من المسؤول عن إخفاق المنتخب الوطني في «خليجي 23» هل هم اللاعبون الذين لم يقدّموا المستوى المطلوب، الذي يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم الفنية، أم الجهاز الفني بقيادة المدرب الإيطالي زاكيروني الذي طبّق طريقة لعب لا تتناسب مع
قدرات وإمكانات اللاعبين، نظراً لكونها تعتمد على القوة والسرعة واللياقة البدنية العالية، ما أدى إلى ضعف الشق الهجومي للفريق الذي لم يسجل سوى هدف واحد من ركلة جزاء، أم للجهاز الإداري الذي قيل عنه أنه لم يحسن تطبيق الانضباط اللازم خلال معسكر المنتخب في الكويت، فكثرت الأقاويل دون أن يوضح اتحاد الكرة الحقائق.
حماس وطموح
أم يتحمل اتحاد الكرة المسؤولية نتيجة لعدم الاختيار الدقيق للجهاز الفني، فجاء بمدرب كبير في السن لا يملك حماس وطموح الشباب، وترك أمر الإعداد لأيام قليلة على فترات متباعدة «أيام فيفا» وهي لا تكفي إعداد فريق يستطيع أن يشارك
في بطولة كبيرة مثل كأس آسيا، مطلوب خلالها المنافسة على اللقب وليس مجرد المشاركة في بطولة، ووجود تدخل في اختيارات المدرب للاعبين، حيث اختار المدرب قائمة تم تعديلها من قبل الإداريين بالاتحاد قبل السفر إلى الكويت، حيث تم استبعاد العناصر الشابة القادرة على العطاء والمتعطشة للكرة والاستعانة بأسماء كبيرة لم تقدم للمنتخب أية إضافة.
أسباب الإخفاق متعددة والكل يتحمل المسؤولية كل في مكانة، لذلك يفتح «البيان الرياضي» ملف إخفاق الأبيض في «خليجي 23» ليس من أجل تصفية حسابات ليست هي منهجنا وهدفنا ولكن من أجل الاستفادة من دروس تلك المشاركة والسعي إلى تدارك
السلبيات قبل عام كامل من المشاركة في منافسات كأس آسيا 2019، ونفتح المجال أمام آراء المعنيين من الفنيين والإداريين واللاعبين السابقين ليدلوا بدلوهم بما يفيد تطور مسيرة الأبيض وكانت تلك المحصلة:
عناصر خبرة
من جهته، أبدى خليل غانم لاعب منتخبنا الوطني الأسبق، حزنه الشديد من مستوى منتخبنا الوطني خلال منافسات «خليجي 23» وعدم نيل الفريق اللقب مع أن الظروف كانت تخدمه نتيجة تواضع مستويات معظم المنتخبات وافتقارها إلى عناصر الخبرة التي
كان الأبيض يتميز بها، وأوضح: خطة المدرب زاكيروني لا تتناسب مع قدرات وإمكانات لاعبينا، حيث تتطلب تلك الخطة القوة البدنية والسرعة، وكذلك تواجد لاعبين على الطراف على مستوى عال لاعتماد الخطة عليهم، وكل هذه المعطيات غير متوافرة بعناصر المنتخب، لذلك من الطبيعي ألا يحقق الفريق الفوز.
وأوضح لاعب منتخبنا الأسبق، هذه الطريقة لن تفيد المنتخب خلال نهائيات آسيا المقبلة، ولا بد أن يتراجع المدرب عنها ويطبق طريقة تتناسب مع قدرات اللاعبين وإمكاناتهم، وأن يعمل على تدارك السلبيات الفنية التي ظهرت خلال مباريات البطولة،
حتى يظهر الفريق بمستوى أفضل خلال كأس آسيا التي تعتبر المحطة الرئيسة للمنتخب، نظراً لأن البطولة ستقام على أرضنا وبين جماهيرنا، ومن الصعب أن نخرج من دورها الأول، لو استمر اللعب على هذا الأداء.
ضعف فني
وأضاف خليل غانم قائلاً: إن المدرب مطالب كذلك بإعادة ترتيب أوراق الفريق والتدقيق في اختيار عناصره، لأن هناك عناصر يجب إعادة النظر في تواجدها بالمنتخب، وعناصر شابة يجب أن تنال الفرصة، كما يجب حسن اختيار للاعبين اللذين يلعبان
في مركزي 6 و8 لحاجة المنتخب إلى عناصر أكثر فاعلية، حيث وضح الضعف الفني في هذين المركزين، نريد عناصر منتجة للفريق، عناصر تكون متعطشة للعب وليس مجرد أسماء لا تعطي ولا تشكل الإضافة.
كما استغرب خليل غانم، من تلك الهجمة والعصبية التي بدت على الأغلبية من الجماهير والمحللين، بعد خسارة المنتخب للنهائي، وقال: من البداية المنتخب لم يكن مرشحاً للنهائي ولا الفوز باللقب، ولا يوجد تصريح واحد من مسؤولي الفريق يشير
إلى ذلك، صحيح المنتخب وصل للمباراة النهائية ليس لأننا الأفضل ولكن لأن الآخرين كانوا أكثر سوءاً، وهبوط مستوى اللاعبين أمر وارد في كرة القدم، وفي الوقت نفسه لا بد من الإشادة بالثلاثي إسماعيل أحمد ومهند العنزي ومن خلفهم خالد عيسى فقد أدى هذا الثلاثي بشكل متميز.
عناصر شابة
ويرى خليل غانم، أن أهم مكسب حققه الفريق هو منح الفرصة للرباعي علي سالمين ومحمد برغش وخليفة غانم وريان يسلم، وهؤلاء ظهروا بصورة طيبة، ولكنهم في حاجة إلى مزيد من العمل، وعن مستوى لاعبي الخبرة، أوضح: لا شك أن هناك لاعبين مثل
خليل ومبخوت والحمادي كانوا غير جاهزين فنياً، للإرهاق والإصابة.
وكان يجب منح الفرصة لعدد من العناصر الشابة القادرة على العطاء والمتعطشة للعب، متمنياً أن يفصح اتحاد الكرة عن حقيقة قضية سهر اللاعبين من عدمه، فإذا كان الكلام غير صحيح يتم الإعلان عن ذلك أمام الجماهير، وإذا ظهرت إدانة اللاعبين فيجب محاسبتهم وإقالة الجهاز الإداري لأن هذا الأمر يسيء لاتحاد الكرة ولرياضة الإمارات ولا بد أن تكون هناك شفافية في التعامل مع تلك القضية.
نسبة الاستحواذ
من جانبه، أشار محمد مطر غراب الخبير الكروي، إلى أن هناك أسباباً عديدة وراء إخفاق منتخبنا الوطني الأول في «خليجي 23» بالكويت، ومنها الظاهر أمامنا متمثلاً في ركلة الجزاء التي أضاعها عمر عبد الرحمن «عموري» في المباراة النهائية،
وتلك الركلة نفسها تحتاج إلى تفسير، فإذا كان «عموري»، تقدم إلى تسديد الركلة بقرار من المدرب، فيكون المدرب هو المخطئ، أما إذا كان تقدم من نفسه، فيكون هو المسؤول عن خسارة النهائي، إلى جانب نسبة الاستحواذ التي كانت واضحة وكبيرة لمصلحة المنتخب العماني في المباراة النهائية.
إضافة مهمة
وأضاف محمد مطر غراب: «هناك أيضاً تصريحات اللاعبين بعض النجوم من داخل منتخبنا الوطني، التي تشير إلى حب البعض منهم في إبراز أنفسهم على حساب المجموعة، وربما المدرب لا يستطيع اكتشاف تلك المشكلة، بسبب الوقت القصير الذي تولى فيه
مسؤولية الأبيض، وهنا كان يجب على الإداريين التدخل لحل تلك المشكلة مبكراً».
وأكمل غراب: «من الأسباب أيضاً، الاختيارات الخاطئة منذ البداية للقائمة الممثلة لمنتخبنا الوطني في البطولة الخليجية، وكان يجب على سبيل المثال، الإبقاء على المهاجم أحمد العطاس في القائمة، لأنه لاعب قادر على تقديم إضافة مهمة
للمنتخب».
كما تحدث غراب عما أثير عن سهر بعض اللاعبين ليلة المباراة، قائلاً: «ليس هناك دليل حتى الآن على صحة الواقعة ومن يتحدث عنها يجب عليه إظهار الدليل على صحة ما يقول، وأنا ألوم اتحاد الكرة، على تشكيله لجنة التحقيق دون الرجوع إلى
إداري المنتخب الوطني أولاً، كما ألوم عليه سرعة نفي استقالة إداري المنتخب، وكان يجب عليه التصدي للأقاويل التي ترددت حول سهر بعض لاعبي المنتخب ليلة المباراة».
منتخب مميز
بدوره، يرى علي مسري، لاعب العين والمنتخب الوطني السابق، عضو مجلس إدارة شركة كرة القدم بنادي العين، مشرف قطاع مدرسة الكرة والمراكز الخارجية، أن منتخبنا الوطني كان مميزاً وظهر بطريقة جيدة في خليجي 23 بالكويت التي حل فيها وصيفاً،
وطالب بعدم القسوة على اللاعبين والجهازين الإداري والفني، والصبر عليه لأن ظهوره في الكويت كان مبشراً ويدعو للتفاؤل والاطمئنان قبل الدخول في أجواء نهائيات الأمم الآسيوية العام المقبل، وأوضح أن طريقة زاكيروني جديدة على اللاعبين ومع ذلك نجحوا في التعامل معها على خير نسق والدليل أن المنتخب أنهى البطولة من دون أية هزيمة ودون أن تستقبل شباكه هدفاً باستثناء ركلات الترجيح التي تعتمد على الحظ أكثر من أي شيء آخر.
بطل غير متوج
وقال: من وجهة نظري أن منتخبنا كان هو البطل غير المتوج مع كامل الاحترام للمنتخب العماني الشقيق، الذي قدم مستويات متميزة في البطولة ما أوصله إلى نهائي المسابقة، غير أن منتخبنا كان الأقرب للفوز باللقب لولا سوء الطالع الذي لازمه
بعد أن أهدر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الزمن الرسمي لعمر المباراة النهائية، ولذلك أعتقد أن المنتخب يمضى في الطريق الصحيح، وهذا لا ينفي أن هناك بعض نقاط الضعف التي يمكن معالجتها على المستوى الفني خصوصاً وأن الوقت ما زال طويلاً قبل التحدي الآسيوي المقبل.
عدم التوفيق
وأضاف: لا أرى أن المنتخب لعب باستهتار أو استسهل أي منافس في جميع المباريات التي خاضها بالبطولة، ولكنه كان يفتقد لقليل من الحظ ليتوج ظهوره الجيد في البطولة، وأعتقد أن من المكاسب المهمة التي خرج بها الأبيض الإماراتي من خليجي
الكويت، أن المدرب استطاع أن يتعرف إلى إمكانات عدد من اللاعبين والعناصر الشابة التي سيكون لها مستقبل مشرف بقليل من الجهد والمتابعة والاهتمام، كما وقف المدرب على مقدرة اللاعبين في تطبيق طريقته وأسلوبه، فضلاً عن أنه أصبح يعرف ما إذا كان المنتخب يحتاج إلى تدعيم
صفوفه ببعض اللاعبين في المراكز المختلفة، وكل هذه الأمور ستصب قطعاً في مصلحة المنتخب خلال الفترة المقبلة.
ظهور متميز
وزاد: كان منتخبنا مؤهلاً لنيل لقب البطولة قياساً على ظهوره المتميز والمردود الفني القوي الذي قدمه اللاعبون في جميع المباريات، وكونه لم يحصل على اللقب فهذا لا يقدح في إمكانات وجهود اللاعبين في أرضية الملعب بقدر ما يشير إلى
أن المنتخب العماني قدم مردوداً متميزاً ونجح في الوصول إلى هدفه بجهود لاعبيه، فيما كان سوء الطالع وعدم التوفيق هو الحد الفاصل بين منتخبنا الوطني ومنصة التتويج، وأتمنى من الجميع النظر إلى الجانب الإيجابي في العملية.
أرسل تعليقك