المغامرة تميز وريادة

المغامرة.. تميز وريادة

المغامرة.. تميز وريادة

 صوت الإمارات -

المغامرة تميز وريادة

بقلم : ناصر الظاهري

من الأمور التي نفتقدها في حياتنا العربية، روح المغامرة عند الفرد، ومحبته للمجازفة من أجل شيء يعد سامياً في الحياة، شيء يستحق التضحية، طابعه التميز والفرادة، وارتياد المجهول، في حين تجدها ظاهرة عند الغرب، فالفرد منهم يظل يدافع عن أمنية المغامرة حتى يحققها، وقد يتفرّغ لها جل حياته، ويصرف عليها ما يجنيه من عمله، المهم أنه سيذهب بعيداً، حتى يرى ذلك الحلم، قد يفشل، لكنه لا يثنيه عن مبتغاه، مثلما هي الهواية في حياة الفرد الغربي، تجد الاعتناء وتكثيف المعرفة بشأنها وتنميتها، حتى أنها أحياناً تطغى على الحرفة أو تحل محلها،

ولعل روح المغامرة عند الغربي هي التي جعلته، خاصة بعد عهد النهضة، أن يرتاد الآفاق، باحثاً عن ممر مائي أو قارة مجهولة أو حضارة بدائية في جبال الأنديز، غامر من أجل مناجم الذهب ليصنع التغيير والاختلاف، غامر باتجاه الفضاء، ومعرفة ملكوت الرب، ويعمل على محاولة الاتصال بمخلوقات الله السابحة في الفضاء، غامر باتجاه المجهول في معرفة ماهية الدم،

هذا السائل الذي يعد ماء الحياة المقدس، وما يحمله من أسرار تخص الروح والجسد، ذهب عميقاً في معرفة خصائص الدماغ البشري، وسبر الخريطة الجينية، باختصار اختزل الخوف بأنواعه في روحه ليزداد منعة وإصراراً وقوة من أجل المغامرة المطلقة، والسبق والريادة لمصلحة البشرية.

لعل قفزة ذلك النمساوي «فيلكس»، وقبله الأميركي العجوز، حينما خاطرا بنفسيهما من أجل تحقيق حلم مستقبلي، قد لا نرى خيوطه اليوم، لكنه آتٍ بالمنفعة للعالم، فكثيراً ما تحولت المغارات الفردية إلى نفع عام، فمن كان يعتقد أن «كريستوفر كولومبوس» أو «أمريكو فيسوبوتشي»، حينما عرفا أميركا وغامرا باتجاه محيط أزرق لا ينتهي، أن تكون بعد 500 سنة، حضارة من أكبر حضارات الإنسان، واليوم حينما نرى الفرنسي العنكبوت متسلق ناطحات السحاب، ونرى سرعة العدّائين والسبّاحين والقافزين وهم يحطمون أرقام الإنسان، حتى فكرة «السوبرمان» هي فكرة فلسفية غربية، ظلوا يعملون عليها في العلوم المستقبلية، وما هو اليوم خيال علمي، كثيراً ما يتحقق، فيمكن أن نرى محارباً لا يقهر أو امرأة خارقة أو إنساناً حديدياً أو آلياً يقوم بكل المهام الموكلة له، بما فيها ترميم نفسه، وإصلاح أعطالها، ولأننا متلقون نرى كل تلك الأمور بعد أن تكتمل وتنتهي التجارب عليها، ولم نحظَ بتجاربها الأولى والمغامرات التي بذلت من أجلها، ولو كانت مغامرة صغيرة ومجنونة وفردية كحلم الطيران الأول الذي أودى بحياة عباس بن فرناس!

    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغامرة تميز وريادة المغامرة تميز وريادة



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates