تذكرة وحقيبة سفر1

تذكرة.. وحقيبة سفر-1-

تذكرة.. وحقيبة سفر-1-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر1

ناصر الظاهري

الْيَوْمَ تزاد على فوائد السفر الخمس، فائدة جديدة، وهي الرضا من الغنيمة بالإياب أو أن تكتب لك السلامة من دهس بسيارة مجنونة أو قنبلة موقوتة أو طائرة مخطوفة أو تصبح رهينة محبوسة أو تفاجأ وأنت تتسوق بطلقات تحصد العباد الغافلين، لذا تجد التربص والهيبة والتحفز سمة المسافرين الْيَوْمَ، فالعيون تناظر، والتحليلات تشتغل في الرأس، والسلام بالأحضان صار معدوماً، لأن إنسان العصر معظم مصائبه الْيَوْمَ من الأحضان الملغومة أو الخصور الناسفة أو ما يخبأ وراء الأكمّة أو ما يتبع التشهد بصوت عال. على أيامنا الجميلة كنّا نصادف في السفر عادة شخصيات قلقة، فكنا لا نعيرها الاهتمام، على اعتبار أن عجلة الحضارة، والتطور الصناعي، والزمن المادي جعل الإنسان كائناً قلقاً على كل شيء، ومن أي شيء، غير أنه في وقتنا الأغبر هذا، إذا التقيت بشخصية قلقة، فإنك تجلس تضرب وتقسم وتطرح، ثم تجمع شتات الذهن للمراقبة والتحليل، ومحاولة قراءة لغة الجسد، فبمجرد أن ترى شخصية من ذاك النوع أو تجلس جنبك أو أمامك، وتجدها محاطة بالشكوك، وتشكّل غبشاً في العين، حتى تنقل لك عدوى القلق بسرعة، خاصة ونحن نعيش في وقت الانفلات، واختلاط الأمور، والاشتباه عن بُعد، وأن كل مهاجر مشروع إرهاب «مُوَقت، ومؤقت».

اليوم تجد الناس يناظرون لحقائب بعضهم بعضاً، أكثر من التمعن في الوجوه، ومسرّة المُحيا، أي حزام بارز حول البطن، ولو كان مربوطاً على الطِوى، واتقاء الجوع والإملاق، يعني حزاماً ناسفاً، وأي امرأة منتقبة بالسواد، وبقفازات في بلد غير ثلجي، وتتجول متلفتة ذات اليمين، وذات الشمال، يلعب بك الشيطان ثالثكما، ولا ترى فيها إلا أنها مشروع مبكر للموت، بعكس طبيعتها وفطرتها في إطلاق الولادات، ومنح الحياة لشخص كان يلعب في أحشائها تسعة، وصبرت عليه وعلى الألم، تلك الرسالة الأزلية لكل أنثى على الدوام، فكيف إن كان الجالس أمامك ممن ليس بالنباتي، وعدواً لـ«بوذا» دون أن يعرفه، ولا في نيته الصفح والتسامح إن لطمه شخص على خده الأيمن، أدار له خده الأيسر، شخص يحمل صفة «الدبل» في تكوينه الجسماني، فالكف عن كفين، والخد عن اثنين، وكأنه خلق ليزهق أرواح المسالمين في الحياة، خاصة وأنه ليس في جلسته تلك، شيء ينم عن غير عدوانية، لا تعرف مصدرها.. ونكمل غداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر1 تذكرة وحقيبة سفر1



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 13:33 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

مقتل صحافية أميركية وأمها السورية في تركيا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 07:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرغب في تخطي عقبة مضيفه باريس سان جيرمان الأربعاء

GMT 21:53 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

فائدة النعناع لعلاج احتقان الانف والتهابات

GMT 00:26 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

توقيف زوج الفنانة نانسي عجرم بعد قتله لصا مسلحا

GMT 06:46 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

غسل الشعر بواسطة البلسم فقط

GMT 15:28 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الفساتين الصيفية" لإطلالة شاطئ مشرقة وأنيقة"

GMT 06:03 2014 الثلاثاء ,19 آب / أغسطس

افتتاح معرض كاريكاتير "نرسم لغزة" في رام الله

GMT 05:42 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحذية المدببة تتربع على عرش موضة الربيع لموسم 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates