بقلم : ناصر الظاهري
اختلف لصوص العصر الجديد، فلا عادوا يتختلون في الظلام، ولا منظرهم يوحي بتربية الشوارع، وعلامات ظاهرة في الوجه، من ضربة سكين أو بَشّطَة موس، ولا يكون جيبك أو خزانتك هي هدفهم، لصوص اليوم يسرقونك عن بعد، وأحياناً سرقات عابرة للقارات، والهدف عادة جهاز النقّال، والكمبيوتر، وبطاقاتك المصرفية، قد يسرقون معلومة، وهذه ثمنها باهظ في السوق، حينما يتسللون إلكترونياً، ويهاجمون مواقع حكومية أو شركات حساسة، وتشاع لجمهور الشبكة العنكبوتية، أو يتم التقايض بها أو بيعها لخصم أو منافس، وأكثر الأمكنة عرضة لهذا الهجوم الإلكتروني موقع «البنتاجون»، رغم كل الاحتياطات الأمنية، ودروع الأمان، أما السرقات والتحايل الإلكتروني المالي، فأصبح شائعاً ويتركز في الهند وجنوب شرق آسيا والصين، لكن كل هذه السرقات تأخذ طابع السرية أو الفردية، ولا يظهر منها إلا القليل، غير أن هناك سطواً غير المسلح استهدف استديوهات هوليوود، وهواتف المشاهير فيها، من خلال مجموعة من الـ«هاكرز» يسمون «هوليوود ليكس»، وشعارهم «نحن لا نسامح أبداً.. ولا ننسى أيضاً»!
يعد هذا السطو «الفني»، الأكثر اهتماماً وشغفاً ومتابعة من الناس الذين يعشقون الفن وأهله، وفضائحهم وأسرارهم الخاصة، والأكثر خسارة للشركات السينمائية التي تتخذ كافة التدابير الأمنية، والسرية حين تهم بإنتاج عمل فني، حتى العقود الموقعة مع العاملين في العمل الفني فيها شروط قاسية تخص السرية، وأي اختراق لها يعني نهاية هذا العامل، وشطبه من سجلات شركات هوليوود كلها، ولو كان نجماً يدر على الشركات بيضاً من ذهب، ولكم أن تتخيلوا كم هي الخسارة التي تصيب الشركة المنتجة حينما يسرق سيناريو فيلم في طور الإنجاز، لنجم بثقل «توم كروز».
والأخطر في سرقات هوليوود الإلكترونية، هو الاختراق للسرية الصارمة التي تحيط نجومها وحياتهم، والسطو على محتويات هواتفهم المحمولة، والخاصة جداً، من أرقام سرية، وصور خاصة وحميمية، وعناوين لأماكن يترددون إليها، ونشرها للعلن، مثلما تم مع النجمة الجميلة «سكارليت جوهانسون»، التي عرضت لها صور عارية على «الإنترنت»، بأوضاع مختلفة، بعضها من عمل يدها، وعشقها لانعكاسها في المرآة، مما جعلها تستعين بـ«إف. بي. آي» لتتبع هؤلاء اللصوص الجدد، ومقاضاتهم، وهي واحدة من خمسين نجماً تعرضوا لمثل تلك القرصنة.
إن انتهاك الخصوصية والسرية للفرد هي سرقة العصر الجديد، سواء جاءت من حكومات، مثلما تفعل أميركا وغيرها تجاه مواطنيها، أو غيرهم بحجة الأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، أو جاءت من أفراد يتلذذون بمتعة الفضول والتقرب من المشاهير، والكشف عن مستورهم!