هل نحن مرضى

هل نحن مرضى؟

هل نحن مرضى؟

 صوت الإمارات -

هل نحن مرضى

عماد الدين أديب

هل نحن مجتمع صحيح نفسياً؟.. سؤال مباشر علينا أن نطرحه على أنفسنا بكل شجاعة وصراحة، ويتعين علينا أن نجيب عنه بشكل عملى دون أى حساسية أو نفاق.

مثلاً.. هل يوجد لدينا حقد طبقى ضد الأثرياء؟

وهل لدى الأثرياء نفور وشك من الطبقات الفقيرة؟

هل لدينا قبول بالآخر الذى ينتمى إلى ديانة أخرى، وهل يؤثر ذلك على قراراتنا فى المعاملات اليومية وقرارات التوظيف والترابط الاجتماعى والإنسانى؟

هل يقبل أحدنا من المدينة أن يزوج ابنته لرجل من الصعيد أو ذى بشرة سوداء من النوبة؟

هل يزوج الوزير ابنه إلى ابنة سباك أو عامل تراحيل؟

هل يصادق السلفى العلمانى؟ وهل نقبل العائد من دول الخليج بعد أن حقق مدخرات مالية دون أن نحقد عليه؟

هل نقبل رجال العهد الملكى؟ وهل رفعنا الاعتراض على فلول عهد الرئيس حسنى مبارك؟

وهل نرى فى كل إخوانى مشروع إرهابى؟ وهل يعتقد الإخوان أن كل مناصر للرئيس عبدالفتاح السيسى ليس عدواً للإسلام والجماعة والوطن؟

لدينا مشاكل فى العرق والطبقة والمنطقة والديانة والفكر السياسى!

لدينا مشاكل عميقة الجذور أصبحت تهدد أهم ما يميز الشخصية المصرية، وهى القدرة على التكيف والتجانس والتناغم.

أعظم ما كان يميز سكان مصر الذين حباهم الله بعبقرية الموقع الجغرافى وسريان نهر النيل العظيم فى أرضهم، هو القبول الكامل بكل آخر، مهما كان الآخر ينتمى لطبقة أو ديانة أو محافظة أو مهنة أخرى.

فهمنا أن الثورة على الواقع تعنى الثورة على كل شىء، فقمنا - للأسف الشديد - بالتخلص من أفضل سمات شخصيتنا القومية ولجأنا إلى أسوأ ما ينتمى إلى المجتمعات الأخرى.

ذهبنا إلى أسوأ ما عندهم، وفقدنا أجمل ما لدينا.

هذا أدى إلى حالة من الخلل النفسى فى تركيبة المجتمع المتماسك.

أصبحنا نشكك فى أى شىء وكل شىء.

هذا الشعور هو العدو الأكبر لمشروع «الأمل» وحالة «الثقة» المطلوبة لبناء أى مستقبل.

لا يمكن بناء أى مشروع نهضوى بالاقتصاد وحده دون وجود ثقة فى الله وفى الوطن وفى صانع القرار.

الجدل البيزنطى، والشعور بالعدمية، والدخول فى أطروحات عبثية هى الرصاصة القاتلة لأى محاولة إصلاح جادة فى البلاد.

إن لم نعرف كيف نحب أنفسنا بشكل صحى، لن نعرف كيف نحب بلادنا.

مجتمع الكراهية والصراع اللانهائى لا يمكن أن يصنع أى تقدم.

وأسكت عن الكلام المباح!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن مرضى هل نحن مرضى



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates