السطو المبرمج

السطو المبرمج

السطو المبرمج

 صوت الإمارات -

السطو المبرمج

بقلم : ناصر الظاهري

لا تعرف من تلوم وتتهم في حالة السطو المبرمج، والانقضاض على مسكن المعلومات والرسائل في البريد الإلكتروني، وإرفاق رسائل طلب واستجداء من أجل إنقاذك من محنتك في الفلبين، مرة تشك في النصابين الأفارقة، قوم «سبالوه» الذين تكتب عنهم وعن طرق ألاعيبهم، بدءاً من الزئبق الأحمر إلى مضاعفة الأموال عن طريق السحر والأحبار السرية، ومرات تتهم شبكة النضال الإسلاموي الجهادي الذين يضيقون ذرعاً بالذين يكتبون عنهم، وعن نياتهم غير الصالحة، ومرات أخرى تتهم «البشكارة» الفلبينية، لأنك تركت لها «الإنترنت ببلاش»، فقد استصبحت قبل أيام برسائل ومهاتفات من الأصدقاء والمعارف يطمئنون على حالي، وما جرى لمالي في الفلبين، وبعضهم أرفق الرسالة العاجلة التي وصلته تستجدي الغوث والمعونة في أقرب حين، وهذا نصها مترجماً عن الإنجليزية: «السلام عليكم.. آمل أن تصلكم هذه الرسالة في وقتها، وعذراً لأي إزعاج، لأنني أرسلها في أوقات، ولنتائج غير متوقعة، وفي ظروف قاهرة، فأثناء سفري القصير إلى مانيلا، حدث لي حادث غير متوقع، حيث أصيب ساعدي الأيمن بكسر، وثمة كدمات وارتجاج في الرأس، في حين توفي السائق نتيجة نزف داخلي في الدماغ، والآن أنا منقطع، وأحاول أن أتواصل بالآخرين عبر الإنترنت، رغم فقداني في الحادث وثائقي التعريفية وبطاقات الائتمان وأشيائي الثمينة، لكني أشكر الله وأحمده أنني ما زلت بخير، وأنني أتشافى وأتعافى في أحد المستشفيات، وأنني ما لجأت إليكم طلباً للمعونة والمساعدة، إلا لفقداني الوسيلة، لذا كل الرجاء أن تتواصلوا معي فور تلقيكم هذا النداء، لأعلمكم بطريقة مساعدتي العاجلة.. كلي اعتماد عليكم، وأملي في عطفكم»!
انتهت الرسالة الاستعطافية، حتى كدت بعد الانتهاء من قراءتها أن أتبرع لنفسي، وأنقذ حالي، لأن مستشفيات الفلبين، وإلا تدفع الفاتورة، وإلا يتسلطون على «الريّة أو الجلّوة»، وإن عاندت راح الطحال، وشوفوا بني آدم عاد من دون طحال، وهكذا فعل «إخوان شما» من العين، حيث كادوا يرسلون ويتواصلون دون أن يأخذوا شوري، ورأيي، وهذا فعل الخيرين والطيبين، أما لهف الأصدقاء من أصقاع الدنيا فكانت رسائل وهواتف و«مسجات وسكايب»، حتى أنني ذاك النهار أشفقت على أصحاب مهنة البدالات والتحويلات.
لا أدري كم كان سيصل مبلغ تبرعات الناس لحرامي البرمجة، لو نجح سطوه الإلكتروني؟ ولا أدري ماذا استفاد بذلك السطو؟ لا أرقام بنكية، ولا دلالات مصرفية تنفعه، ولا صورة «صحيبتي»! أنا لم أخسر إلا الوقت، ورغم ذلك عرفت كم كان حب الناس جميلاً.. ودافئاً، ومانحاً للطاقة والتجدد!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السطو المبرمج السطو المبرمج



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates