جاسوس في جيبي

جاسوس في جيبي

جاسوس في جيبي

 صوت الإمارات -

جاسوس في جيبي

بقلم : علي العمودي

حدثني صديق مستغرباً كيف علمت إحدى الجهات الخدمية بوجوده في أحد مرافقها، فقط لمجرد أنه فتح «النت» عبر هاتفه الذكي لبضع دقائق أثناء مروره هناك لإنجاز معاملة تخصه. الرجل - وهو كحالتي- من غير المتبحرين في التقنيات الجديدة وتطبيقاتها اعتبر الجهاز «جاسوساً في جيبه». قلت له ممازحاً «دعه يتجسس طالما أنك على مسار صحيح». ولكنه تمسك بموقفه من هذه التقنيات وبرره بقلقه من أم العيال!!.

وبعيداً عما اعتبره الرجل أمراً غريباً، تبرز المسألة للواجهة مع تزايد قضايا انتهاك الخصوصية وتسريب البيانات، وبالذات بعد فضيحة «فيسبوك» و«كامبريدج انالتيكا» وخسران أشهر موقع للتواصل الاجتماعي ما قيمته 37 مليار دولار من أسهمه، وكذلك استدعاء الكونجرس الأميركي لمؤسس الموقع مارك زوكربرغ للاستماع لشهادته التي جاءت لتضفي المزيد من الشكوك على حقيقة ودور هذه المواقع، والتي لم تبددها الاعتذارات الباهتة له، وزاد الموقف حدة بحذف «ستيف وزنياك» مؤسس شركة «آبل» حسابه على «فيسبوك» بعد فضيحة تسريب بيانات 87 مليون حساب عليه.

برغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها بعض الجهات المختصة في الدولة، وفي مقدمتها جهاز استخبارات الإشارة والمعروف سابقاً بالهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، وكذلك هيئة تنظيم الاتصالات لتوعية الجمهور بقضايا الحفاظ على الخصوصية والبيانات الخاصة، إلا أن الكثير من الناس لا يولي هذا الجانب الاهتمام والأهمية التي يستحقها، ليصاب بالهلع لمجرد وردود رسالة على هاتفه أو بريده الإلكتروني حول وجوده في أحد الأمكنة العامة مثل حالة الصديق الذي أشرت إليه.

قبل ما يزيد على عقدين من الزمن، كان يقال لمن لا يحسن التعامل مع الكمبيوتر إنه «أمي» عصره، واليوم تتحول هذه الصفة للذي لا يجيد استخدام الهواتف والتطبيقات الذكية بصورة آمنة ينجز بها معاملته بسرعة ودقة، وفي الوقت ذاته يحمي بياناته من محاولات الوصول إليها من خلال قراصنة العصر ولصوص المعلوماتية أو حتى مواقع التواصل، وغيرها من المواقع غير الآمنة.

اليوم مع اجتياح هذه الأجهزة حياتنا والتوسع الهائل للجهات والدوائر الحكومية في تحويل خدماتها للتطبيقات الذكية للتسريع فيها وتقديمها بجودة وكفاءة عاليتين، فإن الجهات المختصة التي ذكرتها مدعوة لتكثيف برامجها التوعوية والتثقيفية بالوتائر ذاتها التي تعمل بها لتأمين المواقع والحسابات، وتحصينها من مخاطر الاختراق. وكأفراد نحن مطالبون بحماية أنفسنا من تلك المخاطر الجدية.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاسوس في جيبي جاسوس في جيبي



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates