عمان - صوت الإمارات
لم يضف مسلسل "ضوء أسود" فارقاً نوعياً كبيراً على الدراما الأردنية المعاصرة التي تراوح مكانها منذ 10 سنوات على الأقل عبر تجارب قليلة لم تستعد حضورها الواسع على شاشات عربية.
العمل الجاري عرضه حالياً على شاشة التلفزيون الأردني فقط، تصب جميع محاوره وأحداثه في بئر تجارة وتعاطي المخدرات لا سيما نوعاً رخيصاً انتشر سريعاً في المجتمع فضلاً عن قضايا لا تخرج عن تطلعات الثراء على حساب القيم و"كليشيهات" الاختلاف بين الطبقات الاقتصادية والاجتماعية ووقوف ذلك سداً أمام الزواج.
فكرة النص تحمل اسم محمد أبو سمّاقة الذي ظهر في "إشارة البداية" بوصفه كاتباً رغم أنها تجربته الدرامية الثانية بعد سنوات وتحدث مؤخراً عن "ثلاثية" للعمل في جزأين مقبلين جاري إعدادهما عنوانهما "نهاية مؤجلة" و"ظلال الخريف" دون حتى انتظار ردود الفعل على القائم حالياً.
الفكرة ورغم الترويج لها بأنها "تحكي الواقع دون رتوش" ظلّت في سياق تقليدي مقترن بعلامات "قُتلت بحثاً" عن الشباب المدمنين وطُرق "حُفظت درامياً" حول شبكات الترويج.
ابن مالك الشركة يجسّده الممثل الشاب محمد العضايلة مدمن ويصل المنزل متأخراً ويحاور والدته وهو يكاد يترنّح ويكرر حركات مفتعلة باعتبارها تدل على تعاطيه الجرعة، ويمزج في أدائه بين الفاقد رجاحته واتزانه دون أن يستوقف ذلك الأم المتعلمة.
مدير الشركة حسن الشاعر لديه 20% من أسهمها يتخذها وجاهة وغطاء لتجارة المخدرات وهو "أكبر رأس" يمكن التعرف عليه في العمل الذي يرفع شعار "الحقيقة بلا رتوش" مقابل "رُزمة" مروّجين محسوبين على الطبقة الكادحة أحدهم بائع خضر على عربة يؤديه ربيع زيتون، جال وهو يجرّها شوارع عمان والتقى أمثاله وتبادل معهم المخدرات في كل مكان في وضح النهار.
كاتب السيناريو والحوار بكر قباني فنان مسرحي يُعد من جيل الرواد لديه إسهامات نصّية سابقة في الدراما لم تصل هذه المرة إلى المجاراة الفعلية لعمّان الحديثة أو ربما لم تسعفه المُحددات الأساسية لذلك لا موضوعاً ولا توقيتاً.
الحوارات غَلبَ عليها الطابع "الكلاسيكي" النمطي لما يشبّه "تسميع المحفوظ" وأسلوب مناقشة الشخصيات مع نفسها على طريقة "الصوت المُسجّل".
أداء بعض الممثلين بينهم أصحاب خبرة مالَ إلى الخطابة والتصنّع والانفعال في غير محله أحياناً وظهرت شابات بأدوار رئيسية فاقت قدراتهن وبدت إحداهن غير واثقة من نفسها ولم تعطِ التعابير اللازمة للحالة.
ابنة أبو سمّاقة ظهرت في المسلسل ممثلة مع "ترويسة" خاصة على "إشارة البداية" مضمونها "لأول مرة" سبقت اسمها "نور" في خطوة غير متبعة عادة في الدراما الأردنية.
أرسل تعليقك