تذكرة وحقيبة سفر

تذكرة.. وحقيبة سفر

تذكرة.. وحقيبة سفر

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر

ناصر الظاهري

- هذا صباحك يا تونس.. وهذه تباشيره، فكيفما وليت فَثَم وجه للحرية، وثَم نور يغمر محياك، وثَم معنى للحياة، ومعنى للسرور، ومعنى لدوام الحبور، ومعنى لشتائك القادم، ولصيفك المولي، ولخريفك المقبل والبارد باستحياء هذا العام.. وكل عام، دفء الوطن السعيد والأخضر على الدوام، ولن يقدروا أن يحجِبوه أو يحجّبوه إخوان أو أعوان أو طيور الظلام. - هذا نهارك يا تونس، ونهار ذاك الذي حرقه القهر، وذل الإنسان
.. قالوا: مات محترقاً، وفي رواية قالوا: مات محروقاً، ومن سار طلباً لدمه ودمهم قالوا: نشهد أنه شهيد، انتفض واعظ السلطان ومفتي الديار، وبعد أن قبّل اليد العليا، قال: لا تجوز الصلاة عليه، ولا يدفن في مقابر الصالحين، فقد عجّل بحياته بموت بالنار في الدنيا، وسيصلى جحيماً في الآخرة، لم يصدق الناس مفتي الديار التونسية، وقالوا: الماء طهور، والدم أضحية، والفقر والحقر كفر، فكفنوه بدمه ورشوه بالماء، وساروا من وقتهم يطلبون حقهم، ويسألون، والمفتي يسمع: ما قول شيخنا فيمن مات تحت التعذيب، ولم يعرف أهله كيف يصلون إليه، ويصلّون عليه، ومن مات في ظلمة زرقاء بأجهزة قيمتها تطعم وتكفل آلاف الأسر، ولم يشأ الحرس أن يصلي عليه أحد، ولا يعرف بموته أحد، ومن أكتوى بالنار كل يوم، ومن نهبت أحلامه بمقامع من حديد، ومن رفع أصبعه يريد التشهد، فعدها الحرس: «لا» في الوجه، فنُهي المواطن وجُزم ورُجم.

- هذا يومك يا تونس.. يوم مكسو بجلال الفخر، وريح الصبر، تلك التي ترعد الجسد اليوم زهواً، يوم له طعم في الفم كالعسل وماء الزهر والسكر، يكفي أنه فيه حلم مختلف وجديد، وفيه ابتسامة رضا تعدل ضحكة الأم في الوجه، وأفق قابل للتحقق أمام العين.

- هذا مساؤك يا تونس.. مساء غير مرتجف، ولا يلزم من ينوي على حبك أن يحلف بالرأس والعين وألف يمين، مساء يمكن أن تسمع فيه صدى القلوب، ورجع الضلوع وتلك الضحكات الغائبة منذ زمن تدحرجها اللهجة الرطبة التي لا تملها الأذن.

- هذا ليلك يا تونس.. غير موحش ومقمر، يمكن فيه للفل أن يزهر بعطره وينثر سر رائحته، يمكن فيه للياسمين أن يتطاول بمرح على جدران البيوت البيضاء أو يتدلى مشاغباً على الأبواب الزرقاء، يمكن له أن يحتضن بدفء نافذة مواربة على صبية تتشكل بالفرح، قلبها وبصرها البحر أو تنتظر أن يرّش «الراشراش» لتطلق شعرها للريح الباردة والأحلام البعيدة.

- هذا فرحك يا تونس.. وهذا فنجان شاي بالصنوبر، وآخر بالقرنفل لفمك المعطر، وهذا عود فل، وهذا طوق ياسمين يقدمه المسافر فيك ولك وإليك، ذاك الدرويش الذي يتبع ظل خطاه نحو مدن العرب، ويتلمس في هزيع ليله، وشقوق فجره عطر العروبة وزهوها، ليتك تسلمين.. يالخضراء.. يا شابّة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر تذكرة وحقيبة سفر



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates