دعوة رسمية

"دعوة رسمية"

"دعوة رسمية"

 صوت الإمارات -

دعوة رسمية

بقلم - علي العمودي

غالباً ما كنت أستغرب وجود عبارة صغيرة تذيل بطاقات الدعوة لحضور احتفالات ومناسبات رسمية، وتقول «الحضور بالزي الوطني أو الملابس الرسمية» سواء تلك التي تقيمها وزارات أو دوائر أو مؤسسات حكومية وعامة أو حتى السفارات المعتمدة لدى الدولة، قبل أن أدرك معانيها ودلالاتها، بأنها تذكير المدعوين بمسؤولياتهم في حسن تمثيل الجهات التي يمثلونها، ليس فقط بالمظهر وإنما المسلك وحسن التصرف. 

استعدت ذلك بينما كنت أتابع الجدل والنقاش الذي ثار حول حفل أقامته مؤخراً إحدى الجهات العامة في دبي بسبب التصرفات التي شابته وبعض الضيوف ممن لا علاقة لهم بطبيعة عمل تلك الجهة من قريب أو بعيد. 

هذا الجدل والنقاش -الذي أعتبره صحياً- طالما كان في حدود وإطار أدب الحوار عبر عن تبلور وعي يجسد غيرة على صورة مؤسساتنا الرسمية، وتقديمها بالصورة اللائقة بها وبالجهود التي تقوم بها لخدمة المجتمع على أكمل وجه. وحمل غيرة كذلك على المال العام الذي يصرف على شركات خاصة لتنظيم الحفلات لا تفرق بين تنظيم مناسبة لجهة رسمية، وأخرى لحفل فني أو فعالية مجتمعية أو عرس. بل حمل السباق المحموم بين هذه الشركات ظاهرة جديدة تتعلق ببيع وتداول قوائم كبار الشخصيات والأعيان والنجوم ومتابعة دعواتهم، وشملت مؤخراً من باتوا يعرفون بالمؤثرين أو «نجوم السوشيال ميديا»، والكثير منهم مجرد فقاعة صنعتها دعاية مشوهة ووهم سماسرة «متابعين» في التجارة التي انفضحت حول بيع وشراء المتابعين. 

ما جرى يضع أقسام الاتصال والعلاقات العامة والمراسم في المؤسسات الرسمية وحتى الخاصة أمام مسؤولياتهم في حسن الاختيار، وإعداد برامج احتفالات مؤسساتهم من الألف إلى الياء، بما في ذلك ترتيب أماكن جلوس الضيوف، خاصة أن الكثير من تلك الفعاليات تشهد حضور بعض الرموز الوطنية وكبار المسؤولين، مما يسبب في بعض المواقف حرجاً للمنظمين بسبب تصرفات فئة من الحاضرين. 

شركات «مقاولات الفعاليات» أو «الايفنتس» انتشرت كالفطر، مستفيدة من الكم الهائل من المناسبات والفعاليات التي تشهدها البلاد على مدار العام، وهو ما يواكب الزخم الذي تشهده الساحة المحلية على الصعد كافة الاقتصادية والرياضية والسياحية، ناهيك عن المعارض والمؤتمرات المتخصصة، وفي غمرة حماسها للتنظيم تختلط عليها الأمور، ولا يحول دون أي سقطة لها سوى يقظة مسؤول حريص يذكرها بالفرق بين تنظيم حفل غنائي واحتفالية رسمية.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعوة رسمية دعوة رسمية



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 17:08 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

"هيونداي i30 " تتحدى مع مقاعد كبيرة وسرعة فائقة

GMT 00:39 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحقق في 3 أشهر فائضاً أولياً بـ 100 مليون جنيه

GMT 10:56 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب فهمي يؤكّد أن "سيرة الحب" تتحدث عن حياة بليغ حمدي

GMT 12:07 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حاتم يقترب مِن إنهاء مَشاهده في فيلم "قصة حب"

GMT 19:02 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

للمرة الأولى فُرص عمل على "الشباب والرياضة" الجمعة المقبلة

GMT 00:15 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

“النغم الشارد”

GMT 15:52 2013 الإثنين ,12 آب / أغسطس

صدور "فضيلة رائعة في مجموعة قصصية"

GMT 20:09 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

مصرُ تحصدُ جائزتيّن من اتحادِ إذاعاتِ الدولِ العربيّة

GMT 04:42 2018 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

تصميمات حمامات سباحة تناسب المساحات الصغيرة

GMT 12:55 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

مطعم سيروكو من أجمل المطاعم في الهواء الطلق

GMT 18:10 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ورش تعليمية مكسيكية تجذب الأطفال في معرض الشارقة للكتاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates