الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث
القاهرة _صوت الأمارات

توجد بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التي تبدو متشابهة، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين (الغيث) و(المطر) فيما ورد ذكرهما في كتاب الله العزيز.


أولًا: دلالة اللغة

- في
(اللسان): (الغيث) المطر والكلأ (العشب)، و(المطر): الماء المنسكب من السماء.

-
قال الطبرسي: (الغيث) (المطر) الذي يغيث من الجدب. وكان نافعًا في وقته، والمطر :قد
يكون نافعًا وقد يكون ضارًا في وقته، وفي غير وقته.

- في
(الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري): نزل المطر، وأمطرت السماء، وقلّ من يستخدم
كلمة (الغيث)للتعبير عن نزول الماء من السماء، والحق أن جُل المعاجم اللغوية لا
تفرق في المعنى بين الكلمتين، فـ(الغيث)عندهم بمعنى (المطر).

- في
الوسيط: (الغيث) (المطر)، أو الخاص منه بالخير، وجمعه غيوث وأغياث، و(المطر):الماء
النازل من السحاب وجمعه أمطار.


ثانيًا: الدلالة القرآنية

- في
(معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم): (الغيث)تستخدم في سياق المطر النافع
المخصب للأرض والنبت، وهو ملمح النفع والخير والخصب.

-
وقال (أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية): (الغيث)في القرآن الكريم يدل على النفع
والرحمة، أو طلب الاستنجاد والنصرة.

-
(المطر) :تستخدم في سياق العقاب الإلهي للطاغين والمفسدين.

-
قال (الزمخشري في الكشاف): قد يكون(المطر)حجارة من السماء أهلكت الطغاة المجرمين،
كما في سائر المواضع التي ورد فيها المطر في القرآن الكريم.

- في
(معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم) : اختص المطر العذاب والهلاك في القرآن
الكريم.

-
وقال (أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية): القرآن استخدم كلمة (المطر) مع الأذى،
ونزول العذاب والضرر.


بعض الآيات التي ورد فيها لفظ (الغيث):

قال
تعالى: "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ
وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ"(لقمان34)

قال
تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا
وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ"(الشورى 28)


الآيات التي ورد فيها لفظ (المطر):

قال
تعالى: "وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ
كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ
أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِينا"(النساء 102)

قال
تعالى:" قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم
بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ"(الأحقاف 24)

قال
تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ
الْمُنذَرِينَ"(الشعراء 173)

قال
تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ
الْمُنذَرِينَ"(النمل 58)

قال
تعالى:" وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُجْرِمِينَ"(الأعراف 84)

قال
تعالى:"فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ"(هود 82)

قال
تعالى: "فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ
حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ"(الحجر 74)


يقول الدكتور أحمد مختار عمر في (قاموس القرآن): "ذهب كثير من اللغويين إلى
ترادف لفظي الغيث والمطر وتطابقهما في المعنى، ولكن تتبع استعمال القرآن يدل على
وجود صفة مميزة تفرق بينهما بعد إشراكهما في أصل المعنى، فنقل الثعالبي:(المطر)
إذا جاء عقيب المحل أو عند الحاجة إليه فهو (الغيث)، ونقل القرطبي:(الغيث) (المطر)
وسمي غيثا لأنه يغيث الخلق.

-
وعن الأصمعي قال: مررت ببعض قبائل العرب وقد مطروا فسألت عجوزا منهم: أتاكم المطر؟
فقالت: "غثنا ما شئنا غيثا"

-
وعقب القرطبي نقلا عن الماوردي قائلًا: (الغيث) ما كان نافعًا في وقته، و(المطر)قد
يكون نافعًا وضارًا في وقته وفي غير وقته (الجامع لأحكام القرآن)

-
ويعقب الدكتور عمر قائلا: "ولا شك أن الاستعمال القرآني يؤيد هذه التفرقة
الدقيقة في المعنى" وهذا إشارة إلى أن الغيث يستخدم في النفع بينما يُستخدم
المطرُ في الضرر".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث الإعجاز القرآني والبلاغي في لفظي مطر و غيث



GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:22 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:28 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حذرة خلال هذا الشهر

GMT 21:40 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 08:30 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير بان كيك دايت شوفان سهل ومفيد

GMT 14:47 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

فيفي عبده تردّ على منتقدي شكل حواجبها مع رامز جلال

GMT 18:22 2015 السبت ,06 حزيران / يونيو

صدور "حكومة الوفد الأخيرة 1950-1952" لنجوى إسماعيل

GMT 08:05 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين ومفارقات حقوق الإنسان

GMT 08:09 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"بيجو" تحذر من انها لن تتراجع عن اغلاق مصنع لها

GMT 15:07 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أردنية تُنشئ مجموعة إلكترونية لتشجيع المرأة على النجاح

GMT 19:43 2020 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب جزر الكوريل في شرق روسيا

GMT 07:51 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه المصري يرتفع أمام الدولار بنسبة 10.3% منذ بداية 2019

GMT 14:09 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تعود لإحياء الحفلات في مصر وتلتقي بجمهورها

GMT 10:49 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"تويوتا" تعدل أحدث نموذج من سيارتها التي يعشقها الملايين

GMT 06:15 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

هاني سلامة يفقد الذاكرة في مُسلسله الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates