أيدت محكمة التمييز في دبي حكم محكمة الاستئناف بالإعدام على رجل قتل صديقه بالتآمر مع عشيقته (زوجة المجني عليه) والمؤبد والإبعاد بحق الزوجة المحرضة، رافضة طعن المتهمين بتخفيف الحكم الصادر بحقهما من محكمتي الجنايات والاستئناف.
وبحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن المتهم كان على علاقة غرامية بزوجة صديقه، استمرت نحو عامين، واتفقا على التخلص من زوجها فاستدرجه ثم قيده وضربه بحجر على رأسه، ودهسه بالسيارة قبل إشعال النار فيه.
وأقر المتهم (33 عاماً - يحمل جواز جزر القمر) بجريمته أمام المحكمة، عازياً السبب إلى إلحاح عشيقته زوجة المجني عليه، وإصرارها على قتل الزوج، فيما أنكرت المتهمة (22 عاماً - تحمل جواز جزر القمر)، التهمة قائلة «لم أقتل أحداً، لم أفعل شيئاً».
وبحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن المتهم استدرج المجني عليه داخل مركبته، على اعتبار أنه سيصلح بينه وبين زوجته، ثم قيد يديه ورجليه ولكمه على وجهه وطرحه خارج المركبة وضربة بحجر على رأسه، ثم وضعه في المركبة مرة أخرى ونقله إلى مكان آخر، وطرحه خارج المركبة ودهسه وأضرم النار في جسده.
واكتشف حارس آسيوي الجريمة حين كان في جولة تفقدية للموقع الذي يعمل فيه بمنطقة القصيص، وشاهد ناراً مشتعلة، وبالاقتراب منها اكتشف أنها مشتعلة في جسد إنسان فاستدعى زميله وأبلغا الشرطة.
وبحسب شرطة دبي، فإن «الجاني كان أقرب أصدقاء المجني عليه، ولم يتخيل الأخير أنه سيغدر به، بل سمح له بتقييد يديه ورجليه على سبيل الطرافة وإيصاله إلى زوجته في هذه الحال لإرضائها، من دون أن يتوقع أنه سيقتله على مراحل بدم بارد ويحرق جثته».
وقال شاهد من شرطة دبي إن فريقاً من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية تم تشكيله لكشف ملابسات الواقعة، وأحيلت الجثة إلى الطب الشرعي، واستطاع فريق العمل تحديد هوية المجني عليه، بعد مقارنة الواقعة ببلاغات الاختفاء، وبناء على ذلك تم استدعاء زوجته، التي ادعت في البداية أنه اختفى من المنزل قبل 14 يوماً، حينما توجه إلى البحر في رحلة صيد، لافتاً إلى أن رجال المباحث فطنوا لثغرات في إفادتها وعدم صدقيتها، لكنهم لم يكشفوا ذلك، وعاودوا جمع الاستدلالات، ثم واجهوها مجدداً، فتراجعت عن أقوالها وأقرت طواعية بتورطها في علاقة غير شرعية طيلة عامين مع صديق زوجها.
وأشار إلى أن الزوجة أقرت بأن عشيقها كان يتردد على مقر سكنها لزيارة زوجها، ومن خلال تردده الدائم توطدت علاقتها معه، وكانت تخرج برفقته من دون علم المجني عليه، لافتة إلى أن الخلافات ازدادت مع زوجها، فأبلغت عشيقها بذلك واتفقا على التخلص منه، وفي يوم الواقعة حضر المتهم في الساعة الثالثة صباحاً، واصطحب زوجها في سيارته بدعوى تسوية الخلافات معه، وبعد وقت قليل أبلغها بأنه أنجز المهمة، وأن الزوج يرقد دون حراك في السيارة.
وأفادت المتهمة بأن عشيقها حضر إلى منزلها مجدداً في السادسة صباحاً، وقضى معها بعض الوقت ثم غادر، بعد أن أبلغها بأنه سيتخلص من الجثة، ويخفي معالمها بدهسها أو حرقها في منطقة القصيص الصناعية.
ولفت إلى أن المتهم ذكر في محضر استدلال الشرطة أنه اتصل بالمجني عليه نحو الساعة الثالثة صباح يوم الواقعة، ودعاه للخروج لتسوية خلافاته مع زوجته، وأقنعه بالسماح له بتقييد يديه ورجليه وإيصاله لزوجته بهذه الحال لترضى عنه، ووافق الزوج على ذلك.
وأضاف أن المتهم أخذ المجني عليه إلى منطقة مظلمة، وألقاه على بطنه وضربه على رأسه بحجر، متسبباً في إصابته بنزيف حاد، ثم وضعه مرة أخرى في السيارة، وعاد إلى منزل المجني عليه ليقضي بعض الوقت مع زوجته.
وتابع أن المتهم اشترى عبوة بترول، ثم توجه إلى منطقة القصيص الصناعية بالقرب من مستودع، وأثناء إنزال المجني عليه شعر بأنه لايزال حياً فوضع رأسه عند نهاية باب السيارة وضربه بوساطة الباب مرات عدة، ثم أقدم على دهسه أكثر من مرة حتى تأكد من وفاته.
وأضاف المتهم أنه سكب البترول على المجني عليه وأحرق جثته، وهرب تاركاً الجثة تشتعل بالنيران، وعلى مسافة قريبة من مكان الحادث تخلص من عبوة البترول عبر رميها في الشارع، ثم أبلغ عشيقته بما حدث، واتفقا على عدم البوح بشيء، وإبلاغ ذويه بأنه ذهب لصيد السمك.
أرسل تعليقك