علي العمودي
احتضنت المملكة العربية السعودية الشقيقة بنجاح أعمال قمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الـ36 بالعاصمة الرياض. قمة بحثت ملفات مهمة للغاية، في مقدمتها، الأوضاع المضطربة في دول مجاورة، كاليمن وسوريا والعراق وغيرها، ناهيك عن تضافر الجهود والتعاون للتصدي للخطر الوجودي على الحضارة الإنسانية الذي يحمله الإرهاب والتطرف.
وكان على طاولة القمة كل ما فيه الخير والنماء لشعوبنا الخليجية ضمن هذا البيت الخليجي، الذي يستهدف بشدة من أعدائه لكونه المكان الآمن المستقر اليوم وسط الفوضى والدمار والخراب وبحور الدماء في بلدان وأماكن بالمنطقة عدة.
نجاح القمة تحقق بفضل من الله، وحكمة قادة دول المجلس، وحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سلمان الحزم الذي أكد في كلمته أمام القمة موقف دولنا الخليجية من آفة العصر التطرف والإرهاب الذي يرفضه ويمقته ديننا الإسلامي الحنيف، لأنه دين الوسطية والاعتدال.
وعلى الرغم من هذا الموقف الواضح والتصدي السعودي الحازم للإرهاب والتطرف الذي عانته المملكة وذهب ضحيته عدد من أبنائها الأبرياء والمقيمين على ترابها الطاهر، كانت السعودية ومعها دول الخليج العربية هدفاً لهجوم مبتذل من جانب العديد من وسائل الإعلام الأميركية والغربية على حد سواء، وارتفعت وتيرته في أعقاب الهجوم الإرهابي مؤخراً في سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، والذي ذهب ضحيته 14 بريئاً، لمجرد أن أحد منفذيه، وهي تشافين مالك زوجة وشريكة رضوان فاروق في الهجوم أقامت بعض الوقت بالسعودية.
وعلى الرغم من الإدانة السعودية والخليجية للهجوم الإرهابي، إلا أن الهجوم الإعلامي على المملكة وشقيقاتها تجاوز كل حدود، وكشف عن حقد دفين لهذه الآلة الإعلامية الأميركية، ومعاييرها المزدوجة في التعامل مع قضايانا، ففي الوقت الذي تصم فيه الآذان، وتغض الطرف عن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، وكذلك أصوات التطرف التي تحض على الكراهية والعنصرية المقيتة، كصوت المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، تتجاهل حقيقة أن السعودية والعديد من شقيقاتها دول الخليج العربية عانت الإرهاب، ولكنها عملت بقوة للتصدي لهذه الآفة واجتثاث سرطان الإرهاب أمنياً وعسكرياً وفكرياً، وتجفيف منابعه، كما سنتصدى إعلامياً لهذه الأبواق الضالة المأجورة المنطلقة من أجندات خبيثة في استهدافها للمملكة وشقيقاتها، وسيظل خليجنا الأغر بتضامننا ووحدة مواقفنا.