بقلم - ناصر الظاهري
«إذا حلّ الذكاء الصناعي أسميه في ناس وايدين بيتخربطون، وبيحتاسون، ولا بيعرفون شرقهم من غربهم، الذكاء الصناعي ما في تكذب على مديرك: «والله الحرمة اليوم عندها عملية دقيقة»، وإلا «أمها ميهودة»، وإلا «البنكرياس صَبّح اليوم يعنّ عليّ»، ما في ذاك الموظف المنافق واللي يتخرطف إن شاف سيارة المدير وصلت إلى ظلتها في الكراج، والا هذاك اللي ما يبات الليل يحضّر لمديره تلك القصيدة العصماء اللي ما تعرف بدايتها من نهايتها، علشان يرضيه، لكن مديره في يوم غير سعده، وفي ساعة عدم ارتياحه من قلة النوم بالأمس، ومضايقات من موظف البنك من الصباح الباكر بشأن التسهيلات البنكية التي عليه الالتزام بسدادها في وقتها، فيصدمه في النهاية بقوله له: «صح الله لسانك»! وهو قد ملّ من تلك العبارة التي لا تعبئ سيارته بترولا في الخدمة المتميزة.
الذكاء الصناعي يمكن يغلاك خارج الخدمة، لأنك ما تعرف تفرق بين «f وv أو p وb»، الذكاء الصناعي ما يعترف والله عندي خطّار يوم الخميس، وأريد أروح قبل نهاية الدوام، يمكن يكون سؤاله: زين عندك خطّار! يعني بتروح تحطب، وإلا بتركب المرايل الكبار، تراك بتطلب مندي من المطعم اليمني، تريد تقص عليّ، سوّ شغلك، واستخدم هاتفك الذكي، وأنت على مكتبك، الذكاء الصناعي تراه متخصص في اللي يخلقون تبريرات الفشل، والحاسدين، واللي يغيبون في رمضان بداعي الورع، وهم شغل مسلسلات رمضانية، وخطف على المجالس، غبقة هنا، وسحور متأخر هناك، ولعب ورق لين يؤذن الفجر، ومناقشات عقيمة بخصوص السداسيات الرمضانية في ملاعب غير مضاءة بطريقة فنية صحيحة.
الذكاء الصناعي ما في والله راجع الوكيل، موضوعك عنده، كذلك موضوع النفاق، هذا يخربط الذكاء الصناعي، لذا موقفه منه مبدئي وواضح، وما في فديت خشمك، ولا خليت منك، وإلا رفجة عرب أحشام، وإلا دخيلك والشيمة، هاتان الكلمتان بالذات تجعلانه ينتفض، وتخلص بطاريته في حينها، ولازم الموظف يكون دقيق وواضح، تراه ما يتعرف على: والله المغيربان، وإلا عقب صلاة العصر، وإلا يوم تهب الغربي، وإلا حزات ما يغيب نجم سهيل، عليك تحديد خطوط الطول والعرض، وموقعك بدقة، وال «جي. بي. آر» ترى الشركات ما ركّبته علشان تتعرف على البر والمزيون، وآه ها يسمعك الذكاء الصناعي تعتزي وتقول: راعي سمحة، وإلا راعي الصفيراء، ترى ما شيء يغيض الذكاء الصناعي مثل تدخيل الحيوان في مواضيع في صلب الحياة ومعتركها، وقد يرد عليك بقسوة معدنية: أقول لك.. خلّ الشقراء عليها يلالها، ولا تدخلنا في مواضيع تحتج علينا هيئات الرفق بالحيوان.. هذا الذكاء الصناعي كان بتقهرون.. واسلّمتوا»!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن جريدة الاتحاد