محطات الشفاء العاجل

محطات الشفاء العاجل

محطات الشفاء العاجل

 صوت الإمارات -

محطات الشفاء العاجل

بقلم : ناصر الظاهري

منذ أن أصبح التلفزيون بحجم كف اليد، وفي متناول اليد في كل وقت ومكان، ومنذ أن تسلطت عليه محطات الدجل والشعوذة والكذب الصراح، عزفت عنه، واستبدلته بما تملك يدي، ولا مكان له في البيت إلا لتزيين المكان، ولكي لا يبقى مكانه خالياً فلطالما كان صديقاً في وقته، ومُعلّماً في أوانه، وطالما كان بالنسبة لنا في ماضي الوقت جالباً للمعرفة والدهشة والمتعة.

اليوم لم يعد كذلك، وإذا لم يتدارك نفسه في اللحظة والتو، فسيصبح مصيره مصير الوسائل الورقية التقليدية، غير أنني بالأمس، وبعد انقطاع طويل، قلت سأقلب في محطاته التي تزيد على المئات من باب الفضول، فأدهشني هذا الكم من الزيف في المحطات الدينية، ومحطات التثقيف الصحي، ومحطات تخلط الدين بالاستطباب، كتلك المحطات التي تضع القرآن صوتاً باستمرار، وتروج بالصورة عن منتجات عشبية مقوية، وتنشط البنكرياس، وتصلح لألم المفاصل في آن واحد، وهناك شخصيات تظهر على محطات تبدو أنها مملوكة لهم بالكامل، لأنهم يقضون الساعات الطوال في الظهور والإعادة فيها، مثل تلك التي تحمل اسم «أم نور الصادقة»، ولا أدري هل هذا اسمها أم لقبها، أم اسمها الحركي؟ «أم نور الصادقة» تشبه العرّافات، وقارئات البخت والطالع خاصة أنها تحيط نفسها بمدخن، وجاعد، وجلسة بدوية، ولزوم المكر، فتبدأ بجلب الحبيب الغائب، وتحسب للمرأة المنجاب الولد والمولود، وكل أمر محمود.

يظهر شخص آخر على محطة أخرى، يظل يشكو من الوقت، ويشكو من بقية المحطات الكاذبة، وأصحابها المدعين، فيتلقى فجأة مكالمة من ليبيا كما تظهر على الشاشة، تصفه بالصادق، والمجرب والحكيم، وأنه ثبت لديها أنه أفضل معالج، فيقوم هو يشكر الرب على هذه الشهادة التي يعتز بها، ومن زبائنه، فيظهر لها مفاجئة عبارة عن «مضرب» صغير فيه أكسير السعادة، وأنها لن تشقى بعد اليوم.

كاذب ومدع آخر في محطة من محطات الفوضى الإعلامية، يسمى «شريف أبو شريف الحسني العلوي»، يطلب من زبائنه عدم الاتصال به في أوقات الصلاة، وعليهم أن يراعوا فروق التوقيت بين البلدان؛ لأنه يكون في حضرة الصلاة جماعة في المساجد، ويمكنهم التواصل مع وكلائه في كافة الدول العربية والإسلامية، ويشدد أن ليس له وكلاء في روسيا البيضاء وألمانيا وفنلندا، ويعلن قبل بدء أذان العشاء عن طرح دواء عشبي، خال من أي مواد كيماوية لعلاج الفشل الكلوي، وتقوية الطحال على الطاعة، وأن مفاجأته المقبلة قبل أذان الفجر، بإذن الله تعالى، دواء ناقع لعلاج الجذام والبرص والبهاق، ومن جزع الصواعق، والبروق اللواقع.

لا أدري من هم الجمهور المستهدف من الرسائل الإعلامية في تلك المحطات؟ وهل لديهم تصريح بالبث؟ وهل هناك شروط للاستضافة على الأقمار الاصطناعية؟ وهل هناك رقابة صحية تتابعهم، وتتابع أدويتهم الوسخة والمؤذية للناس، وتمنع بيعها حفاظاً على صحتهم؟ وكلمة أخيرة إذا ما اجتمع الجهل والبلاء، وغياب حارس البوابة الإعلامية أنتج محطات تلفزيونية تترصد النجوم، وتبث السموم، ولا حظ لها من العلوم!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطات الشفاء العاجل محطات الشفاء العاجل



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى

GMT 18:49 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

28 موديلا مختلفا لقصات الجيبات

GMT 04:49 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

تسريحات رفع ناعمة للشعر الطويل للعروس

GMT 03:10 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تنضم لمسلسل محمد رمضان "البرنس" رمضان المقبل

GMT 02:53 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق مجموعة "لاكي موف"من دار "ميسيكا" باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates