شاتي ولا تحاتي

"شاتي.. ولا تحاتي"!

"شاتي.. ولا تحاتي"!

 صوت الإمارات -

شاتي ولا تحاتي

بقلم : ناصر الظاهري

- امرأة في الوضع التاريخي للأمهات، بذلك الاحتضان الأزلي لوليدها ساعة الإرضاع، والحدب والحنو الذي لا يليق إلا بأم، وبيدين اثنتين من دفء، لكنها تتخلى عن يد، وتظل تلاعب نقّالها في «التشاتي» الذي غزا حاضرنا!

- شاب متعب نفسه، وقاطعاً تذكرة سينمائية، لكنه في حجرة دار الخيالة، حيث البطل يجهد نفسه في التعبير عن حبه الضائع، والبطلة تحاول أن تبرر خيانتها التي كانت غصباً عنها، وأنها ما زالت تكن له العاطفة الجيّاشة ذاتها، وصاحبنا غارق «يتشاتي» عبر نقّاله المتلألئة أشعته في ذلك الظلام البارد!
- مسافر ثقيل، ومتأنق بتلك الأناقة غير الضرورية، والتي ليست في محلها، ويبدو أنه خلص مغامرات السفر النسائية، وعائد لزوجته التي اختار لها هدايا غير منتقاة من السوق الحرّة، ويعتقد أنها ستفرحها، لذا بقي «يتشاتي» معها حتى اللحظات الأخيرة من إقلاع الطائرة، متجاهلاً أوامر قبطان الطائرة، ونداء المضيفة التي يبدو عليها الكبر قريباً هذا الصيف!

- طفلان توأمان في الثالثة، الطفلة سمينة من الدلال الأبوي، وربما ستكبر عليه، والطفل كثرة الحركة تمنحه تلك الخفة، متكتفان في عربتهما التي تدفعها شغّالة فلبينية، ورغم ذلك كل واحد منهما يعبث بجهاز نقّال في يديه اللينتين، واللتين لم تكبرا كثيراً على مرضعة الحليب!

- شاب من شباب «فترينات» المحلات، من الذين لا يمشون إلا إذا توكأوا على نقّالين، له مقدرة على «التشاتي» بيدين وعلى جهازين، وبسرعة فائقة تحسب له، لكن رغم ذلك، «ما هزري.. إن غزوا القوم، إييبها في النور، وإلا يلقطهم من بعيد، يا يازم محزمه مشعّاي مثل حب العيش عدّال ركبهم»!

- واحدة ذاهبة تأخذ معاش «الشونه»، و«وتشاتي»، ولا «تحاتي»!

- الأمهات في دقائق انتظار خروج أطفالهن من المدرسة، والشغّالات المنتظرات بنات «ماما»، و«الدريوليه» الواقفون بانتظار خروج أولاد الأرباب.. كلهم «يتشاتون» متوحدين مع نقّالاتهم لحين قرع الجرس!

- سمعت حتى أن «التشاتي» وصل لسرير الزوجية، والكل يبث همه لأبعد منه!

- هناك أناس يسافرون لـ «يشاتون»، والإجازة بدلاً من أن يقضيها أحدهم في «الهِياتّه»، وزيارة المتاحف الوطنية، والتعرف إلى أماكن الجذب السياحي، يقضيها في «التشاتي» مع ربعه في البلاد، وتتبع مباريات ناديه!

- عند إشارة المرور الحمراء، تتوقف السيارات، وتترك الأيدي مقود السواقة، لتنشغل بـ «التشاتي»، لكنه رغم ذلك أفضل مما كان يفعله البعض غير مستح، ولا سائل عن تعكير مزاج الناس، ولوعة أكبادها عند الإشارة الحمراء من عمليات الحفر الوطنية التي لا تنتهي مع انطلاق الإشارة الخضراء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاتي ولا تحاتي شاتي ولا تحاتي



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:17 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 06:17 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

افتتاح معرض رأس الخيمة للكتاب بمشاركة 76 دار نشر

GMT 02:43 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على مواعيد مباريات منتخب مصر في كأس العالم

GMT 08:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تخريج الدفعة الأولى من برنامج قيادة الأعمال الإنسانية

GMT 18:45 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

معرض دبي العالمي للقوارب يعزز مكانته العالمية في 2015

GMT 21:44 2014 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تشارك في معرض برشلونة للكتاب في دورته الـ32

GMT 01:38 2014 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

جامعة كينياتا تمنح سيدة كينيا الأولى الدكتوراه الفخرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates