أبهر معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الاستهلاكية 2015 كعادته كل عام العالم كأكبر تجمع للأجهزة الإلكترونية والتقنية الاستهلاكية، التي تنوعت هذا العام بشكل غير مسبوق بمشاركة 3600 عارض وآلاف المتخصصين في الأجهزة الجديدة يمثلون كبرى الشركات العالمية والشركات الناشئة والصغيرة على حد سواء، وأجمع الكثير على أن المعرض كان أكبر وأفضل المواسم في تاريخه محطماً كل الأرقام القياسية في عرض أجهزة وخدمات تقنية يمكنها حل مشكلات العالم وتحسين الحياة .
كان المعرض الذي تملكه وتنتجه "جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية"، أغلق أبوابه بعد أن انطلق في السادس من كانون الثاني / يناير حتى الجمعة 9 من الشهر نفسه، ووُصِف بأنه الأكبر في تاريخ المعرض مع مساحة تجاوزت 2 .2 مليون قدم مربع ضمت 3،600 شركة عارضة، بما في ذلك عدد قياسي من الشركات الناشئة، وعرض المبتكرون أحدث ما لديهم في مجالات الإلكترونيات والسيارات ذاتية القيادة، وحلول الرعاية الصحية الشخصية والطائرات بلا طيار وأجهزة الاتصال والطابعات الثلاثية الأبعاد والألعاب وغيرها من التقنيات التي أبهرت الحضور .
شهد المعرض منافسة كبيرة من خلال الكثير من المنتجات الجديدة التي تلبي رغبات محبي الإلكترونيات خصوصاً في مجال الأجهزة الذكية والتواصل عن بعد، حيث أصبحت أغلب الأجهزة المنزلية والشخصية متصلة بالإنترنت، الأمر الذي أثار دهشة الزوار وقلق بعضهم في تنامي الاعتماد على مثل تلك الأجهزة، وشملت الأجهزة جميع مناحي الحياة بينها وعاء للنباتات قادر على التحقق من أن النبات يحصل على كمية كافية من الأشعة الضوئية والأسمدة، والري من ابتكار مجموعة "باروت"، ومزود بأجهزة تستشعر الضوء والرطوبة والحرارة ونسبة الأسمدة، وتصدر إنذارات على تطبيقات مجانية للأجهزة المحمولة .
قدم المعرض زجاجة إرضاع حليب الأطفال الذكية التي تستطيع مساعدة الوالدين على مراقبة كمية الحليب التي شربها الطفل وسرعة تناوله لها .
ابتكر فرنسي مزالج بدواليب أطلق عليها "مسرعات المشي"، فالهدف من مزالج "رولكرز" هو تغيير طريقة تنقل المشاة بدواليبها الموصولة وتسريع وتيرة المشي .
وكشفت شركة "إنتل" الأميركية عن منتج جديد بحجم زر مخصص للملابس والنظارات والإكسسوارات الموصولة بالإنترنت أو ما يعرف بال "ويربلز" (التكنولوجيا القابلة للبس) . وعلق المدير العام للمجموعة براين زارنيتش خلال مؤتمر صحفي في المعرض الدولي للإلكترونيات في لاس فيغاس، بأن الاختراع الجديد المسمى "انتل كوري" يمثل "الجيل الجديد للمعلوماتية" .
وشهد المعرض ظهور مطرب الروك الكندي الشهير "نيل يونج"، حيث تحدث عن عيوب مشغلات الموسيقى الرقمية الموجودة حالياً في الأسواق، وطرح يونج خلال وجوده في المعرض جهازا رقميا جديدا لتشغيل الموسيقى باسم بونو ميوزيك، وقال إن هذا الجهاز سينهي "التدهور المستمر" لجودة الموسيقى من خلال توفير طريقة لسماع التسجيلات عالية الوضوح من دون الحاجة إلى تحويلها إلى الصيغ الأقل حجماً نسبياً مثل إم بي3 وغيرها من صيغ ملفات التسجيلات الصوتية والمرئية .
وقدمت شركة "إل جي إلكترونيكس" غسالة تؤدي دورتي غسيل في الوقت عينه، ووضعت "إل جي" فجوة أخرى أصغر حجماً في هذه الغسالة التي لم يختلف شكلها عن تلك العادية، وتسمح غسالة "توين واش سيستم" بإطلاق دورتي غسيل في الوقت عينه وكسب الوقت .
* القفل الذكي "August Connect" الذي يتصل بشبكة "واي فاي" المنزلية للسماح للمستخدم قفل وفتح الأبواب أينما كان، من خلال جهازه المحمول أو أي كومبيوتر متصل بالإنترنت .
* طرحت فتحة التهوية
"Keen Home Smart Vent" التي تتصل بفتحات التكييف المركزي في الغرف وتراقب وجود المستخدم في كل غرفة وتغلق نفسها في حال عدم دخول المستخدم لفترة طويلة إلى تلك الغرفة، ووفقاً للتوقيت، مثل إيقاف دخول هواء التكييف إلى غرفة الجلوس بعد منتصف الليل وعدم دخول المستخدم لمدة 3 ساعات .
* في مجال الأمن أيضاً كان "جرس الباب" الذكي الذي يثبت على باب المنزل أو الشقق من الخارج ويحتوي على كاميرا عالية الوضوح تمنح لقطات بانورامية لتغطية المساحة التي أمام المنزل بالكامل .
* ظهر أيضاً "الفرن الذكي" من إنتاج شركة "Dacor"، ويعمل بشكل تقليدي بواسطة الغاز أو الكهرباء ويحتوي على جهاز حاسوب لوحي في مقدمته لتلقي الأوامر باللمس أو عن بعد، ولكن الجديد كان في تلقيه الأوامر الصوتية أيضا .
* أصبح بإمكان المستخدمين التحكم بأي جهاز عادي وغير ذكي عن طريق الأوامر الصوتية أو اللاسلكية من خلال الهواتف الذكية عن طريق اتصال بعض الأجهزة بملحق Smart Plug عبر منفذ "يو إس بي" الذي يتصل بشبكة الواي فاي المنزلية ويترجم أوامر المستخدم الصوتية واللاسلكية إلى الوظائف المطلوبة .
* وفي مجال ممارسة الرياضة ومراقبة النشاط البدني استعرض المغامر والغطاس الدنماركي ستيغ سيفيرينسن، صاحب الرقم القياسي بموسوعة غينيس للأرقام القياسية لحبس أنفاسه 22 دقيقة تحت الماء، إمكانات ودقة جهاز عداد النبض الذكي "ماسيمو ست" خلال المعرض عن طريق حبس أنفاسه 5 دقائق و37 ثانية مغموراً داخل حوض مملوء بالماء .
* كان للأجهزة الإلكترونية والتقنيات الذكية النصيب الأكبر من المعرض نظراً للتطور المستمر في قدراتها وتنوعها الهائل بين هواتف وتلفازات وملحقات وأجهزة لوحيه وحواسيب محمولة، التي كان من أهمها على الإطلاق حاسوب Dell XPS 13 بدءاً من التصميم الخارجي الذي تخلت فيه الشركة عن إطارات الشاشة قدر الإمكان، ودقة الشاشة التي تصل دقتها إلى 3200 * 1800 بكسل أو K3 يدعم الحاسوب معالجات إنتل الجيل الخامس Broadwell التي تُساعد على تقليل استهلاك البطارية قدر الإمكان لتحصل على عدد ساعات عمل تبلغ 15 ساعة تقريباً إذا طلبت الإصدار المتوسط من هذا الحاسوب . على الجانب الآخر طورت شركة "LENOVO" حاسوب لوحي بشاشة 13 بوصة .
* على مستوى الهواتف الذكية كانت الأسبقية لجهاز LG G Flex2 ذو الشاشة المنحنية، ويعمل بنظام تشغيل أندرويد لولى بوب 0 .،5 ويأتي بشاشة أصغر من إصداره السابق بمساحة 5 .5 بوصة ولكن بدقة أعلى بلغت 1080 بيكسل، وزودت الشركة الهاتف بمعالج رباعى النواة من النوع سنابدراجون ،810 وذاكرة وصول عشوائى 2 جيجا بايت، وإصدارين من المساحة التخزينية الأول بمساحة 16 جيجا بايت، والثانى 32 جيجا بايت، ولكنهما قابلين للتوسعة حتى 128 جيجا بايت عن طريق بطاقات الذاكرة، ويحمل الهاتف كاميرا خلفية 13 ميجا بكسل بميزتي التثبيت البصري والتركيز التلقائي، وأخرى أمامية 1 .2 ميجا بكسل .
* من الوهلة الأولى من الممكن أن نعتقد أننا أمام بلورة سحرية، ولكن في معرض لاس فيغاس اتضح أنها من الممكن أن تكون نموذجاً لتلفاز لمستقبل، حيث تم عرض الجهاز الكروي من إنتاج مشترك بين الشركتين الفرنسيتين "أتيم" و"كولور" والبريطانية "بافرفيش ديسبلايز" التي تصنع جهاز العرض الكروي والمجموعة التكنولوجية الفنلندية "فينوي"، والتلفاز مصمم خصيصاً لأشرطة الفيديو ب360 درجة ويمكن مشاهدة هذه الأشرطة على الأجهزة التقليدية والأجهزة اللوحية، لكن الشكل الكروي يضفي عليها طابعاً جديداً لا سيما الحفلات الموسيقية والفعاليات الرياضية ويمكن مشاهدة الأشرطة من زوايا عدة، ففي حال كنا نشاهد حفلاً موسيقياً يمكن لنا أن نقف بين الجمهور أو نغير الزاوية لنصبح وسط الفرقة .
* في مجال الطابعات ثلاثية الأبعاد ظهرت العديد من الطابعات الحديثة التي كان من أهمها طابعتين أمريكيتين من إنتاج شركة 3 systems تتخصصان في صنع المأكولات وصنع أشكال من الشوكولاته .
* في مجال التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها تنوعت المنتجات الإلكترونية، التي كان من أهمها الحزام الذكي "بلتي" الذي طورته شركة "إميوتا" الفرنسية، ويمتاز عن غيره من الأحزمة بأنه يجمع البيانات الصحية، كما يمكنه التكيف تلقائياً مع عرض خصر مرتديه .
* كان زوار المعرض في انتظار طفرة حقيقية في مجال الطائرات بلا طيار وكان أبرزها طائرة RealSense من إنتاج شركة "إنتل"، وتستطيع تلك الطائرة ولأول مرة تجاوز العقبات والتضاريس والعوائق تلقائياً من دون توجيه .
* كشفت شركة مرسيدس عن باكورة إنتاجها من السيارات المستقبلية في النموذج الجديد ذاتي القيادة "مرسيدس بنز- إف- 015" الفخمة التي نالت على إبهار جميع الزوار، بل وصنفها عدد من الخبراء بأفضل ابتكار يشهده المعرض على الإطلاق، ففضلاً عن تصميمها الفريد كانت لإمكاناتها التقنية التفوق البالغ على مثيلاتها من السيارات، تتسع السيارة لأربعة أشخاص، وتتميز برحابتها وسعتها، كما تقاد السيارة آليا أو يدوياً .
وتعمل ببطارية الهيدروجين، كما أنها مزودة بعدد من شاشات العرض الرقمية تعمل عن طريق الحركة أو اللمس موزعة على أرجاء هيكلها، وتصميم "إف 015" يمكن وصفه ب "الكبسولي"، إذ يصل طولها إلى 17 قدماً ويبلغ ارتفاعها خمسة أقدام، وزجاج المقدمة والسقف قطعة واحدة، كما أنها مزودة بإطارات 26 بوصة، وكابينة واسعة تسع 4 ركاب مزودة بمقاعد قابلة للدوران لتواجه بعضها، ولا يمكن لراكبي السيارة رؤية العالم الخارجي من دون استعمال شاشات داخلية تتحرك بواسطة حركة العين لتعطي انطباعاً حقيقياً ولتبقي المسافرين على اتصال بالخارج، ويتميز تصميمها بأنه خفيف الوزن، فهيكلها مكون من ألياف الكربون والألمونيوم وبعض أجزاء من الصلب لتوفير الأمان للركاب .
* قدمت شركة أودى أحدث طرازاتها A7 ذاتية القيادة بعد أن تمكنت من قطع نحو 900 كيلومتر خلال يومين من وادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا إلى مقر المعرض في لاس فيغاس لتبرهن على قدرة نموذجها الجديد على العمل مباشرة، وتحتوي السيارة التي أطلق عليها اسم "جاك" على 20 مستشعراً موزعين على هيكل السيارة لتمكنها من تجاوز السيارات داخل المدن المزدحمة، وكذلك لها القدرة على المناورة والتسارع وتشغيل المكابح أوتوماتيكياً، إضافة إلى إمكانية استقبالها للمعلومات من خلال نظام التحكم zfas الذي يبدأ بجمع المعلومات إلى وحدة تخزين ومعالجتها أثناء الرحلة مثل التنبؤ بالطقس وعوامل الطريق وغيرها .
* أطلقت شركة "بي إم دبليو" مصابيحها الأمامية الذكية للسيارات بغرض مراقبة البيئة من حولها والتكيف معها، إذ يمكنها إنارة أطرافها خلال الطرق السريعة لعدم إزعاج سائقي السيارات القادمة من الجهة الأخرى، بينما ستضيء بقوة لدى تعرفها على وجود الناس أو الحيوانات التي قد تعبر الطرق لتنبيه السائق .
* من الملفت أن ابتكار الروبوتات شهد تراجعا ملحوظا هذا العام، ولكن كان أبرزها في عدد من الأذرع الروبوتية التي تعمل أغلبيتها كأطراف صناعية تحاكي حركات البشر، وكان للروبوت البشري ChihiraAico من إنتاج شركة توشيبا اليابانية وقعاً خاصاً، فالروبوت على شكل مضيفة يابانية تتمتع بقدر كبير من الذكاء الصناعي ويمكنها النظر والسمع والتحدث والغناء والبكاء والضحك، وتعمل بنظام الأندرويد، وطبقاً لخبراء الشركة فإن ChihiraAico صممت بعناية مطابقة للمظهر البشري بردود أفعال تلقائية وطبيعية للغاية لخلق بيئة أفضل للتواصل بين البشر والروبوتات في مناخ أكثر ألفة، كما أكدوا أنه من المقرر استخدام الروبوت للتفاعل مع كبار السن من المرضى المصابين بأمراض عقلية أو نفسية .
* على الرغم من ضآلة حجمه وقدراته، حصل الروبوت المضيف "كام بوت" CAMBOT من إنتاج شركة مرسيدس على إعجاب الخبراء والزوار كأفضل مضيف ومقدم بسبب حسه الفكاهي العالي ومظهره المضحك، إذ يتكون من منصة متحركة صغيرة يعلوها رأس كبير تتوسطه عين زرقاء ضخمة تجذب الأنظار إليها، وكان استخدامه الأمثل في تقديم نموذج السيارة الجديدة "مرسيدس بنز- إف- 015" وتعقبه لحركات المدير التنفيذي "ديتر زاتشي"، وكان واضحاً انبهاره بالسيارة، وعلق معظم الحاضرين أنهم بينما كانوا منبهرين بالسيارة، لم يستطيعوا التوقف عن النظر إلى "كام بوت" .
أرسل تعليقك