تذكرة وحقيبة سفر 1

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

تذكرة.. وحقيبة سفر -1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 1

ناصر الظاهري

كلما نزلت في محطة «Gare du Nord» الباريسية أو سافرت منها، تنتابني حالة من الضحك الخفي، والمخزّن، قد لا تدركون سبب ذلك الضحك، وحدي من يعلم، تلكم قصة ذلك الدمع البارد في العيون، ونشاط القلب المفاجئ؛ ذلك حينما تعدى صديقي نجم عبد الكريم السبعين بقليل، وهو يقول: هلّ من مزيد؟ لم يعلن عن ذاك العمر صراحة، بل بدأت الركب تخون به، واحتاج لعصا يتوكأ عليها، ويهش بها على غنمه، وله فيها مآرب أخرى، ولكونه «مواطناً إنجليزياً» فقد هبّت الجمعيات التي تقدم خدمات إنسانية للمعاقين، ولذوي الاحتياجات الخاصة، تراسله، وتتمنى عليه أن يتقبل خدماتها الواجبة عليها نحو مواطنها، وتسهيل سفراته، وتقديم المعونة له كدافع منتظم للضرائب، لتجاوز محنته، دونما أي امتهان لكرامته وإنسانيته، ولو كانت بنظرة عطف من الآخرين، فإذا سافر من لندن إلى باريس بالقطار كعادته، فإنه سيجد هذه المرة معاملة خاصة، فهناك من سيحمل عنه حقائبه، ويسهل حركته في المحطة، ويصعد به في مصاعد خاصة، ويجلب له كرسياً متحركاً إن احتاج، وهناك من يرفع حتى مظلته إن كان الجو ماطراً، وحينما يصل باريس سيجد التدابير نفسها متوفرة له في المحطة.

ومرة.. تواعدنا أن نلتقي في محطة «Gare Du Nord» هو قادم من لندن، وأنا سبقته لباريس لنذهب مباشرة قبل أن يغلق المستشفى أبوابه ليرى بنته «الأميرة» وهي تفتح عينيها للحياة، ويفرح هذه المرة كأب، وليس كجد، كنت أنتظره في المحطة، لأن الجو كان بارداً وممطراً، وكعادة نجم يمكن أن يتصل بك أربع مرات، ويتصل بصديق يعرفك، لأنه لم يجدك في المكان الذي في رأسه، وليس المكان المتفق عليه، بعبارة أخرى هو أحد المربكين في الحياة، ولأن شخصاً بحجم جثة نجم، لا يمكن أن تخطئه العين، وإن أخطأته العين، فلا يمكن أن تخطئه الأذن، لأن صوته مسرحي، وهو لا يمكن أن يصمت طوال خمس دقائق، رأيته محاطاً بحماليّ المحطة، أحدهم أفريقي، وآخر مغربي، وواحد مهاجر من البرتغال، وإذا بهم يسوقون حقائبه التي تشبه «شنط الحجاج» وصورة شخصية بحجم لوحة جدارية معجب بها، رسمها له فنان فيليبيني على عجل، وكرتونة لا أعرف بالضبط ما بها، وما هي مناسبة جلبها لباريس، وأكياس تبدو في هيئتها الأولى أنها هدايا غير منتقاة، فاستقبلته بجملة: «أهلاً بالحاج نجم»، حاولت بقدر ما تسعفني الفرنسية أن أجد سيارة تكفي لحمل هذه الأغراض.

وحاول حمّالو محطة باريس من ناحيتهم أن يربّحوا زملاء مهاجرين مثلهم يترزقون بنقل المسافرين بطريقة غير شرعية، لكن جل سياراتهم من مسروقات بلجيكا أو سيارات فرنسية ضيقة، ومستعملة من قبل أكثر من واحد، وحاولت جمعيات رعاية المعاقين، وجمعية المسنين، تعاونها جمعية المحاربين القدماء دوماً أن ترى الابتسامة على وجه منتسبيها، كما حرصت على أن تضم نجم إلى صفوفها قبل أعوام، وهو يتمنع، رغم أنه تخطى «منتصف أعمار أمتي»، حتى وجدنا سيارة سوداء كبيرة من التي تظهر في الأفلام عادة عند عمليات الخطف.. وغداً نكمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 1 تذكرة وحقيبة سفر 1



GMT 20:07 2024 السبت ,04 أيار / مايو

الأكاديميا الأميركية

GMT 22:16 2024 السبت ,13 إبريل / نيسان

الأوليمبياد لم يعد يجري خلف أسوار!

GMT 02:23 2022 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الجائزة... وإنما

GMT 23:56 2022 السبت ,25 حزيران / يونيو

زوغ زوانغ

GMT 19:18 2022 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

عودة الخوف إلى القارة القديمة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates