اختبار الحرية الصعب
آخر تحديث 11:26:19 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 23 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

اختبار الحرية الصعب!

اختبار الحرية الصعب!

 صوت الإمارات -

اختبار الحرية الصعب

بقلم : عائشة سلطان

عند الحديث عن الإعلام تَحْضُر الحرية حتماً، فإذا كان ذلك، وجب على الإعلاميين أخذ الحيطة والحذر، ووجب على الجمهور المتلقي الانتباه جيداً.

فلقد مضى زمن طويل وعالمنا العربي كله من أقصاه إلى أقصاه يحلم بالحرية، دون أن يُنْتِج أفعالاً أو ضوابط راسخة تسهم في إقرار الحريات كواقع مستمر يفرض هيبته، لا كحالة مؤقتة ليست أكثر من ردة فعل طارئة، ذلك أن الحرية واقع يتراكم في حياة المجتمعات بالتجربة وليس بالأوامر والأمنيات!

الحرية ليست صيغة جاهزة، وهي ليست أوامر عليا على طريقة «كن فيكون»، الحرية جميلة كأغنية وقاسية كمقصلة أيضاً، إنها تعتمد على طريقة وعينا بها وكيفية فهمها ودرجة تحضرنا، وعلى بيئة وبنية القوانين التي تتحرك فيها وبالتوازي معها، الحرية ليست مطلقة كحيوان مفترس، ليس هناك شيء مطلق بلا ضوابط في هذا العالم حتى الحرية، كل مطلق يقود للطغيان، وهذا يؤدي إلى الفوضى حتماً!

الحرية درس مبدئي وأساسي في احترام الحقوق وفي حفظ المصالح، وهذا يعني أن هناك حدوداً دائماً، حدوداً لا يصح تجاوزها، ولقد جرّبنا خلال السنوات الأخيرة كيف أن الخلط بين مفهوم الحرية وممارسة الفوضى على مواقع التواصل مثلاً قد أفرز أشكالاً لا تحصى من التجاوزات.

وأفرز خدوشاً على مستوى العلاقات والممارسات، دون أن يؤسس لتجربة ناضجة يمكن أن يُعوَّل عليها في مسيرة التنمية الإنسانية.

لنتذكر أن أول محاكمة حصلت في سجل ممارسة حرية الرأي والصحافة في الولايات المتحدة كانت قد حدثت عام 1735م، يومها عُدّ انتقاد صحفي لحاكم إحدى الولايات تطاولاً أحيل بسببه الصحفي إلى المحاكمة، وتحوّلت هذه إلى تظاهرة حقيقية أدرجت فيما بعد ضمن الوثائق التاريخية الوطنية الأميركية لمسيرة حرية الصحافة، لأن المحاكمة اتخذت مسارات واعية، وتم تصعيدها والبناء عليها لتقف الصحافة الأميركية اليوم كواحدة من أقوى وأعتى مؤسسات الإعلام في العالم!

لقد مرّ وقت خلال فوضى ما يسمى بالربيع العربي التي خُيِّل فيها للبعض أن الحرية تعني بأنهم أحرار في أن يفعلوا أي شيء، أن يحرقوا أوطانهم باسم الحرية، وأن يفجّروا المساجد والكنائس باسم الحرية، أن يشيّعوا الفوضى في الشوارع والجامعات، أن يدبّروا المؤامرات ويتهموا الآخرين في دينهم ووطنيتهم، لأن الوسائط الحديثة التي أنتجتها ثورة الاتصال والتكنولوجيا هيّأت لهم أنهم صاروا أحراراً بين يوم وليلة، لذلك سقطوا في أول اختباراتها، فكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده!

الحرية تربية وتنشئة وتدريب وممارسة، وليست في أن أشتم وأتطاول وأُخَوّن وأقصي وأكفِّر من أريد. إن الحرية إنجاز صعب، ومكلِّف جداً، والذين حققوه ونحسدهم عليه، استغرقهم الأمر قروناً وأجيالاً وحروباً وخسائر بلا حصر، حتى عرفوا الفرق بين ذهنية النقد الواعي وذهنية التحريم والفوضى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختبار الحرية الصعب اختبار الحرية الصعب



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 14:18 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

خميسيات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 17:20 2020 السبت ,01 شباط / فبراير

إيمي سالم تكشف عن خطوطها الحمراء في "نفسنة"

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

شيفروليه تطلق الجيل الجديد من سلفرادو 2019

GMT 02:28 2016 الأحد ,17 إبريل / نيسان

Prada تقدم حقائب PIONNIERE AND CAHIER

GMT 12:03 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

صدور كتاب الإدارة المالية للمنظمات غير الربحية

GMT 11:30 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تيريزا ماي تحاول الضغط على بن سلمان بسبب اليمن

GMT 00:12 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

تصميمات لأحذية مختلفة في مجموعة "صولو" الجديدة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 15:50 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

"واتس آب" توقف خدمتها على الهواتف الذكية خلال الأسبوع المقبل

GMT 15:03 2015 الأربعاء ,24 حزيران / يونيو

ارتفاع حصيلة ضحايا موجة الحر في باكستان إلى 748

GMT 16:14 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

الطقس في مملكة البحرين بارد نسبيًا الأثنين

GMT 18:15 2017 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

هيفاء وهبي تخطف الأضواء في حفل ملك جمال لبنان

GMT 07:33 2018 الأربعاء ,12 أيلول / سبتمبر

عاصفة استوائية تضرب أجزاء من ساحل خليج المكسيك

GMT 22:11 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

"جرعة رعب" لأحمد ناصر في معرض الكتاب

GMT 03:49 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

قصر الفترات الزمنية بين الحملين قد تصيب الطفل بالتوحد

GMT 21:29 2013 السبت ,18 أيار / مايو

"بعد بيرلو" كتاب جديد عن سيرة جيجي بوفون
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates