لم يتوقع الكثيرين قبل عام ونصف ، نجاح المدرب الهولندي تين كات ، مع فريق الجزيرة الأول لكرة القدم ، فقد كان يحلم البعض ، انتشال الفريق من النتائج السيئة ، قبل أن يستقر في المركز الـ12 لقائمة ترتيب الدوري.
وعانى فريق الجزيرة في الدور الأول للدوري ، طيلة 12 مباراة تحت قيادة المدرب البرازيلي الشهير آبل براغا، والذي حقق ثنائية الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة موسم 2010/2011 للمرة الأولى في تاريخه النادي، لكن حينها لم يستطع براغا إعادة أمجاد الفريق الجزراوي، وعندما يأس من إصلاح الخلل ، قائلًا جيل اللاعبين من 2016 مختلف كليًا عن الجيل الذي قدته في 2010، وتم فسخ التعاقد مع براغا بالتراضي يناير/كانون الثاني 2016، بداعي سوء النتائج، لتضع إدارة الجزيرة حدًا لتهاوي الفريق والإحباط الذي أصاب اللاعبين وجماهير النادي العريضة".
وأضاف تين كات عن سيناريو التعاقد مع مدرب جديد خلفًا لبراغا، "اتصل بي بطي القبيسي عضو مجلس الإدارة، مسؤول لجنة الاحتراف في النادي، وعلاقة صداقة تجمعنا منذ أعوام ، وخلال المكالمة الهاتفية عرض علي القبيسي مهمة تدريب الجزيرة، وحينها وافقت وقبلت التحدي".
بقدوم تين كات واستلامه مهمة قيادة الفريق الجزراوي، واجهته بعض الانتقادات الإعلامية خصوصًا تدريبه للأهلي الإماراتي عام 2010، ومغادرته للفريق بعدها بمباريات عدة ، بداعي أن اللاعبين لم يصلوا إلى مرحلة الاحتراف بعد، كما أنه جاء إلى الجزيرة من المنزل كما يقال، ولم يكن على رأس فريق يتولى تدريبه.
ورد تين كات عمليًا على هذه الانتقادات، وبدأ رحلة إصلاح شاملة في صفوف الفريق، وشرع في تنفيذ 7 محاور رئيسة تتضمنها بالنهوض بالفريق الأول، ووضعه على منصات التتويج.
وجاء الاعتماد على جهاز فني خبير بقيادة مواطنه يان فيرسلان، ما كان له الأثر الإيجابي في معرفته باللاعبين والتعرف إليهم، والإطلاع على تقارير وإحصاءات دقيقة خاصة باللاعبين.
وجاءت المشاكل الدفاعية كانت الهاجس الأول لدى تين كات، وعلى أثرها فقد الفريق التوازن بين القوة التهديفية والإخفاق الدفاعي، فعمل تين كات على إصلاح الخلل من خلال الدفع ببعض الوجوه الشابة، وخلصت تجاربه إلى تثبيت اللاعب الشباب سيف المقبالي في الخط الخلفي.
وساعد تين كات في الوصول بالجزيرة إلى بر الأمان الصفقات الناجحة ، التي أجراها الجزيرة بالتعاقد مع المدافعين فارس جمعة ومسلم فايز، وتصعيد سيف المقبالي من فريق 21، ما كان له بالغ الأثر في ضبط إيقاع خط الخلفي ، وجنى الفريق ثمار هذه المجموعة المتميزة تدريجيًا ، حتى تقلصت الأخطاء.
ونجحت إدارة الجزيرة في عقد صفقات ناجحة، بالتعاقد مع الدولي المغربي مبارك بوصوفة صانع الألعاب، والبرازيلي ليوناردو قادمًا من تشونبوك الكوري، بطل دوري آسيا موسم 2016، ومواطنه وإلتون إلميدا لاعب الهلال السعودي ، بالإضافة إلى الإبقاء على لاعب الارتكاز الكوري بارك يونغ ، وعلى صعيد المواطنين، ضم الدولي محمد فوزي قادمًا من العين.
ويتمير تين كات، عن غيره من المدربين، أنه لم يعتمد كليًا على اللاعب النجم الجاهز، سواء على مستوى المواطنين أو المحترفين ، وما يحسب له إعطاء الفرصة لعدد من الشباب وتأهيلهم بشكل فني متطور، كذلك دعمهم على المستوى النفسي، وأبرز المواهب التي أهلها ومنحها الفرصة، خلفان مبارك، أحمد العطاس، محمد جمال، سيف المقبالي، سالم راشد، سلطان الشامسي، وهذا السداسي أضاف الكثير للفريق على مستوى الدفاع والوسط والهجوم، وبذلك ضمن تين كات منظومة مكتملة من الشباب صغار السن، وقدامى اللاعبين أصحاب الخبرة، والمحترفين الأربعة الأجانب.
وعرف المدرب الهولندي ، قراءته الجيدة للمنافس ، واعتاد اللعب بخطة 4-2-3-1، وتحويل مبخوت من مركز الجناح إلى رأس حربة مباشر، وخلفه ثلاثي الربع ليوناردو ، مبارك بوصوفة وخلفان مبارك وإلميدا بالتناوب بينهما، بالإضافة إلى التعامل بإيجابية مع معطيات المباراة، فهو من نوعية المدربين التي تحترم الخصم، بصرف النظر عن قوته وضعفه.
وهو يتسم بالواقعية وعدم المجازفة أثناء سير المباراة، وفي حال تفوقه الميداني على المنافس بعدد وافر من الأهداف ، فإنه يدفع بالبدلاء لإعطائهم الفرصة، كما أن فاجأ البعض بإشراك محمد فوزي في الوسط بدلًا من الدفاع ، ونجح في ذلك.
وساهم بعض اللاعبين على المستوى الشخصي، بشكل كبير في تقديم الأفضل، وترجم ذلك عمليًا على أرضية الملعب، حيث فاز فخر أبوظبي في 19 مباراة وخسر 2 وتعادل مثلهما، وهو حريص على أن يكون صديقًا داخل وخارج الملعب، مقدمًا النصح والإرشاد بجانب التوجيهات الفنية ، ما خلق جوًا أسريًا للفريق الجزراوي هدفه الفوز والتتويج بدرع الدوري.
بطاقة تين كات
الإسم: تين كات
مواليد 1954 في العاصمة الهولندية أمستردام
2003-2006 عمل مساعد المدير الفني لبرشلونة فرانك ريغارد، عندما حصل الفريق على دوري أبطال أوروبا.
2007-2008 مساعد المدير الفني لتشيلسي، إفرام غرانت لكنه قدم استقالته هو والجهاز الفني بعد إخفاق الفريق في دوري الأبطال.
أرسل تعليقك