علي العمودي
اليوم تحيي الإمارات يوماً من أعظم أيامها، يوم الشهيد بكل ما تحمله المناسبة الجليلة من معاني الوفاء والعهد والولاء. ما أعظمك يا وطن، وأبناؤك ممن تشرفوا بالانتماء لترابك الطاهر، يجعلون من هذا اليوم سانحة يتجدد معها الالتزام بالعهد والنهج والقسم بالمضي قدما تحت راية المجد وبيرق العز، للوفاء بالنهج الذي سار عليه هؤلاء الرجال الأبطال، وهم يقدمون أرواحهم فداء لإمارات الخير والعطاء، والنهج الذي قامت عليه في صون الإنسان على أرض هذا الوطن المعطاء، وأن تكون سنداً وعوناً للشقيق والصديق.
لقد جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد، لتؤكد كل المعاني الجليلة العظيمة للوفاء بهذه الكوكبة من الشهداء الذين ارتوت الأرض بدمائهم الزكية الطاهرة، وهم يذودون عن راية الإمارات وقيمها ومبادئها، منذ أن ارتقى شهيداً عند ربه أول شهيد إماراتي في مثل هذا اليوم قبل 44 عاماً وهو يتصدى مع ثلة من أقرانه للقوات الشاهنشاهية الإيرانية، وهي تحتل جزرنا الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وحتى شهدائنا الذين قضوا وهم يدافعون عن الحق والشرعية في موطن الُعرّب الأول ضد أذناب إيران ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية الشقيقة. في كل بقعة من إمارات المحبة والوفاء ستشهد فعاليات هذا اليوم الجليل بدلالاتها الرمزية من تنكيس للأعلام قبل أن تعاود رايات الدولة الارتفاع خفاقة عالية شامخة، وهي من الغايات التي ضحى لأجلها شهداؤنا الأبرار. والألسنة تلهج بالدعاء متضرعة للخالق عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقيين. وأن يحفظ إماراتنا من شر كل حاقد وحاسد، وهي تمضي بقوة وثبات نحو المزيد من المكتسبات والإنجازات، تحقق لكل من فيها العيش الكريم والرغيد والرفاهية في وطن ينعم بالأمن والاستقرار، ويمد يده بالمحبة والصداقة والاحترام وفي عون الجميع. وفي مثل هذا اليوم الجليل التحية لأهالي وذوي الشهداء، نقول لهم كل أبناء الإمارات أبناؤكم وإخوانكم، وجميعنا أسرة واحدة في بيت واحد متوحد. وفي مثل هذا اليوم الجليل والمناسبة العظيمة، عهد تجدد لشهدائنا الأبرار بأن دماءكم الطاهرة وتضحياتكم لم ولن تذهب هدراً، والنصر آت بعون الله، وستظل راية الإمارات خفاقة في ذرى الأمجاد.