علي العمودي
ونحن نعيش فعاليات أسبوع الابتكار، ندعو الكثير من الدوائر والجهات الحكومية، وبالذات ذات التماس المباشر بمصالح الجمهور، إلى استلهام قبسات من روح الأسبوع، وبالذات تلك الهادفة لصهر مبادرات وسباق الجميع لابتكار حلول تجعل من الخدمات المقدمة ذات مستوى رفيع من الراحة والإنتاجية، يسعد بها المراجع لهذه الجهة أو تلك.
وقد مرت أمامي ثلاثة مشاهد ولقطات لما يمكن أن يقود إليه الابتكار في بيئة الأعمال والدوائر الخدمية، كان الأول في ساعة متأخرة من الليل، عندما توجهت إلى قسم ترخيص المركبات بمديرية المرور والترخيص في أبوظبي، وأنجزت ترخيص مركبتي في أقل من نصف ساعة، شملت الفحص الفني، وتسلم بطاقة الملكية الجديدة من الجهاز الآلي من دون التعامل مع أي عنصر بشري. ومن تعامل مع هذا المرفق لأكثر من أربعة عقود يعرف ويدرك حجم النقلة الهائلة التي يشهدها في نطاق ما تشهده دوائر وأقسام وإدارات وزارة الداخلية كافة، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، بمتابعة دؤوبة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مترجماً توجيهات القيادة، ليس فقط لخدمة الناس والمراجعين، وإنما إسعادهم. هكذا بلغ التطور والابتكار هناك، لأن الهدف واضح.
أما المشهد الثاني، فأثاره مقطع مصور متداول من الصين عن مواقف تحت الأرض للسيارات، يوقف صاحب السيارة مركبته أمام الموقف لتتولى الأجهزة صفها وإعادتها بعد ذلك لدى عودته من مشواره، حل مبتكر كم نحن بحاجة ماسة له في العاصمة بالذات وأزمة المواقف تحولت لصداع مزمن، بينما تبتكر الدائرة وسائل متطورة لسداد المخالفات بدلاً من التركيز على الحلول الأكثر تطوراً المطلوبة للتخفيف من معاناة أصحاب المركبات بسبب محدودية المساحات الخاصة بالمواقف، وبالذات في المناطق التجارية المتداخلة مع السكنية، وعند مناطق الأسواق في قلب المدينة. ويتم التعامل مع الحالة بحسب تقدير مفتش «مواقف» للوضع!!.
المشهد الثالث من معاناة المتصلين بالكثير من بدالات الجهات والهيئات العامة، ممن يتركونهم يشنفون آذانهم بموسيقى مملة وعبارة «مكالمتك تهمنا» الممجوجة، حتى يفقد المتصل أي اهتمام بمتابعة المكالمة، وقد كانت تجربتي مع بدالة مركز «إمبريال كوليدج» على مدى يومين لمعرفة من طلبني من هناك، فما بالك بالمرضى ممن يتصلون للاستفسار عن نتائج الفحوص والتحاليل التي أجريت لهم؟!!.