تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

تذكرة.. وحقيبة سفر (2)

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم : ناصر الظاهري

أصدقاء قد يعرفونك، أصدقاء تعرفهم بالتأكيد، أصدقاء حقيقيون، أصدقاء تتفقدهم كأعزاء، لأنهم روح المدينة التي تحب، فيهم الدراويش والمجانين والشعراء الصعاليك، منهم رسامون في حي «مونمارتر» تحبهم، وتحب بعض أعمالهم المنتقاة التي يرسمونها لأنفسهم، لكنهم قد يبيعونها لأشخاص عيونهم الصغيرة المدورة لا تخفي طمعاً واضحاً في موت قريب لذلك الرسام، فيدفعون

نقداً ورقياً جديداً لا يقاومه ذلك الرسام، خاصة حينما تفرغ جيوب العوز، ويحتاج لمأكل فاخر وشراب يرتفع بروحانيته نحو عشقه القديم، أصدقاء جميلون في هولندا، مصريون بعضهم من بقايا بشوات تركوا مصر مع أول خطاب للرئيس عبد الناصر، ولم يحتملوا أن يشاهدوا العسكر في بزات مدنية، فرضوا بالعيش على أبهة زمان، مخلصين حتى لعطورهم المركبة، والتي لا

تباع إلا بالتواصي، وعند عطّارين مازالوا يحفظون أسرار تراكيب الروائح المميزة، ومواظبين على رونق بدلهم التي تصلهم من لندن مباشرة، ومن خياطين ما زالوا محافظين على مهنتهم، ورائحة حوانيتهم الصوفية، أصدقاء شعراء، وكتّاب، وسياسيون قدماء متقاعدون، وبسطاء لكنهم يعنون للمدن شيئاً، في روما العجوز أو الذئبة روما، ثمة كاتب جزائري هو «عمارة

لخوص» دخل تلك المدينة الأسطورة دونما لغة، ودونما امرأة، ودونما وطن غير منفاه الإجباري، لكنه أجبر المدينة على أن تخضع للغته الراقية التي أجادها كأهلها، وكتب روايته الإيطالية «كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك» والصديق الإيطالي فرانشيسكو ليجّو أو جوهر الصقلي، كما يحب أن ينتمي لمدينته صقلية وقائدها المعروف باني مصر، والذي أتقن العربية،

ويدرّس في جامعات إيطاليا الأدب والنحو العربي، ويتحدث كأي تونسي من سيدي بوسعيد أو جزائري من القصبة دونما لكنة أو هنّة في النطق العامي أو الفصيح، بيروت وأصدقاء كثر في تلك المدينة، أصدقاء مقاه، وأصدقاء هم علامات في الشوارع، أصدقاء الصحافة والقلم المخضب بالحقيقة، أصدقاء النخبة الراقية، أصدقاء هم بيروت، وبيروت هم، أصدقاء في عمّان ودمشق

والقاهرة، أصدقاء لندن وباريس، أصدقاء تونس والمغرب واليمن، فقط ليبيا أصدقاؤها يغيبون، ولا تدري أين، هم أصدقاء يشعرونك بدفء الحياة، ونبض المدن، ومعنى الدنيا حينما لا تكون وحيداً، وتكون محملاً بأثقال الذاكرة والفرح وصدق السفر، قد لا يحتاجونك، ولا أنت تحتاج لهم، لكنهم يضيئون طريقك، ويشعلون وقتك، ويجعلونك في فرح دائم وهم يتنفسون زهر الحياة

وعطرها، تكفي رؤيتهم في أماكنهم، ويكفي أن تسمع أنهم ما زالوا بخير.. في المدن أصدقاء تعرفهم كالظل، وأصدقاء تعشق ظلالهم، هم كالنوارس لا يخلو منهم بحر!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 22:32 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

خميسيات

GMT 21:24 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

التنسك في الألوان

GMT 21:19 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

نوبل.. تلك النافذة الكبيرة

GMT 23:31 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

السماحة تميزهم.. ولا تغيرهم

GMT 21:21 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

نتذكر ونقول: شكراً

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates