بقلم - عماد الدين أديب
القمة الروسية - الإسرائيلية بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ليست مجرد لقاء روتينى، لكنها محطة بالغة الأهمية فى العلاقات بين البلدين
ويمكن فهم هذا اللقاء كتتويج لـ28 لقاءً روسياً إسرائيلياً على مستويات عدة فى العامين الماضيين بهدف تنسيق المواقف فى 3 أمور:
1- الوضع الاستراتيجى فى سوريا.
2- التنسيق اللوجيستى والعسكرى بين البلدين حول سوريا.
3- تبادل الرؤى حول أسلوب التعامل فى ملف الوجود الإيرانى فى سوريا والمنطقة.
التسريبات الخاصة بهذه القمة تؤكد أنه قد تم الاتفاق على تشكيل لجنة مراقبة وتنسيق للأوضاع فى سوريا تقوم بتوفير المعلومات والبدائل لموسكو وتل أبيب، فيما يختص بقضية القضايا لدى العاصمتين وهى «ضرورة إخراج القوى الأجنبية من سوريا».
يزعج الإسرائيلى والروسى وجود 60 ألف جندى إيرانى ينتمون لقوات الحرس الثورى الإيرانى، بالإضافة إلى 50 ميليشيا صغيرة ومتوسطة الحجم تابعة لإيران.
ويزعج الإسرائيلى وجود قوات برية ومدرعات تركية فى منطقة شمال الفرات.
ويزعج الإسرائيلى وجود قوات إيرانية مكثفة تابعة لفيلق القدس الإيرانى فى منطقة مطار دمشق الدولى وعند الحرس الجمهورى وناحية القصر الرئاسى.
ويزعجه أيضاً وجود الإيرانى فى قاعدتى «القصير» و«الشعيرات».
وأهم ما فى التشاور الروسى - الإسرائيلى هو الاتفاق على ضرورة «البحث عن أسباب ومبررات لانتهاء الوجود الإيرانى فى سوريا».
التنسيق الروسى - الإيرانى عسكرياً وأمنياً وسياسياً منذ 3 سنوات، وهو أساسى فى تمكين الجيش الروسى من أداء مهامه ومن المساندة التقنية للطيران الحربى الروسى فوق سوريا عبر غرفة القيادة الإسرائيلية المشيدة على الحدود الإسرائيلية - السورية.
ولا بد من فهم أن الهدف من اعتماد روسيا على دور اللوبى اليهودى الأمريكى النشط هو تحسين صورة موسكو التى تعانى من التشويه السياسى بقوة بسبب حلف «أعداء ترامب» الذى يحاول اغتياله معنوياً من خلال تعميق صورة «ترامب» على أنه الرئيس الأمريكى الذى يقع تحت دائرة التأثير الروسى.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الوطن