عماد الدين أديب
من المستفيد الأول من ظهور خطر إيران أو داعش أو القاعدة أو الحوثيين؟
الإجابة المباشرة التى لا تحتاج إلى ذكاء أو معلومات هى إسرائيل!
كانت أزمة إسرائيل، كما حددها ديفيد بن جوريون، أحد كبار مؤسسى الدولة العبرية فى مذكراته «إنها كيان صغير غريب وسط بحر من الجيران الذين يحلمون ليل نهار بهدف القضاء عليها نهائياً» وظلت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية لفترة طويلة تقوم على التفوق العسكرى على كل الجيوش العربية لدول المواجهة مجتمعة فى حال نشوب حرب ضدها.
الآن، إسرائيل، فى ترتيب حالة العداء ليست -من وجهة نظر الكثير من شعوب ودول المنطقة- العدو رقم واحد.
بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجى -عدا عُمان- إيران هى العدو رقم واحد.
وبالنسبة للعراق وسوريا، داعش هو العدو رقم واحد. وبالنسبة لليمن، التيار الحوثى هو العدو رقم واحد. وبالنسبة للبنان فإن تحالف حزب الله وسوريا وإيران هو الخطر رقم واحد.
وبالنسبة لمصر، فإن جماعات داعش وأنصار بيت المقدس ومن يساندها من جماعة الإخوان هو العدو رقم واحد.
كلما ظهر عدو محلى أو إقليمى جديد تراجع ترتيب العداء لإسرائيل، وأصبح الجميع مشغولاً بصراعات محلية أو حدودية أو إقليمية بعيداً عن إسرائيل.
ومن يرجع إلى تصريحات د.هنرى كيسنجر، وزير خارجية الولايات المتحدة عام 1974، فإنه سوف يكتشف أن الرجل تنبأ بصورة ما يحدث الآن منذ أكثر من 39 عاماً، حينما قال: «إنه يجب العمل بقوة على عدم تكرار قيام الدول العربية بشن حرب هجومية مرة أخرى على دولة إسرائيل، وذلك من خلال انشغال العالم العربى بحروبه المحلية بهدف نهائى هو تقسيم العالم العربى رأسياً وأفقياً وإعادة رسم خارطة دوله». وما نشهده منذ سنوات هو التطبيق الحرفى لهذه الأفكار التى تسعى إلى إسقاط الدول المركزية الكبرى ذات الجيوش المؤثرة، مثل سوريا والعراق. ومن فضل الله علينا أن مشروع إسقاط الدولة، وتمزيق جيش مصر النظامى لم ينجح رغم كل الجهود والمؤامرات التى حيكت ضدها.
وما نشهده الآن هو الفصل الأخير من المحاولات اليائسة والانتحارية لتحقيق هذا المشروع ضدنا.