دبي – صوت الإمارات
استغل وسامته وقدرته الكبيرة على الإقناع في جذب تلك الفتاة المنطوية، التي لا يعرف الكثيرون عنها معلومات كثيرة، سوى أنها تعيش مع جدتها، وليس لديها أصدقاء، وغالباً ما تتجنب الحديث مع زملائها في العمل.
كان يبدو يوماً عادياً في حياتها، التي اعتادت على قضائها بين البيت والعمل فقط، إلا أنه انتهى بطريقة جعلته يوماً مختلفاً، لم تنتبه عندما كانت تقوم بتقديم الخدمة إلى أحد العملاء، أن هناك من يتفحصها من بعيد، ويحاول لفت انتباهها أثناء وجوده مع أحد أصدقائه، وقبل أن تغادر مقر عملها، وجدته عند باب الخروج يستفسر منها عن بعض الأمور التي تتعلق بالعمل، إلا أنه في وسط الحديث، ألمح لها أنها جميلة، وكانت تلك المرة الأولى التي تسمع تلك الكلمات من رجل، فاهتز جسدها، وارتبكت، وتركته ومضت مسرعة.
لم تصدق نفسها بأن هناك شخص معجب بها، خاصة أنه وسيم، ويبدو من عائلة محترمة، من طريقة ملابسه، ولم تغمض عينيها في ذلك اليوم من شدة الفرح، وجاء اليوم التالي، وما إن انتهى دوامها، واستعدت للعودة إلى المنزل، إلا وجدته للمرة الثانية في نفس المكان، يرغب في الحديث معها، ولكنها هذه المرة لم تمنحه الفرصة، بل نهرته وتركته، وذهبت إلى سيارتها، وما هي سوى ساعات قليلة، ورن هاتفها برقم مميز، وعندما فتحت الخط، أخبرها أنه نفس الشاب الذي قابلها في مقر عملها، وأنه معجب بها، ويعرف عنها كل شيء، وهنا استشاطت غضباً، وهددته باللجوء إلى الشرطة، وأنه يحاول مضايقتها، ولكنه فاجأها بأنه يرغب بالارتباط بها.
أغلقت الهاتف دون أن تكمل المكالمة، وحاولت النوم، ولكن هيهات، وترددت في الذهاب إلى العمل في اليوم التالي، خشية أن تجده مرة أخرى، وبعد تفكير كبير، قررت النزول في موعدها، وظلت طوال اليوم تبحث عنه بين العملاء وناحية الباب الذي التقيا بجواره، وتمنت أن تنتهي ساعات الدوام سريعاً حتى تراه، وفعلاً، صدق حدسها، وظهر فجأة أمامها، يطلب منها بطريقة مهذبة جداً، السماح له بدقائق معدودة، وفعلاً استقلا كل منهما سيارته وذهبا إلى أحد المطاعم القريبة، ولم تكن تتخيل أنها ستقوم بلقاء رجل غريب في يوم ما. عرض عليها الزواج، وعرّف نفسه بأنه موظف مرموق، وأنه معجب بها، لأنها ليست كسائر الفتيات، وأن هدوءها وانطواءها، كانت أسباب انجذابه لها، وطلب مقابلة جدتها التي تقيم معها في إحدى الفلل التي تمتلكها، وبدأ خيوط العنكبوت تلتف حول الفتاة بكل سهولة، بعدما وجدت حناناً واهتماماً لطالما حرمت منه بعد موت أبيها، وعدم معرفتها أين أمها التي تركتها رضيعة وهربت إلى جهة غير معروفة، وعلمت من جدتها أنها توفيت.
شغل ذلك الشاب كل تفاصيل حياتها في إيهامها بالحب، وبالفعل، تمكن عبر الأيام من سلب عقلها وقلبها، وأقنعها بالزواج سراً لحين مفاتحة أهلة، ووافقت، بل ومنحته مبلغاً كبيراً من المال لشراء بيت الزوجية، المقدر بـ 3 ملايين درهم، بعدما أوهمها أنه دفع جزءاً كبيراً من المبلغ، ومتبقٍ مبلغ آخر.
ومرت الأيام، وكانا يلتقيان سراً، وفي كل مرة يحاول سلبها أي مبالغ مالية، معللاً ذلك بأنه يمر بضائقة مالية، وجاء يوم عيد ميلاده، فقررت مفاجأته في مقر عمله، وحملت هدية له وذهبت إليه، وكانت المفاجأة، أنه لا يعمل في تلك الوظيفة التي كان يتحدث عنها، وعندما واجهته بالأمر في المطعم، أخبرها أنه عاطل عن العمل، وأنه كذب عليها، وأخبرها بأنه لن يستطيع الاستمرار في هذه العلاقة، ناعتاً إياها بأبشع الصفات، وأن نسبها مشكوك فيه.
تركها في المطعم بعد أن طلقها، وظلت منهارة أيام عدة، إلى أن لجأت لحقوق الإنسان في شرطة دبي، لمساعدتها في استرداد أموالها، ولكن باء الأمر بالفشل، فلم تمتلك أي مستندات أو أوراق تمكنها من مطالبته، بعدما أنكر كل شيء، بل وعلمت أنها لم تكن الضحية الأولى، ولا الأخيرة له.
أرسل تعليقك