الأمطار والطوارئ

الأمطار.. والطوارئ

الأمطار.. والطوارئ

 صوت الإمارات -

الأمطار والطوارئ

بقلم - علي العمودي

بالقدر الذي يسعد فيه الجميع بهطول الأمطار، لما تمثله من رحمة وخير عميم، وبالذات على المزارعين، والبلاد عامة، ولما تسهم فيه من زيادة الموارد المائية والجوفية منها تحديداً، أقول بذات القدر هناك جهات أخرى تعيش حالة طوارئ على مدار الساعة للتعامل مع ما ينجم عن هذه الأمطار بحكم مسؤولياتها في التعامل معها، وهناك آخرون ممن يعتريهم القلق من تجمع المزن وتساقط الغيث، وهم الذين لم يقوموا بعملهم كما يجب لتجيء المياه الغزيرة لتغسل، وتكشف ما أرادوا إخفاءه من تقصير في تنفيذ أعمالهم على أكمل وجه، وفي مقدمة هؤلاء، بعض النوعية من المقاولين الذين لا يوفون بعهودهم، فترى أعمالهم تتكشف أمام الجميع، سواء أولئك الذين ينفذون شبكات التصريف، أو الطرق أو الدور السكنية. ما قاموا به من أعمال غير مطابقة لما تعهدوا به ينكشف أمام أول اختبار في مثل هذه الظروف والأحوال.

خلال الأيام القليلة الماضية، كانت معظم مناطق البلاد واقعة تحت تأثير تغييرات في الطقس، وشهدت هطول أمطار غزيرة ومتوسطة، وقد تعاملت مع تداعياتها الدوائر المختصة بكل كفاءة واقتدار، لا سيما البلديات ودوريات المرور بحكم الخبرات المتراكمة، وكذلك تطور الاستجابة للطوارئ وتدريبات حسن الاستعداد لها. 

واقعة سقوط أجزاء من بناية سكنية قديمة في سوق رأس الخيمة وطريقة الإخلاء وإيواء سكانها، تكشف القدرات الاحترافية لرجال الدفاع المدني وشركائهم في الطوارئ والأزمات، بما في ذلك البلديات وحتى الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وفي مقدمتها «الهلال الأحمر» الإماراتي. 

ومن الدروس المستفادة من الواقعة، ضرورة مراجعة أحوال البنايات إجمالاً والقديمة منها خاصة؛ لأننا نشهد الكثير منها، وبسبب تدني إيجاراتها تستقبل ما يفوق طاقتها الإيوائية، وتشهد تمديدات صحية وكهربائية تزيد من القدرة المحددة لها في المخططات. لقد كان من لطف الله وسرعة تحرك الأجهزة المختصة أن مرت الواقعة بسلام، ومن دون تسجيل أي إصابات، ولكنها كانت بمثابة جرس إنذار لتعزيز الاستعدادات والإجراءات الوقائية، وهي من دروس الطوارئ والأزمات المستفادة، وتؤكد نجاعة الخطط بعيدة المدى، والرؤى التي اعتمدتها الجهات المعنية لمثل هذه الأحوال والظروف. 

التحية والتقدير لكل الجنود المجهولين الذين كانوا في قلب كل تلك الظروف من أجل مساعدتنا على أن يمضي كل شيء في حياتنا اليومية بيسر وانسيابية، ولسلامتنا وسلامة فلذات أكبادنا، وحفظ الله الجميع.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمطار والطوارئ الأمطار والطوارئ



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية

GMT 19:39 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

٣ خلطات للوجه من الخميرة لبشرة خالية من العيوب

GMT 15:58 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

لوتي موس تتألق في بذلة مثيرة سوداء اللون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates