يقلم : أسامة الرنتيسي
ننتظر بفارغ الصبر أي توضيح من النائب محمد نوح القضاة مبررا غيابه عن جلسات المجلس بالرقم القياسي الذي كشف عنه “راصد” حيث غاب النائب 32 جلسة برلمانية من أصل 38. وهل ما حصل عليه من رواتب حلال ام حرام!.
المشككون في أرقام مركز راصد لمراقبة أداء مجلس النواب عليهم أن يقدموا الدلائل، ومن حق النائب القضاة أن يزيل عن نفسه هذا البلاغ عن الغياب غير المعقول.
إذا كان فعلا النائب القضاة يغيب كل هذه الجلسات فلِمَ أصلا ترشح للعمل النيابي، وعمل على أن يكون نائبا.
لقد شكل القضاة في حملته الانتخابية حالة لا تزال مدار حديث حتى الآن، فقد انتقل من محافظته إلى محافظة الزرقاء متحديا أن ينجح في أي مكان يترشّح فيه.
وحظي بحملة انتخابية واسعة ومثيرة أبرزها الشجرة التي استظل الرسول الكريم تحتها في السخنة.
كما جاء ترشيحه تحديا ومنافسة لجماعة الإخوان المسلمين في عقر منطقتهم الانتخابية التي أطلق عليها بعضهم “تارا بورا الجماعة”.
الوزير السابق والنائب الحالي القضاة، شاب له حضور وكاريزما في العمل الدعوي، حتى شُبّه في فترة معينة، بالداعية المصري، الأكثر حضورا عربيا وإسلاميا، عمرو خالد، لكن هناك فرق كبير بين ان تكون داعيةً ناجحًا، ورجلَ سياسةٍ مكان اختباره الفعل والموقف السياسي.
داعيةٌ من وزن الدكتور محمد نوح القضاة ــ يُصنّف في أوساط مستمعيه بالوسَطي المتسامح المستنير ــ لم يشكل أية حالة لافتة للنظر في العمل البرلماني، خطب مرة او مرتين في جلسات الثقة، مَنَح مرةً وحجَب أخرى، وغير ذلك فهو غير موجود في البرلمان ولا في اللجان.
آن الأوان لتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب في موضوع الغياب وفقًا للماده ١٢٢ فقره د. تنص “كل عضو يتغيب من دون عذر عن جلسات المجلس او اجتماعات اللجان ثلاث مرات متتالية او عشر مرات متفرقة خلال الدورة العادية يُحرم من المشاركة في الوفود الرسمية خلال تلك الدورة” .
ولا أعتقد أن الحرمان من السفر يشكل رادعًا للالتزام بالحضور، فبعض النواب يسافرون في وفود برلمانية اكثر مما يحضرون جلسات النواب.
من أقوال الشيخ محمد نوح القضاة “الاْردن لا يشكو قلة المال بل يشكو من أمانة الرجال”، ولا أعتقد ان الداعية القضاة يقبل ان يقبض راتب 3500 دينار شهريا من مجلس النواب وهو لا يحضر الجلسات وليس حاضرا في لجان المجلس.
الدايم الله…..
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الأول