بقلم -عائشة سلطان
مجدداً تعود قضية استغلال الدين والأسماء الفنية في قضايا الدين للواجهة، يعود عمرو خالد ليشعل الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي بإعلانه الضمني المدفوع سلفاً عن أحد أنواع الدجاج!! نعم الدجاج الصحي الذي إذا أكلته أيها الصائم فإنك سترتقي بروحك وتبني جسدك بشكل سليم ومتوازن يؤهلك لدخول الجنة! أي نعم الجنة!
ومثل هذا «الداعية» كثيرون على شاشاتنا العربية، آخر ما تفتق عنه ذهن أساطين الفن والإعلام وتوظيف المشاهير فهو إيكال أمر الدين للمطربة أو الراقصة المصرية «سما المصري»، التي سبق لها أن تعرضت لحملة نقد وسخرية لاذعة جداً عندما ترشحت لعضوية مجلس الشعب المصري، فكيف يرفض الجمهور ويستنكر ترشحها للبرلمان لأنها راقصة ومطربة مبتذلة، فنأتي لنفرضها عليه على أنها من أهل العلم والذكر، بمجرد ارتدائها ثياباً مضحكة على أنها ثياب إسلامية لزوم البرنامج الديني، ماذا يظنون بنا؟ أغبياء أو درجة الحضيض؟!
لقد انتهى زمن أسماء معروفة لطالما تسيدت مشهدنا التلفزيوني خلال رمضانات سابقة، بثت ما بثته فينا، وأوصلت ما أوصلته بالكثير من الشباب العربي لما لا يحمد عقباه، ثم كان الكشف والانكشاف وتساقطت الأقنعة، لكن وكالات الإعلان لها ألف ذراع وألف طريقة للدخول إلى بيوتنا والوصول إلى أمرين: جيوبنا وعقولنا، وبالذات عقول الشباب للأسف!
يبدو رمضان وكأنه موسم الواجهات والوجاهات والمواجهات، ويقف الإعلام الحديث في ساحة التحدي ويذهب الجميع إلى «تويتر» و«الفيسبوك» للجدل وتتحول «السوشيال ميديا» إلى ساحات مصارعة رومانية! لعل آخرها إعلان عمرو خالد في برنامجه الحالي عن دجاج (...) الصحي المبارك الذي سيرتقي بروحك وجسدك لنيل جنة الله ورضوانه!! تخيلوا التلاعب بالدين واستغلاله!
كفى استغلالاً للدين، فالأمر أصبح فجاً بما لا يطاق، ومفضوحاً بشكل يدفع للخجل والاشمئزاز، إن مناداة عمرو خالد للبنات والشباب تحديداً وهو يتحدث عن الأكل الصحي الذي يعلن عنه دليل على أنه لا يزال يراهن على غيبة وعي هؤلاء واستلابهم أمام أساليبه الممجوجة والمفضوحة جداً.. «فيا مولانا افتح شركة إعلانات وارتاح وابعد عن الدين».
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان