بقلم : علي العمودي
تسطع في الذاكرة مشاهد ذلك الحفل القشيب بدار الأوبرا في دبي الأربعاء الفائت، وفارس المبادرات والتميز والطموح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتوج الفائزين في الدورة الثانية من مسابقة «تحدي القراءة» التي أطلقها سموه، لتقدح زناد الإبداع والطاقات المختزنة لهذه الأمة، والمتمثلة في شبابها الذين يحملون أمل العرب لاستعادة أمجادها التي خبت بعد أن سيطر الجهل والانغلاق بعدما هُجرت القراءة والحرص على العلم، فجاءت المبادرة من قائد فارس طموح، أكدت معه بأن «أمة اقرأ تقرأ»، فقط هي بانتظار الفرصة، والدليل هذه المشاركة الواسعة في المسابقة والتي تجاوزت في دورتها الثانية أكثر من 7.4 مليون طالب وطالبة من 15 دولة، وتستعد لاستقبال 10ملايين مشارك في دورتها المقبلة، بعد أن أمر راعيها بتوسيع دائرة المشاركة باتجاه كل العرب في بلدان المهجر.
في ذلك الحفل البهيج تحولت القاعة إلى غابة من أعلام الدول العربية الشقيقة والصديقة التي تحتضن جاليات عربية، في مشهد يلخص رسالة الإمارات وقيادتها وحرصها على جمع الكلمة ورص الصفوف وتوحيد الطاقات والجهود للارتقاء بالأمة، لكن ما يجمعها ويوحدها أكثر بكثير للسير معاً نحو المستقبل الجديرة به في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء القادرين على وضع بصماتهم بأحرف من نور وضياء على صفحات التاريخ؛ لتستعيد أمة «اقرأ» مجدها و«استئناف» حضارتها.
ورغم أجواء الفرح العارم الذي غمر قاعة الاحتفال في ذلك اليوم البهيج، إلا أن كل من فيها لم يتمكن من مغالبة دموعه أمام مشهد، لخص قيم الوفاء على أرض الإمارات وفارس الوفاء يكرم والدي شهيدة القراءة الطالبة الجزائرية فاطمة غولام التي توفيت في حادث سير؛ بينما كانت في طريقها من بلدتها في ولاية أدرار على بعد1800 كيلومتر من العاصمة الجزائر؛ لتشارك في التصفيات النهائية للمسابقة. وقد خلد سموه ذكراها بتجهيز عشر مكتبات، تحمل اسم الفقيدة التي رحلت عن 17 ربيعاً، وجهز المدرسة التي كانت ترتادها بمكتبة، تضم 4000 عنوان.
أصداء التحدي الجميل من أرض مبادرات الخير، تضيء قناديل الفرح والأمل في شباب أمتنا؛ للفكاك من واقع مر ومؤلم نحو آفاق الإبداع والإنجاز، فشكراً لأبي راشد محرك الهمم، وناثر الفرح؛ لإسعاد الإنسان أينما كان.