بقلم : علي العمودي
تبذل السلطات المختصة في منافذ الدولة جهداً مميزاً لجعل تجربة السفر عملية مريحة، تتسم بسرعة الإنجاز والكفاءة العالية، وبمرونة للعاملين فيها، يشهد بها الجميع ومحط تقدير كل المتعاملين. تجدهم يستقبلون ويودعون القادمين والمغادرين بابتسامة بشوش، وتمنيات طيبة بسلامة الوصول والإقامة السعيدة، رغم ضغط العمل الهائل جراء الأعداد المتزايدة من المسافرين في مطار عالمي مهم مثل مطار أبوظبي الدولي الذي فرض نفسه بقوة على خريطة صناعة السفر والسياحة.
تجد هؤلاء الشباب «المرحبانيين» في المنافذ أكثر تأثراً وتعاطفاً مع المسافر الذي قد تتعطل معاملته لبعض الوقت في المنفذ جراء موضوع «تشابه الأسماء» الذي كنت أعتقد أنه قد انقرض بعد النقلة النوعية الكبيرة التي أدخلها لحياتنا نظام «الهوية» والاستثمار الكبير في الأنظمة الذكية، و«السفر الذكي» والبوابات الذكية في المنافذ.
أحدثت هذه التقنيات المتطورة فارقاً ملحوظاً وملموساً في سرعة الإنجاز عبر منافذ السفر، كما أنها عززت من اليقظة العالية التي يتمتع بها الشباب العاملون فيها لوقف المطلوبين والمشبوهين. إلا أن أخطاء تشابه الأسماء بحاجة لمعالجة جذرية بترقية قاعدة البيانات الخاصة بأنظمة وبرامج «السفر الذكي» للحد من مثل هذه الأخطاء، والذي يلاحظه المرء العدد غير العادي من المسافرين الذين يتحولون نحو منصات إنهاء معاملة السفر يدوياً بعد تعثر مرورهم عبر «البوابات الذكية» بسبب ذلك التشابه الذي لا ذنب لهم فيه، ناهيك عن لحظات القلق التي يعيشها ضحية الخطأ، بينما المطلوب الحقيقي حر طليق، خاصة عندما تضطر الظروف الشخص الخطأ لإلغاء ترتيبات سفره بسبب هذا الخطأ غير المقصود، والذي يمتد في أحايين أخرى لجوانب غير السفر كأن يصعب عليه النفاذ لبعض الخدمات التي يحتاج إليها لوجود شخص يحمل الاسم ذاته، ولم يفِ بالتزاماته.
إن تكرار ظهور مثل هذه الحالات يتطلب التوسع في توفير المعلومات بعدم الاكتفاء بالاسم وإنما اسم الوالدين، ومكان وتاريخ الميلاد إلى جانب البصمة، وهي جوانب شاملة، تكفل بها نظام السجل السكاني والهوية عندنا، بل وأصبحت اليوم هناك بصمة الوجه، لتعزيز سياج الحفاظ على ما ننعم به من أمن وأمان، بفضل من الله وللجهود الكبيرة التي تقوم بها أجهزتنا الأمنية، لتظل هذه الواحة التي نعيش فيها آمنة رغدة. فالتحية والتقدير لهؤلاء الرجال الساهرين على راحتنا في كل منافذ الدولة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد