جمع المذكر السالم والمذكر السالب

جمع المذكر السالم والمذكر السالب

جمع المذكر السالم والمذكر السالب

 صوت الإمارات -

جمع المذكر السالم والمذكر السالب

ناصر الظاهري

كنا نقول قديماً: «ريّال يساوي 16 آنه» أي أنه رجل جدير، وتليق به الرجولة الحقة، ونقول: «فلان ما يساوي جرّخيه أو ما يساوي آنه أو ما يساوي آردي أحمر» أي عديم النفع، ولا يستحق التقدير، وكانت العرب تقول في غابر وقتها: والله أنه في سوق الرجال، لا أشتريه بفتة بعرة، وبالرغم من أن الرجال لا يقاسون بالأموال، والرجولة ليست بالسيولة، إلا في وقت يلعن فيه الشخص أخاه، لكنه تعبير عفوي لأناس أدركوا بفطرتهم أن المال يزن بعض الرجال، وأن جوهر الرجال يجليه المال، فالكلمات التي من ذهب، لم يقلها رجال يعشقون الذهب، الحياة تقول: إن الكلمات الثمينة لها كل الوقت، أما الرجال المنتفعون فلهم بعض الوقت!

وكنا نقول قديماً: «فلان لو تحطّه على اليرح يبرأ» من كثر خيره، وبركته، وإحسانه، ومعروفه بين الناس، وبالمقابل كانوا يقولون من خبرتهم، وبفطرتهم: «فلان ما يبول على اليرح» لتقتيره وشحه وبخله، وإمساكه عن فعل الخير، ولو بأقل الوسائل، وهو تطهير الجرح بسائل من مجبرات الطبيعة، وهنا الفرق بين رجل يسعى لكلمة «وَنْعمّ» الغالية والمتعالية، ليجد له مكاناً متعادلاً على الأقل مع أكتاف الرجال الحقيقيين، وبين «الرخمه» المكسور وجهها، وأنفها في الفطائس!

حين تذكر الرجولة، تذكر الفروسية، وتذكر المعاني الجميلة في الحياة، ليس من قبيل التفرقة بين تاء التأنيث، وجمع المذكر السالم، ولكنه أمر جاء مع حراك الزمان وعراكه، جاء مع التاريخ، وتجارب الحب والحرب، وتلك الصدارة التي تولاها الرجل من أزل الوقت، والذي أعطته أجمل ما في الحياة من معان، وألصقت به صفات لا يقدر على حملها إلا من كانت له أكتاف من شرف وصدق وأمانة، وإن يمتطي لها، ومن أجلها السهل والصعب، صفات تنوخ عند أعتابها هزال الركب، وصغار القلوب، وتهد كاهل الرجال الذين لم تلدهم حرائر النفوس!

علينا أن نفرق بين جمع المذكر السالم، وجمع المذكر السالب، الأول من نقصد وننشد، ونفخر أن يكون بيننا، عضيد وعقيد، وساعة النداء أقرب من حبل الوريد، يقول الشاعر:

أخــــــوك لا تخســــــــــــــره لو أنــــــه عنيــــــــــد

يخطـي ميــة مــره وتســــــمح له خطـــاه

وأن كـان شَــدّ الحبــــل حـــــاول ما تزيـــد

أرخيــــــه قبــــل الشـــــــدّ يوصـــــل منتهــــاه

ترى الأخو مهما حصل يبقى عضيد

وتـــرى عيـــال العــــــــم ما عنهـــــــم غنــــــــاه

النــــاس دايــــــم ما تهــــــــاب اللي وحيـــــــد

اللــــي لـــي مــن وقــــــــف ماحــــدن حــــذاه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمع المذكر السالم والمذكر السالب جمع المذكر السالم والمذكر السالب



GMT 01:10 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

طريق الخسائر والكبائر

GMT 01:09 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

عون رئيساً لاسترداد لبنان

GMT 01:09 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية العربية ــ الدولية وجمهورية لبنان الثالثة

GMT 01:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

عجائب الزماني... لابن الأصفهاني

GMT 01:07 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

كرة القدم... نقطة تجمع وطني

GMT 01:07 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

«مكرم هارون»... واحدٌ من النبلاء

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الرسائل الإلهية

GMT 01:05 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الاستمارة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 13:56 2017 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

شيماء مصطفى تُقدّم حقائب من الجلد الطبيعي لعشّاق التميُّز

GMT 03:03 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مهاجم إنتر يخضع لعملية جراحية ناجحة في ركبته اليمنى

GMT 18:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الأكسسوارات المنزلية جواهر تثمّن المشهد الزخرفي

GMT 08:06 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

محمد بن زايد يستقبل وفداً من البرلمان العربي

GMT 09:27 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

طريقة سهلة وبسيطة لعمل تتبيلة السمك المقلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates