تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري

هي رحلة امتدت بطول العمر زادت على المئة عاصمة، وتعدت المئتي مدينة، ونغلط في العد، وننسى العدد، وكل مرة نَصِيْح: هل من بلد جديد، ومدينة لا نعرفها؟
هي تذكرة.. وحقيبة سفر، وخير ما قلّ المسافر دوماً وأبداً، هي نهار المسافات، وتعب القدم، هي الليل حين يتوحد طائر الليل بالدمع والشجن، وما يتركه العشق في النفس، لطائر الليل صدقه، وحين يلتحف الستر، وهي أشياء قليلة من كثيرة، مما صادفته على حافة الوجد والمدن، هي قراءات، وتأملات، وأشياء كثيرة وغالية، حملتها حقيبة المسافر دوماً.. هي قصص حقيقية في مجملها، متزينة ومتجملة بمخيال المحب للأسفار والبلدان، حيناً وحيناً، خاصة حين يكون للتاريخ رأي، وللجغرافيا رأي، فيها ما صادفه من بشر متشابهين ومختلفين، ومن تصرفات أناس لا يعرفهم، وربما اجتمع بهم فجأة، أو مروا في طريقه مصادفة أو ساقتهم رياح التنقل والترحال، وكانوا زملاء سكة سفر، طال أم قصر.. بعضهم كانت تلويحة الوداع آخر العهد بهم، بعضهم بقي في الرأس والذاكرة، وبعضهم رأيته في تقلبات الدهر، وبعضهم أذكرهم ما أن أصل لمدنهم، ويكونون أول شيء أريد أن أراه، وأطمئن عليه، هل ما زال في مكانه؟ هل جرفته الدنيا؟ وبعضهم الآخر ظلت رسائلهم تصل لبريدي البارد، منهم: بائع الورد العجوز في باريس، الذي ظل يتمنى ألّا يرى حرباً من جديد، فقد عاشها وكفى، وذلك المتشرد «الكلوشار» المخلص لشوارعها، وزجاجته المسائية، المهادن للناس والأمكنة، اللص المغاربي الظريف الذي أدهشته الغترة والعقال، برطانتها الفرنسية، وأصابع حسناء ناعمة قابلة لأن تطبق على عنقك، لكي لا تصعد بعشقها للرأس الذي تتمنى لو تقدر أن تنبش ما فيه، فقط لترتاح وكفى، كيف ركبت مع صديق سيارة الشرطة التركية لنلحق بسيارة الموكب الرسمي، وماذا ظنّ الناس المتجمهرون في ذاك السوق المزدحم، حتى كدت تسمع كلمة: «لصان من مكان غريب»، كيف قبضت على السعادة في ليل مدريد مرة، وتمنيت لو تطول كدهر، وما فعلته غرناطة في الروح، ولم كلما دخلتها شعرت بذلك اليتم التاريخي الذي لا ينتهي، سراييفو وسحرها، ووصيتها أن ترجع إلى هنا كلما أردت الحب، فيينا وصباحها الذي يشبه صباحات المدن، ثم يختلف، وأشياء كثيرة.. بعضها ذكرى من غبش، وبعضها الآخر يعنّ على الذاكرة، ويجلب لها زهو الفرح، ورائحة المطر.. ونكمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 13:33 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

مقتل صحافية أميركية وأمها السورية في تركيا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 07:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرغب في تخطي عقبة مضيفه باريس سان جيرمان الأربعاء

GMT 21:53 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

فائدة النعناع لعلاج احتقان الانف والتهابات

GMT 00:26 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

توقيف زوج الفنانة نانسي عجرم بعد قتله لصا مسلحا

GMT 06:46 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

غسل الشعر بواسطة البلسم فقط

GMT 15:28 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الفساتين الصيفية" لإطلالة شاطئ مشرقة وأنيقة"

GMT 06:03 2014 الثلاثاء ,19 آب / أغسطس

افتتاح معرض كاريكاتير "نرسم لغزة" في رام الله

GMT 05:42 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحذية المدببة تتربع على عرش موضة الربيع لموسم 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates