بقلم - عائشة سلطان
في بعض بلداننا العربية وربما في معظمها، يقول كتّاب الصحف، ومقدمو البرامج التلفزيونية، وبعض تصريحات المسؤولين هناك، كلاماً لا يطابقه ولا يمت له بصلة ذلك الذي يحدث على أرض الواقع، لماذا؟ لا ندري، فحين يتحدثون عن الكرامة كثيراً فهذا معناه أن الناس يفتقدون أبسط حقوقهم، وحين يقدمون نماذج للشباب الناجح صاحب المشاريع التي تشق طريقها نحو المستقبل رغم الصعوبات فثق أن هذا ليس أكثر من حملة انتخابية لأحد رموز السلطة، وهؤلاء الشباب ليسوا أكثر من أدوات للعبة البهرجة واكتساب الشرعية الجماهيرية!
لماذا لا تتطابق الأقوال مع الواقع؟ ببساطة لأن هناك جشعاً وفساداً وسوء إدارة لكل ما له علاقة بموارد الثروة في تلك البلاد، المال باعتباره الثروة المادية الأهم، البشر باعتبارهم معادلة التنمية الأولى، والوقت بطبيعة الحال، معادلة الحضارة هذه (الموارد + الإنسان + الوقت) لم يتم معالجتها ولا حلها بالشكل السليم في العديد من أقطارنا العربية والإسلامية مع الأسف، ولذلك فنحن لا نزال نراوح في مكاننا تحت مسميات دول نامية، متخلفة، دول العالم الثالث.. وهكذا!
الأخذ بيد الشباب ورفع سقف تطلعاتهم وأحلامهم، أحد اتجاهات ومؤشرات تطور أي بلاد تسعى لتكون متقدمة بالفعل، وهذا ما نعايشه كل يوم وربما كل لحظة في مجتمع الإمارات، حيث يعلن كل يوم عن الاهتمام بالشباب والاستثمار في تعليمهم ورفع سقف أحلامهم ودفعهم إلى الابتكار والإبداع، بينما في مجتمعات أخرى لا يحدث ذلك أبداً، إن ما يحدث هو هذا الكلام الكثير عن الشباب والأحلام، بينما بمجرد أن يلوح شاب يحمل في قلبه حلماً أخضر كبيراً يسعى بقوة وعنفوان وإصرار لتحقيقه، يجد كثيرين يتضافرون لعرقلته والانقضاض عليه وكسر ذلك الحلم! لماذا؟ لأن منظومة الفساد والجشع لا يمكنها احتمال ذلك النور الذي يلوح في وجوه وعقول أولئك الشباب!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة البيان