أحياناً يخبئ الصباح شيئاً

أحياناً.. يخبئ الصباح شيئاً

أحياناً.. يخبئ الصباح شيئاً

 صوت الإمارات -

أحياناً يخبئ الصباح شيئاً

بقلم : ناصر الظاهري

أحياناً.. يخبئ الصباح شيئاً، ولا يتركك، يأخذك من يدك، ليدلك على نفسك الأمّارة بالحب.أحياناً.. تحتاج إلى نسمة هواء خفيفة، فقط لتشعرك أنك موجود، وأن ثمة من يستحق المشاغبة الصباحية، ولو طيّرت شيئاً من طرف ثوبك أو داعبت وجهك تلك الريح الرطبة العجلى الندية.

أحياناً.. تزحمك ظروف الحياة، مستنطقة جانباً مظلماً في النفس، فلا تجعلها تحدوك على التأسف، والبكاء على فعل خير فرحت به، وبلل قلبك بالمسرة حينها.
أحياناً فقط.. تريد أن ترى في صباحاتك طائراً مغرداً أو زاهياً بجناحيه يتخطف الأماكن، ليعيد إلى نفسك بعضاً من ألقها الغائب في رماد الوقت.

أحياناً.. وربماً دائماً، تحنّ إلى حقيبة مدرسية، ودفاتر، وألوان مائية، وصباحات تبدأ بالكسل، وأصدقاء انتزعتهم الحياة من أماكنهم على المقاعد الخشبية.

أحياناً.. تتمنى لو أن المطر يسبق الفجر، ويدخل على النفس والمدينة بهجة كانت مخبأة في معاطف سحب شتوية.

أحياناً.. يشعرك الركض خلف المدن، أنك تبحث عن ظلك الهارب، أو كتف جدك الحاني والحامي أو شيء ضاع من صباحاتك خلف كتل إسمنتية.

أحياناً.. فنجان قهوة من رضا، وخد فيه من برد النوم، وعيون لا يغيب كحلها، وصدر يتراقص فيه الحب، يمكن أن تكون نشيداً حلواً للصباح.

أحياناً.. تباشير الصباح لا يمكن أن تكون غير تكملة لحلم جميل كان ينام على مخدتك، ناعساً، وهامساً: إن الصبح كله خير.

أحياناً.. وربما دائماً، ينتقص الصباح حين يخلو منزل من حديقة خضراء تؤنس أركانه، ويفوح ثراها الرطب عشباً، وتجلب بركة رزق الطير.

أحياناً.. تتنفس الصبح، وتشعر برائحة كل الأشياء، فقط لأنك قريب ممن تسرّ به، قد يكون باب البيت القديم، نخلة كبرت مع الإخوة، شجرة تين هرمة كالعمة، أصوات جيران الأمس.

أحياناً.. ودائماً، كانت ترتيلات وتسبيحات الرجل القادم من صلاة الفجر في مسجد الحارة، والتي تسبق خطاه نحو المنزل الطيني، تعطي الصباحات عطراً صوفياً، ومسكاً وطيباً من وَجد.

أحياناً.. فقط، يكفيك أن ترى أطفالاً كالبهم، لم يتلوثوا بعد بالعمر، ولا بالفهم، قادرين على أن يطرزوا الصباح بأشياء من عفوية، ليتها تدوم.

أحياناً.. ودائماً، تتمنى لو أن خطايا الناس تغيب في الظلام، ولا يصبح عليها صبح طاهر جديد.

دائماً.. ودائماً.. يكون الصباح ملوناً، حين ترى خطى الأم من حناء وزعفران توشّي البيت، ليته خدي.. وليتها تدوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحياناً يخبئ الصباح شيئاً أحياناً يخبئ الصباح شيئاً



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 19:18 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 صوت الإمارات - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:57 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 21:09 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

"داميان هيندز" يطالب بتعليم الأطفال المهارات الرقمية

GMT 11:11 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حسن يوسف سعيد بالاشتراك في مسلسل "بالحب هنعدي"

GMT 03:01 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

حسين فهمي ووفاء عامر يستكملان "السر" لمدة أسبوع

GMT 16:07 2013 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مطعم النينجا المكان الوحيد الذي تخدمك فيه النينجا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates