بقلم : عائشة سلطان
السؤال حول صناعة النشر في دولة الإمارات لا ينكر الواقع ولا يصفه، لا يؤكده بالمطلق ولا ينفيه، لأن هناك حركة نشر وهناك دور نشر وجمعية ناشرين تقوم بجهود كبيرة لتشق طريقها بين تجمعات وروابط ونقابات صناعة النشر المهنية والمحترفة في العالم العربي على وجه الخصوص.
ومما لا ينكره أحد أنه وخلال السنوات العشر الأخيرة أنتجت هذه الدور ومؤسسات الثقافة إجمالاً عدداً لا بأس به من الكتب وأضاءت على أسماء مختلفة من الكتاب الإماراتيين الشباب، الذين يجدون اليوم فرصاً أكثر تنوعاً وغنى لإخراج إبداعاتهم وكتبهم بسهولة وتشجيع قلما يحظى بهما كتّاب ناشئون في مجتمعات أخرى.
لذلك فإن السؤال لا ينكر واقعاً قائماً، لأن الواقع يعبر عن نفسه بهذه العلامات أو الظواهر التي أشرنا إليها، ويبقى السؤال قائماً ليساعد في تفكيك الواقع والإضاءة على تفاصيله كلها، الإيجابي منها والسلبي، المشجعات والمعوقات، التحديات جنباً إلى جنب مع المبادرات الداعمة والمحرضة على التغيير نحو واقع أفضل وأكثر قدرة على توطيد دعائم صناعة نشر قوية ومرضية ومساهمة فعلياً في حركة النمو والتنمية والتغيير في مجتمع يطمح دائماً إلى تطوير كل القطاعات والمجالات التي تهم حركته ومصالح أفراده وتضعه في دائرة التميز والقوة.
لذلك كان منتدى أبوظبي للنشر، الذي تنظمه دائرة السياحة والثقافة، مبادرة تستحق التوقف والتقدير لما يمكن أن ينتج عنه من تسليط الضوء على كل ما من شأنه أن يسهم في تذليل عراقيل الطريق الذي يمضي فيه الناشرون الإماراتيون وعملية النشر بشكل عام للوصول إلى صناعة نشر حقيقية تقود إلى وجود منتج ثقافي قيّم ورصين وذي مواصفات تنافسية «على صعيد الكتب والكتاب».
أظن أن المنتدى في يومه الأول استطاع أن يناقش هموم وتطلعات أصحاب المهنة والمعنيين بأمر النشر والعوائق التي تعترض طريقهم، والآليات التي يمكنها أن تطور وتدعم صناعة النشر، دون أن ينسى القائمون على المنتدى أن هناك تجارب رائدة بالفعل في واقع الإمارات وأنها تستحق أن يشار إليها بتقدير وإيجابية، ما جعل معظم النقاشات والإشارات تشكل طريقاً جيداً للخلاص من الكرنفالية والشكوى غير المجدية، ثم تكريس صناعة نشر حقيقية.
نقلا عن البيان