بقلم : ناصر الظاهري
* لا أدري.. مرات الأخوة التجّار غير الشطّار، تتفتق أذهانهم ويفاجئوننا بأفكارهم التي لا في وقتها، ولا في محلها، وإلا ماذا يعني ذلك الإعلان؟ «بمناسبة العيد الوطني، هناك تخفيض يصل إلى 50 في المائة على شفط الدهون، وترميم اللثة، وفنير، وشغلات كثيرة بالليزر..»، الحين شو يخص هذا في ذاك؟ لو أنه تخفيض على رسوم المدارس الخاصة، لقلنا: ما قصرّتم،
لو أنها رحلات مخفضة لأداء مناسك العمرة، لقلنا: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير الجزاء، وعظيم الثواب، لو أنها تخفيضات وحسومات على أسعار الكتب الغالية، لقلنا: فعلتم خيراً للتشجيع على القراءة والمطالعة من أجل أجيال المستقبل، لو أنه كمبيوتر بسعر تشجيعي للتلاميذ، ليعم التعليم الذكي، لقلنا: ما شاء الله، أما شو يخص شفط الدهون في العيد الوطني المجيد، وإلا كرتون الموز والسنطرة بعشرة دراهم!
* بعض من تواقيع الناس، لا بد أن تستوقفك، تجد واحداً يوقع من وراء خاطره، وتقول: ماذا يجبر هذا الشخص على التوقيع دونما اقتناع؟ وكأنه يوقّع على إفلاس أحد جيرانه، بعض من هذه التوقيعات، مثل وجه شخص صاح من بدري، كعجينة طحين غير مختمرة، بعضها لا يوحي بالثقة تماماً، ويشعرك بأنه ينوي الوقيعة بك، وحده التوقيع المهم، يعجبك كيفما كان، لأن وراءه كل الفائدة، ورؤيته مدخل للارتياح، والتنفس بعده بعمق!
* ليس أجمل من يوم الجمعة، تغتنم فجر المدينة وتتوحد بها، في ذاك الصباح الساكن الهادئ، تشعر بأنها كلها لك، تذهب لأماكنك القديمة التي غابت مع الوقت، ومع أناسها، ولا بقي شيء منها إلا في الذاكرة، وتتفكر كيف تفعل بها السيارات والنَّاس العجلون في صباحات الأيام الباقية، ولا يجعلونك تقدر أن تقول لها بصدق: صباح الخير والفجر الجميل!
* بين حملة أبرهة الحبشي على مكة، وبين الصاروخ «الباليستي» الذي أطلقته جماعة إيران (الحوثيون وأنصار العقيد القعيد المتقاعد الأخ الرئيس المخلوع علي عبدالله)، وجه شبه رغم البعد التاريخي، واختلاف الوسائل، لكن للبيت رباً يحميه دائماً، لكنها الفتنة، ورحى حرب إنْ دارت، فستجر كل المسلمين لهاوية القتال والاقتتال والفتنة الكبرى، والدجّال يتفرج، ويقول: خدعتموني، وقلتم الصاروخ موجَّه لمطار جدة!
* بغياب الفنان والموسيقار الجميل «ملحم بركات»، تفقد الساحة الفنية أحد أساطين الطرب والفن العميق، وحده الذي كان ينتزع الآه، وترديد يا ليل يا عين، ولا تمل النفس السكرى باللحن، «ملحم بركات» كان لوحده، ولا يشبهه في جنونه الفني أحد، كان آخر بقايا النغم الأصيل الشرود!