورقي جاذبية ومكانة خاصة ابتداءً من رائحة الورق وملمسه، وانتهاء بما يرافقه من الإحساس بالوطن والذكريات والصور والأهل والجيران والحارة والمدرسة ورفاق الدرب، وغير ذلك مما يضفيه ويستحضره وجود الكتاب العربي بين يدي قارئه، باعتباره كان حاضراً على امتداد كل تلك الذكريات والتواريخ.
ويرى أن الكتاب العربي في أوروبا بشكل عام وألمانيا خاصة، يحظى بإقبال كبير. وبين أنه بالنسبة لكثير من الشباب، الكتاب أصبح سلعة مؤجلة بين مطرقة المنفى وسندان الوطن. ويؤكد أن الكتب العلمية والأكاديمية والروايات العربية والمترجمة تحظى باهتمام أكبر من قبل القراء. كما أن كتب الأطفال مطلوبة بشكل كبير، لكن معظم الصغار الآن بدؤوا ينسون اللغة العربية.ويتابع علاء الدين: في غياب العلاقة العضوية والفيزيائية مع الوطن يبقى الكتاب العربي حلقة الوصل المفضلة والحبل السري الذي يغذي الفتات المتبقي من السوريين في منافيهم. هناك محاولات كثيرة لإبقاء الكتاب العربي حاضراً بقوة هنا، لكن انشغال القادمين الجدد بتفاصيل حياتهم اليومية ومتابعة معاملاتهم الروتينية وتعلم اللغة والبحث عن عمل والبحث عن الذات المفقودة تضفي حالة من العزوف عن القراءة، لكنها مؤقتة وستعود الحال إلى ما كانت عليه ريثما يتم الاستقرار في المنفى الجديد.
إنتاج
وفيما يتعلق بمشروعهم لنشر الكتاب العربي في ألمانيا، يشير إلى أنه تم تأسيس دار النايا للدراسات والنشر في 2004 في دمشق، ومن ثم افتتح لها فرع في بيروت، ثم انتقلت في 2014 إلى برلين. وأصدرت الدار، حتى الآن، ما يزيد على 600 عنوان من مختلف الأجناس والأشكال والمشارب الفكرية، كالدراسات والتاريخ والأنثروبولوجيا والسيميائيات.ويضيف: افتتحنا فرعاً لمؤسستنا السورية بجهودنا الخاصة، لأنه من الصعب أن تقنع شريكاً ألمانياً أن يشاركك في مشروع لإنتاج الكتاب العربي في أوروبا.ويوضح مدير الدار أن لديهم تجربة جيدة في الترجمة إلى العربية، لكن فيما يتعلق بالترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى فهذا الأمر لايزال منهكاً ومتعباً جداً، ويتمثل في صعوبة إقناع الناشر الأجنبي بالنص والكتاب العربي.
معوقات وتحديات
يؤكد صافي علاء الدين أن هناك الكثير من المشاريع والمبادرات التي أقيمت في ألمانيا لتعزيز جهود انتشار الكتاب العربي، لكنها، كما يقول، مبادرات محدودة وقصيرة جداً..ولا يمكن أن نقول عنها إنها ممنهجة. كما أن الإعلام الألماني، برأي علاء الدين أيضاً، له دور مؤثر بالصدد وله خطوطه الحمراء رغم وجوده في فضاء حرية النشر والتعبير، إذ إنه، برأيه، يهتم بالإعلان عن الكتب التي تتبنى مشاريعه فقط.
وقـــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــــــضًأ :
أبوظبي تستضيف الاجتماع الثالث لمديري معارض الكتاب العربية
اجتماع مديري معارض الكتاب العربية بحضور نخبة من الناشرين
أرسل تعليقك